ننصح الذين يتمشدقون ويتحدثون بإسهاب حول الجنوب وشعب الجنوب والقضية الجنوبية وهم في الابراج العالية ويتنقلون من دولة الى اخرى يرتزقون ويسوقون بضاعتهم الخاسئة في اسواق تلك الدول في اوروبا والدول العربية ودول الخليج يسرحون ويمرحون ويشجبون ويستنكرون ويظهرون مع كل مناسبة خالدة او حدث تأريخي عظيم وكأنهم هم المخلصون واصحاب الحقوق فقط في الجنوب ارض وثروة وهوية بينما هم بعيدون عن جميع الاحداث التي عاشها الجنوب بعد حرب 2015 الذي قام الغزو من خلالها لأراضي الجنوب قوات المخلوع صالح ومليشيات الحوثي الشيعية وان كانوا معظمهم من ساهم وشارك في ضياع الجنوب منذ 1968/1969 وحتى عام 90 ثم من عايشوا كل الظروف والمنعطفات السياسية والعسكرية وما صادف كل مراحل التحول التي شاهدها الجنوب وشعبه طيب الاخلاق والثقافة والعلم المعرفة والخبرات في الادارة والمكانة الاستراتيجية على مستوى خارطة العالم من حيث الموقع والريادة التي جعلت العالم يتهافت على هذه البقعة الهامة في خارطة السياسيات العالمية والاقليمية والذي فرض اسلوب التدخل المباشر لدول التحالف العربي وبتأييد من دول العالم والامم المتحدة ومجلس الامن لصد التدخل البربري الايراني العفاشي الحوثي لغير مبرر المدعوم من قبل قوى الشر في المنطقة بما فيها اسرائيل وقطر على ارض الجنوب الطاهرة ذات الرابط الهام بين القارات من الشرق والى الغرب ذهابا وايابا وكما كان في التدخل حماية لأراضي الشمال اليمني بعد سقوط صنعاء بيد عصابات الحوثي الشيعي وقوات عفاش الزيدية المتعصبة واسموها بالعاصمة الرابعة المختلة . اليوم نرى مخاضات عسيرة تحوم بين القوى الجديدة القديمة في سماء الجنوب الملبدة بالغيوم السوداء المظلمة مستغلة هذا الجو المفعم بالتوتر وعدم الاستقرار الامني والمعيشي الذي يسود عدن وبعض من محافظات الست وتحريك ازلام الاغتيالات لكوادر الجنوب الدينية والوطنية الجنوبية وكأنها تعيد بناء نفسها من جديد بدعم منقطع النظير من دولة قطر وايران واسرائيل والقوى والجنوبية المتحالفة مع اطراف الشر من خارج المنطقة التي تعد العدة لكي يكون الجنوب هو نقطة الانطلاق الجديدة بعد ضربها في كثير المناطق من قبل المقاومة الجنوبية البطلة. الجنوب الان وليس غدا بحاجة الى اعادة عملية التنظيم لصفوفه الاولى وان يكون حاضرا في كل المناسبات وان يختار القيادات التي لم تتلطخ اياديها بدماء الجنوبيون او ممن باعوا واشتروا بمصالح الجنوب داخليا وخارجيا لعقود وقرون من الوقت هذا اذا فعلا هناك توجه صحيح ونوايا صادقة لحل مشكلة الجنوب وطالما هناك دولة وحكومة قائمة وموقف دولي داعم والامم المتحدة تخوض الحوارات في اطار ايجاد حل للقضية برمتها وهناك رئيس شرعي للبلد معترف به دوليا يسعى الى جانب الخيرين من دول التحالف الى متابعة الحالة وهناك تفهم للقضية الجنوبية يبقى ان على من يشطحون ويقفزون دون مراعاة لكل هذه المواقف مستفزين لمشاعر العالم ورئيس الدولة والحكومة قد يؤدي هذا الى تصنيف القضية الجنوبية بالإرهاب والشطط الذي لا يتوافق مع توجهات العالم ودول الخليج والدول العربية والجامعة العربية وكذا دور المنظمات النشط الداعم