أعجبتني مقولة الأمير شكيب أرسلان حين قال منذ قرابة ال100 عام لماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم وعلى الرغم من مرور أكثر من قرن على نجاح النهضة اليابانية ونصف قرن على نجاح تجارب الصين ودول النمور الآسيوية مازال مشروع التحديث العربي ومقولاته النظرية بتعثر، بعبارة خرى لابد من أسناد نجاح مقولة التحدي والاستجابة إلى العوامل الموضوعية وفي طليعتها العامل الثقافي بالإضافة إلى العوامل الديموغرافية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية وغيرها وقد لعبت الدور الاساسي في نجاح تجارب التحديث الاسيوية جميعا وفي بناء حداثة حقيقية مازالت تتطور باستمرار وتظهر دور العامل الثقافي في ابراز التباين بين حركة التجديد المستمر الموصلة إلى التبعية والاستلام من جهة ومراحل التحديث التي اوصلت الى حداثة راسخه لدى الجانب الياباني ومن ثم لدى الصين ودول النمور الأسيوية سيرورة مستمرة لم تتوقف لدى الجانبين الا انها كانت شمولية لدى الاسيويين في حين اقتصرت على جوانب معينة في المجتمعات العربية وتحدث اشكالا اقتصادية واجتماعية وثقافية غير متداخلة أو متفاعلة بعمق ونتحدث عن المانيا التي عاشت ظروف مشابهه لأوضاع اليابان وتخلصت المانيا من عقدة الدونية التي تعانيها اليابان وتعاون الدول الاسيوية مع اليابان يضمن احترام سيادتها التم وقرارها السياسي المستقل وعلى تلك الدول ان تتجاوز مرحلة العقوبات التي فرضت عليا بعد الحرب العالمية الثانية ومنعتها من امتلاك القدرات العسكرية الضرورية لحماية نفسها واقامة تحالفاتها الاقليمية والدولية بما يتلاءم مع مصالحها الواسعة لانتشار في عصر العولمة. فيبدو لي ان البعد الثقافي في تجارب التحديث الاسيوي لعب دور كبير من النهوض للإصلاح الثقافي انطلاقا من ان الاصلاح الثقافي هو المدخل السليم لتنمية والتغيير ويمكن تقديم الكثير من الادلة الدامغة على ان نهضة الدول الاسيوية قد انطلقت اساسا من اصلاح البنى التربوية والثقافية الذي اسس الحداثة غير قابلة للارتداد فالحداثة السليمة هي نتاج نضج في البنى الثقافية والتربوية اولا وهي تقاس بالمراحل غير قابلة للارتداد وتؤسس كل منها لمرحلة اكثر تطور وثباتا عن سابقاتها وقد اقترنت بكثير من مظاهر التحديث على المستوى العمراني والاقتصادي والسياسي وتجاوزت بسرعة معوقات التنمية والتغيير الشمولي التي تمنع تحول حركة التحديث الى حداثة مكتملة واقامة دولة عصرية على اسس و نظم سليمة تعتمد معيار الكفاءة الشخصية والولاء للوطن وليس من شك في ان العرب بحاجة ماسة إلى الاستفادة من التجارب الناجحة للشعوب الاسيوية وفي طليعتها تجربة التحديث في كل من اليابانوالصين فأقول ان الانسان الحر هو قاعدة التغيير الاجتماعي وبالإشارة الى ان ابرز مقولات التحديث في اليابانوالصين انها تتلاقى على خلفيه ثقافية مشتركة ترى بان الاصلاح الثقافي يشكل العمود الفقري في عملية التنمية والتغيير الاقتصادي والاجتماعي وفي اليابانوالصين تشير الى نجاح عملية التحديث هو تنمية العنصر البشري واعتبروا ان الانسان الحر والمثقف ثقافة عصرية قادر على بناء تنمية مستدامه غير قابله للارتداد لذلك اعطى هؤلاء اهمية استثنائية لامتلاك احدث العلوم العصرية والتكنولوجيا المتفردة مع الشبث بكل ماهو ايجابي في تاريخ وتراث وحضارة البلدين وان الانسان المزود بثقافة عصرية وتكنولوجيا متطورة هو المؤهل أكثر من سواه على تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية وهناك نقول ان يجب توظيف الثقافة وبناءها في التنمية الاقتصادية والفضل يعود الى كفاءة الانسان لتلك الدول وتفانيه في العمل لنجاح الشركة التي يعمل بها والتضحية الكبيرة في توظيف وتأطير الطاقات البشرية والموارد الاقتصادية المحلية وضمن مشروعات كبيرة للتنمية الشمولية فنقول هذه تجربة لدول سبقتنا في التغيير والتطور اعتمدت العامل الثقافي والانسان ودوره في تنمية الوعي للإنسان والاصلاح الثقافي الذي يساعد على التقدم والتغيير . * · الانسان الحر هو قاعدة التغيير الاجتماعي. * · الاصلاح الثقافي يشكل العمود الفقري في عملية التنمية والتغيير الاقتصادية والاجتماعية. * · الانسان الحر والمثقف ثقافة عصرية قادر على بناء تنمية مستدامة غير قابلة للارتداد. * · العامل الثقافي والانسان ودوره في تنمية الوعي للإنسان الذي يساعد على التقدم والتغيير.