قال رئيس مؤسسة إنجاز اليمن منير داعر في ورشة العمل الأولى "مدخل إلى الفدرالية:الفرص، التحديات، الشروط المسبقة" التي نظمتها مؤسسة "فريدريش إيبرات الألمانية" يوم أمس الأولبصنعاء: إن المطالبة بالانفصال أو "فك الارتباط" جاء نتيجة المظالم التي وقعت في الجنوب، وجعلت الناس يكرهون الوحدة ونتيجة مباشرة لعقلية الغالب والمغلوب. وقال داعر لم تكن مطالب الانفصال من أجل الانفصال فحسب بل كان الانفصال عن نظام حكم لم يلب للجنوبيين الحلم الذي كانوا يحلمون به بعد الاستقلال ما قبل الاستقلال. وتساءل منير لماذا يطالب الجنوبيين الآن بالانفصال بعد سقوط النظام وبدء طريق تصحيح المسار الذي سيكون طويلاً ويحتاج إلى عمل جبار، وكما قال داعر إن اليمن قد جربت المركزية وفشلت وكانت دولتين منفصلتين قبل الوحدة وفشلتا ووجه رسالته لأبناء الجنوب المطالبين "بفك الارتباط " لماذا نجرب شيئاً قد جربناه ولماذا الانفصال الآن؟ وقسم داعر الأنظمة التي حكمت اليمن إلى ثلاث جمهوريات هي جمهورية اليمن الديمقراطية والعربية وانتهت هذه الجمهوريات في العام 90 والجمهورية الجديدة التي ستشكل بعد الحوار الوطني. وعن الجمهوريتين ما قبل الوحدة اليمنية قال إن تلك الفترة شهدت حربين بين الطرفين في العام 72 والعام 78 كانت ثمة اشتباكات كادت تؤدي إلى حرب ثالثة على الموارد النفطية 1983 وقال إن الصراع لم يكن فقط بين الجيشين. ففي عام 1970حتى 1983 عملت الجبهة الوطنية الديمقراطية بدعم من الجنوب على محاربة الشمال وكانت الشمال وحلفاؤها تمارس العمل نفسه لمحاربة الجنوب، ناهيك عن الصراعات الجنوبية الجنوبية والشمالية الشمالية مؤكداً أن تلك الفترة كانت حرباً بالوكالة، وتساءل عن مستقبل اليمن مع فك الارتباط. التحديات التي تواجه اليمن كما قال عضو اللجنة التنفيذية لتيار الوعي المدني أوصلت اليمن إلى هذا الوضع الكارثي، مشيداً بالدور الذي لعبه مجلس التعاون الخليجي والمجتمع الدولي وأثمر في عدم انهيار اليمن، وتحدث انقسمت اليمن, هل ستقسم إلى دولتين أو ستتمزق إلى دويلات، لم تكن لأين منها أي مقومات للبقاء سياسياً أو اقتصادياً. على دعاة "فك الارتباط" الشاكين من عدم إنصات المجتمع الدولي أن يصوت جيداً لدعاة انفصال حضرموت.حتى إذا قالوا إن دعوات الانفصال داخل الانفصال دعوات غير جيدة ولكنها أمر واقع ومن الخيارات المطروحة. واستطرد قائلاً: ما الذي يدفع دعاة فك الارتباط إلى القول إنهم على أن مطالبهم محقة! وأن غيرهم في الجنوب والشمال ليست محقة! وزاد..تجربة انفصال الدولتين أثبتت فشلها فما الذي يدفعنا بالقول إلى أن التجربة الانفصال الجديدة ستنجح. وطالب دغر رئيس الجمهورية منصور هادي باتخاذ إجراءات ملموسة لبناء ثقة في الجنوب، موضحاً أن الأمر سيتطلب وقتاً بيد أن هناك مشاكل وقضايا يستطاع حلها وستساعد عامة الناس، مشدداً على أهمية الإجراءات و بشكل كبير وعاجل. وقال: لماذا لا يكون الحل في إقامة نظام فدرالي بصلاحيات واسعة؟ بأقاليم متعددة لكون نظام الإقليمين تجسيداً لمفهوم الشطرين. واستعرض في الورشة تجربة دولة الإمارات كأفضل نموذج عربي للوحدة قال مخاطباً القبائل معارضتكم للنظام الفدرالي هو أقرب واصدق للمحافظ على إيجابيات النظام القبلي، وهو يرتكز على اللا مركزية في صميم الذي يقوم عليها القبيلة، فكل قبيلة لها شيخ ويجمعهم شيخ المشايخ، وهكذا في الفدرالية القائمة على الحكومات المحلية، وهي منظمة متطورة للنظام القبلي كلها تقوم على اللا مركزية. وقال إن المشايخ الذين يرفضون الفدرالية ويطالبون بالمركزية، قال إن المركزية أدت في الماضي إلى إفساد النظام القبلي وستؤدي إلى انتهاء الحضارية القبلية، معارضتكم للفدرالية تتناقض مع القبيلة، ودعاهم لتسليم المشيخة لرئيس الجمهورية إذا كانوا يعارضون الفدرالية لينتهي النظام القبلي دون الجمع بين الاثنين. النظام الفدرالي كما أوضح أكثر الأنظمة استقراراً في العالم والنظام المركزي الذي حكم فيه اليمن أدى إلى حروب أهلية كثيرة. والأنظمة لن تعمل شيئاً إذا لم توجد حلول لرفع مستوى الاقتصاد اليمني ف 90 % من مشاكل اليمن متعلقة بالاقتصاد.