للحراك الجنوبي الحقيقي الداعي الى مشروع التحري والاستقلال المشروع الذي يقود الى اعلان الدولة الجنوبية الكاملة يشارك فيها كل الطيف الجنوبي الحديث المتسلح بالتجارب والعالم والمعرفة والخبرات وهنا نقول للذين خدعوا الجنوب وشعبه الابتعاد لان كروتهم جميعها اصبحت محروقة وليس لهم اي وجود في وجدان واحساس شعب الجنوب الذي يكرر ويجسد السؤال كيف لمن كان يحكم وهو متواجد على ارض الجنوب ان يعيده وهو يعيش لاجئ خارجه وهذا امر يكفي لمن لم يفهم لعبة السياسة وكواليسها . الان الكرة في الملعب الجنوبي وعلى المحترفين اللعب صنع الهدف الاول في مرمى العالم وتقديم اسلوب التعاون الصادق على الارض بالهدوء والروية والعقل والابتعاد عن اساليب الاقصاء والتهميش لكل ابناء الجنوب وامتصاص الغضب المعشعش في اذهان من يمتلكون المال والسلاح والرجال ولا ضابط لهم في الساحات ولجم كل من يريد تفجير الوضع في عدن او غيرها من محافظات الجنوب نتمنى ان يتحقق هذا وعلى وجه السرعة وقراءة المراحل القادمة بعناية شديدة الحساسية والله الموفق . فكيف اللؤم لما ضاع الجنوب ارضا شعبا وثروة وهوية هو مطرود خارج الوطن الجنوبي لقرون وعقود من الزمن وهو يترنح بين القنوات الفضائية او يتحدث عبر الصحف العربية والخليجية ان يتزعم او يعيد الجنوب كلام لا يقبله عقل ولا منطق ولو حتى في الافلام الهندية او في قصص الف ليلة وليلة . وحتى الذين يتصدرون المشهد اليوم هم ايضا ادوات امتداد لموروث عنصري مناطقي خان الوطن على مدى 54 عاما من الزيف والدجل والضحك على الذقون يأتون اليوم يلبسون عباية التملق وجوارب لتزحلق على جبال الجليد منقذين ومناصرين لقضية الجنوب ظاهريا اما في الباطن فهم نسخة من ماضي اسلافهم الذين باعوا الجنوب بأرخص الاثمان داخليا وخارجيا وهناك للأسف من يتمشدق ويتحدث باسم الجنوب وهو عايش في ربوع المانيا او في عاصمة الضباب او فرنسا عاصمة الموانئ السياحية والمنتجعات الترفيهية وعطور الاوبن وربطات العنق الاكسدنديور ولير كردان فكيف ان يكون تفكيره في شعب يكابد الازمان وابناءه يقتلون كل دقيقة وساعة ويوم انهم جميعا يستهلكون كلام وينفذون اجندات اسيادهم ومن ينفقون عليهم الملايين حتى يظلوا متمترسين في خندق الحقد والكراهية البغيضة على شعب الجنوب وارضه وثرواته وهويته ولماذا ينكرون انهم ملحقون بدولة وشرعية ورئيس معترف بهما من قبل العالم الخارجي وجامعة الدول العربية ودول الاقليم والامم المتحدة ومجلس الامن وجميع منظمات حقوق الانسان في العالم ولماذا يتناقضون في تصاريحهم على شاشات القنوات الفضائية وانهم لا يختلفون على شرعية الرئيس هادي بينما يشتمون ويسبون حكومة بن دغر ووزرائه وقاسمين اليمين بأنهم اصحاب هدف واحد ورأي واحد وانهم جاءوا من مصالح كل الجنوبيون ومدافعين عن حقوقهم الشرعية جاعلين من القضية الجنوبية حصان طروادة وجسر عبور الى الضفة الاخرى من نهر الازمات السياسية والعسكرية والامنية والاقتصادية والمشاكل التي يفتعلونها ضد استقرار وامن الجنوب وتأخير عجلة التنمية فيه لكنهم فاشلون ولن ينالوا الا الهزائم والسقوط المدوي الذي يسمعوه كل الشرفاء من ابناء الجنوب الاحرار.