أعرب الرئيس علي عبد الله صالح عن أسفه لتلكؤ المعارضة في الجلوس إلى طاولة الحوار وتذرعها بالشارع، مشيراً إلى أن اللجوء إلى الشارع بدأت منذ بدأ الحراك الانفصالي يظهر في بعض مناطق المحافظات الجنوبية والشرقية، مرحباً بمن يطالبونه بالرحيل بأن يأتوا ليتسلموا السلطة ولكن عبر صناديق الاقتراع، معتبراً ما يحدث في الوطن العربي إنما هو مؤامرة لتأمين إسرائيل. التقى فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية اليوم بقاعة كلية الطب بجامعة صنعاء أعضاء هيئة التدريس والطلاب والموظفين بالجامعة، وألقى محاضرة وقد ألقى فخامة الرئيس محاضرة أمام الأخوة أعضاء هيئة التدريس والطلاب والطالبات وموظفي جامعة صنعاء، عبر في مستهلها عن سعادته بهذا اللقاء. وقال: "أجدها فرصة لأن استعرض معكم التطورات الموجودة على الساحة اليمنية والتي تهم كل مواطن ومواطنة, فكثير من الناس يعيشون في قلق وخوف على أمن واستقرار ووحدة الوطن، وكثير من أبناء الوطن يبكون قلقا وخوفا على أمن وسلامة هذا الوطن العزيز الذي ترعرعنا فيه ودرسنا وتعلمنا فيه ومن حقنا أن نخاف و نقلق عليه وأن نحرص جميعا من أجل الحفاظ على أمن واستقرار الوطن ووحدته وسلامة أراضيه". وأضاف: "هذا الصرح العلمي الشامخ الكبير جامعة صنعاء.. عدد طلابه 85 ألف طالبا وطالبة، وهذا انجاز عظيم من انجازات الثورة والجمهورية، ومنذ 32 عاما عندما انتخبت لقيادة مسيرة التنمية في الوطن كان في هذه الجامعة ثلاث كليات فقط والآن لديها 19 كلية و أكثر من 16 مركز للبحث العلمي وهذا انجاز عظيم للوطن". وأشار إلى ان جيلا مثقفا متعلما سيتخرج من هذه الصروح العظيمة وليس جيلا غوغائيا وإنما علماء في كافة التخصصات يتم تأهيلهم وتخريجهم من هذا الصرح العلمي وغيره من الجامعات.. مرحبا بآراء الشباب وبطموحاتهم لبناء الوطن باعتبار الشباب أمل ومستقبل الأمة. وخاطب الرئيس الأكاديميين وطلاب وطالبات الجامعة قائلا: "انتم كلكم تحملون هم الوطن، بينما هناك للأسف من يريد لهذا الوطن ويتأبط له شرا". وأشار الرئيس صالح إلى ما تناوله في لقاءاته السابقة مع عدد من الفعاليات ومنها أعضاء مجلسي النواب والشورى و العلماء وما أعلن عنه خلالها من حزمة من الإصلاحات التي جاءت ملبية لمطالب المعارضة .. مؤكدا بأنه تم تلبية كل طلبات المعارضة التي رفعت وبعد ذلك رفعت المعارضة سقف المطالب. ومضى قائلا: "كلما قدمنا تنازلات من اجل الوطن وليس من اجل أشخاص ازداد سقف المطالب، فقد دعونا للإصلاح ودعونا للحوار كوسيلة حضارية لمعالجة أية قضايا".. مبينا أن هناك دول صديقة وشقيقة وقوى سياسية في أقطارنا العربية يختلفون وهناك أقطار أو دول أخرى قد يحدث بينها حروب في نهاية المشوار يجلسون على طاولة المفاوضات والحوار. وتابع: "نحن ندعو دائما إلى الجلوس معا على طاولة المفاوضات والحوار لمصلحة هذا الوطن دون أن يحدث تصدع في الصف الوطني، ونقول للمعارضة تعالوا نتحاور وإذا حجتك قوية فعلى الرحب والسعة سنأخذ بها لما فيه مصلحة البلد وليس من أجل إشباع رغبات أفراد أو أشخاص, فنحن