لقد انتظرنا كثيرا وسئمنا الوعود ووضعنا الأيادي على الخدود وتجرعنا الأزمات ومشتقاتها ووصلنا الى حافة الهاوية وباقي شعرة معاوية ونحن ننتظر رد الشرعية على احتواء الأزمة ومتابع تصريحات المجلس الانتقالي النارية الذي بطرد حكومة الشرعية من معاشيق ويستعيد هيبة الدولة الجنوبية التي غدت في العام 1990 ومن ذلك التأريخ وكل المكونات تغني أغنية استعادة الدولة وفك الارتباط والتحرير والاستقلال كلام من ذا الكذب والتدليس على شعب الجنوب المسكين الذي تحطنه يوميا الأزمات والظروف في المعيشة والخدمات وللأسف الجماعة يتماحكون على كرسي السلطة ومصادر الارتزاق والكل يستلم باسم الوطنية والحرية من عدة مصادر دولية وإقليمية . وكل واحد يحشد قواته في وجه الآخر بموجب التوجيهات من الداعمين وصانعي الخلافات وموزعي الأدوار القيادات الفاشلة التي باعت الجنوب أرض وشعب وهوية وثروة ودولة جنوبية كانت قائمة على سنة ورمح يهابها الكثيرون برغم شحن مواردها وعدم ترك المجال لها من استغلال ثرواتها الرئيسة والإضافية خوفا من قوة ايمان شعبها الذي يتطلع إلى حياة أفضل وسيادة اشمل واكمل على أرضه الخصبة ومعارضة قيام دولته الجنوبية المدنية الحديثة الفدرالية الداخلية . وعندما نتسأل لماذا الجنوب المستهدف لتصفية الحسابات على أرضه برا وبحرا وجوا ولماذا السيطرة على مقوماته وقراره السيادي دون أي مبرر يسمح لهولاء أصحاب عاصفة الحسم والأمل والكذب والدجل واذا تعمقنا في الإجابة سنجد أن من يدير هذه المؤامرات والدسائس هم من أبناء الجنوب المنقسمون على أسباب تافهة لاتخدم القضية الجنوبية أرضا وشعبا وموقعا . اننا كشعب نطالب أنفسنا اولا بأن نحدد أهدافنا ونعمل جاهدين على توحيد صفوفنا ونضع خارطة طريق لتوجهاتنا ثم ننطلق إلى مسيرة تحديد المسارات نحو تصعيد الحراك الوطني السلمي الذي من خلاله نضع العالم اجمع والإقليم أمام مسئولياتهم الإنسانية والأخلاقية حتى يساعدونا على حل قضيتنا وخروجها من نفق المزيدات والمكايدات بكافة أشكالها وألوانها وإعلان أن شعب الجنوب هو السلطة وهو المعارضة وهو مصدر القرار وهو صاحب المصلحة الحقيقة في التغيير السياسي والعسكري والاقتصادي وهو ايضا من يضع خارطة طريق أنقاض لكل خطوط الحياة في الجنوب ويرسم سياسية العلاقات الدولية مع العالم الخارجي والأشقاء . وبغير هكذا حلول لن تتغير مناخات الحياة وستظل السفينة تبحر ولن تلقى ميناء يستقبله أو مرسى يحتضنها 52 عاما والأمواج تتقاذفها وتتغير أطقمها ولكنها لم تخرج من مربع السيطرة والتوجيه الخارجي والداخلي هنا تتحدد سلطة شعب الجنوب شرعا وقانونا وعليه أن لا يقبل مرة أخرى من يتمشدقون باسمه ويعلن إلغاء كل التفويضات والتوكيلات ويلجم كل من يتحدث باسمه ويجب أن تكون السيادة والقرار في الداخل واي جنوبي سيتحرك لجنوبيته فليتفضل وكل الأذرع ستكون مفتوحة له وإن كان الجنوب يحتاج لكل الشرفاء والوطنيون في الداخل اولا والذين في الخارج من الذين أرغمتهم الظروف السياسية على مغادرة أرض الجنوب قسرا فهم هولاء الكوادر الواعدة القادمة لانتشال الجنوب من أوضاعه المتردية والدهشة والانتقال به الى بر الأمان بعد حصولهم على ثقة شعبهم الجنوبي نسأل الله أن يتوفق شعب الجنوب في القضاء على من يعرقلوا مسيرته ويغلقوا نوافذ تطلعاته وطموحاته من الفاسدين والله خير الشاهدين .