منذ استقلال عدن الزائف وعواقبه الوخيمة, ومنها الصراعات الدموية والقتل والعنصرية ونهب الأراضي والممتلكات,صارت عروضا دائمة الحضور في حياة الناس في مدينة عدن. وبعد كل كارثة ومصيبة عظيمة تقع, وهم كُثر, تُجرى عملية تفاوض دِبلوماسية لتحقيق المصالحة الكاملة بين الخصوم, لكنها في كل مرة تفشل في إنشاء وسائل للاتفاق على القرارات الأخلاقية داخل المجتمع. لأن هناك دائما من يفقد الذاكرة ويتجه محور التركيز الخارجي في اختيار المشاركين في المفاوضات بشأنها إلى القوى والحركات السياسية المتصارعة وحدها, وينسون أن قادتها وعناصرها ينتمون إلى مناطق وقبائل معزولة ومقصية ولا تربطها بصلة بعدن,ومعروف عنها أنها مجبولة بالعنف والثار والنهب والقتل والفوضى,وليست لها رغبة كافية في تحقيق السلام المنشود,وأن لديها دائما نزعة تسلطيّة واستيلائيّة تهدف إلى تملّك أيّ شيء في عدن وفرض السّيطرة عليها. وهي ذاتها قد أنشأت من سابق أنظمة بوليسية فاشلة تثير الاشمئزاز, ليس فيها ذرة من النقاء والسمو.لذلك يرى أبناء عدن أن عودتهم إلى حكم مدينتهم لم يعد مرحبا أو سببا للاحتفال به.
ويدرك أبناء عدن الأصليين الآن كما لو كانوا قد خدعوا, وهم أصحاب ثقافة مدنية وحضارية عريقة وموغلة في القدم, ولديهم رغبة كافية في تحقيق السلام المنشود في أنحاء وأرجاء اليمن كله, أن لهم الحق في أن تكون هناك عناصر منهم,من هُن وهُم من النخبة الشابة المثقفة والمتعلمة,تمثلهم في مفاوضات السلام والمشاركة في عملية الانتقال, حتى يكون لهم دور في تحديد مصير مدينتهم.
ويرون أن الخيار الكفيل بتحقيق العدالة لهم هو اتخاذ تدابير مكيفة مع تاريخ وخصائص مدينتهم وثقافتها المتميزة. كي يكون لعدن صلاحيات المدينة ذات الإدارة الخاصة, ويكون فيها لأبناء عدن وحدهم القدرة لاختيار مسار حياتهم, والحق والوسائل اللازمة لإدارة كافة أمور وشئون مدينتهم, في إطار النظام القانوني والسيادي للدولة.