نريد كل فيه ترجمة لإرادة الشعب وتحقيق لطموحاته وخدمة لمسيرته التنموية ". وأردف: "أنا جئت إلى السلطة عن طريق الانتخاب وليس على ظهر دبابة أو مدفع بل عبر صندوق الاقتراع ولم اغتصب السلطة لا في عام 1978م ولم أغتصبها في العام 1990م كما لم اغتصبها في 2006م". وتطرق الرئيس إلى الشعارات التي ترفعها بعض القوى السياسية للمطالبة برحيل النظام في إطار حمى تقليد ما حدث في بعض الأقطار العربية, وقال: "الذي يطالب علي عبد الله صالح بأن يرحل, نقول له على الرحب والسعة سيرحل اليوم أو غد لا توجد مشكلة ولكن عبر الأطر الديمقراطية، وندعوه إلى صندوق الاقتراع إذا كان لديه قاعدة وجمهور, ونقول له تفضل إلى السلطة عن طريق صناديق الاقتراع ونيل ثقة الشعب عبر الأطر الديمقراطية". وعبر الرئيس صالح عن أسفه لتلكؤ أحزاب المعارضة وعدم استجابتها للحوار. وقال: "ندعوهم إلى الحوار ويقولون "لا.. نحن ملتزمين مع الشارع", " نحن نساير الشارع .. ولا نقدر.. نترك الشارع!".. موضحا أن كلمة الشارع واللجوء إليه ليست وليدة اليوم وإنما بدأت منذ بدأ الحراك الانفصالي يظهر في بعض مناطق المحافظات الجنوبية والشرقية". وجدد فخامته الدعوة للقوى السياسية إلى الحوار وقطع الطريق على أصحاب الأجندات الخارجية وعناصر التخريب الذين يقومون بقطع الطرق ويعتدون على أفراد القوات المسلحة والأمن في حضرموت وشبوة وأبين وعدن. وأكد بان هذه الأعمال الخارجة عن القانون أنما هي امتداد لأجندة خارجية بدأت في عام 93 و 1994 وأدت إلى حرب 1994 ثم اختفى أصحابها بعد العفو العام و ظهروا مرة أخرى وركبوا الموجة ودعوا مجددا للانفصال دون الاستفادة من عبر الماضي ودروسه . وقال: "نحن بلد موحد، استفتى على وحدته كل أبناء الوطن، فالذين يريدون عودة الإمامة او الذين يريدون عودة الانفصال، هم قلة قليلة وليس الشعب اليمني، وليرحل كل من يريد تمزيق الوطن او العودة به الى ما قبل الثورة اليمنية الخالدة او ما قبل ال22 من مايو 1990م". وطمأن فخامته طلاب الجامعة ومن خلالهم جميع ابناء الشعب بان اليمن في خير .. وقال :" نتعهد لكم من هذا المكان، من هذا الصرح العلمي الشامخ، اننا سنبذل قصارى جهدنا للحفاظ على الأمن والاستقرار ووحدة وسلامة أراضي اليمن، مهما كلف ذلك من ثمن، وسنحافظ على وحدة الوطن وامنه واستقراره". واعتبر الرئيس ما يدور الآن إدارة إعلامية عبر القنوات الفضائية، والكثير ممن يقومون بأعمال التجمهر مقلدون ليس إلا، بحسب رأي المراقبين. وقال: "نحن نرى ان ما يجري كان يمكن ان يكون عاصفة لرياح التغيير لو أنها أتت بطرق سلسلة وديمقراطية داخل الشعوب، وليس للتقليد ونكون أسيرين لقوى أجنبية، لان ما نشهده اليوم في الوطن العربي هو تشكيل طوق أو سياج منيع لأمن واستقرار إسرائيل، وهذا كله يصب في خدمة الصهيونية العالمية". وتابع فخامة الرئيس "على أساتذة وطلاب جامعة صنعاء ان يجروا حوارات مع الشباب، ونحن على استعداد لتلبية كافة الطلبات بحسب قدرة الدولة وإمكانياتها، مع إدراكنا ان هناك قوى سياسية لها أجندة خاصة وذريعتهم الشباب، لأنهم لم يجدوا أرضية خصبة الآن لتحقيقها الا من خلال التذرع بأنها مطالب الشباب". وأضاف: "مع ذلك نقول على الرحب والسعة، ونحن نكلف أساتذة وطلاب جامعة صنعاء لإجراء حوار مع هؤلاء الشباب، ومستعدين في إطار المعقول والإمكانيات أن نلبي هذه الطلبات، ومنها رحيل السلطة". وقال: "فليأتوا إلى صناديق الاقتراع، ويكون لديهم شجاعة أدبية، فإذا كان لديهم قاعدة شعبية وحضور فليطالبوا بالانتخابات وليس بالسلطة، فالانتخابات في العالم كله تطالب بها المعارضة سواء كانت انتخابات برلمانية أو رئاسية مبكرة، اذا كان لديهم وجود، لكنهم لا يريدون انتخابات مبكرة ولا متأخرة، وانما يريدون فوضى وهم جاهزون لها". ومضى قائلا: "نقول لهم مرحباً، انتخبوا عدد من الطلاب من الشباب، وقد كلفنا رئيس الوزراء ونائبه ووزيري التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي للتفاوض مع الشباب ومعرفة طلباتهم وتلبيتها إذا كانت في إطار المعقول، إلا أنهم مصرين على مواصلة الاعتصام، مع إنهم يدركون أنهم بهذا يؤذون المواطنين ويمنعونهم من الدخول والخروج من مساكنهم وفتح متاجرهم، ولسان حالهم يقول نؤذيهم ونحن جالسين معتصمين حتى يسقط النظام، مع ان هذا كلام غير منطقي". وأضاف: "الشعب اليمني يختلف عن الشعبين التونسي والمصري، ففي الوقت الذي تخرج فيه المعارضة بمسيرة من ألفين شخص، يخرج الشعب اليمني المحب للأمن والاستقرار والشرعية الدستورية بمائة ألف، في حين تعكسها القنوات الفضائية بعكس المنظر، بحيث تحول المائة ألف للمعارضة والألفين للسلطة.. يا سبحان الله، فهناك غرفة عمليات تستغل الإعلام، وجميعنا يعلم أين هي غرفة العمليات، فهي في تل أبيب، لزعزعة الوطن العربي، وهؤلاء ما هم الا منفذين ومقلدين لما تتبناه غرفة العمليات في تل أبيب". وجدد رئيس الجمهورية التأكيد على أن الحوار هو أفضل وسيلة.. وقال: "أطمئنكم إننا سنبذل قصاري جهدنا للحفاظ على الأمن والاستقرار وحماية المعتصمين والمتظاهرين من قبل أجهزة الأمن، إذا كانت مظاهراتهم واعتصاماتهم سلمية، فنحن سنحافظ عليهم ولن نسمح لأحد أن يعتدي عليهم، إذا اتبعوا الأسلوب النظامي والقانوني يأخذ ترخيص ويحدد المسار والشعارات، بحسب ما يقتضيه القانون الذي يلزم بأخذ ترخيص لأي مظاهرة او مسيرة وتحديد المسار والشعارات، فإذا التزموا بذلك فمن حقهم الخروج في مسيرات للتعبير عن رأيهم، فنحن في بلد ديمقراطي، وهذا ليس بجديد علينا". وأشار الى الاعتصامات التي شهدتها البلاد خاصة بعد عام 2006م.. وقال: "نحن ضد التخريب والعنف، ضد قتل النفس المحرمة، فهذا لا يجوز شرعاً، ولو كان كثير ممن هم في المظاهرة معنا في خليجي 20 ونزلوا عدن، لشاهدوا كيف حولنا عدن عروس وصرفنا عليها مليارات من الدولارات، بما يليق بها كمدينة اقتصادية، رفعنا فيها علم الجمهورية اليمنية في 22 مايو 1990م، فعدن لكل اليمنيين، وليست جنوبية، مثلما هي صنعاء لكل اليمنيين وليست شمالية، وهو ما ينبغي للذي لا يفهم أن يفهم أن عدن مدينة اقتصادية وتجارية وملك لكل اليمنيين، وكذلك الحال بالنسبة لصنعاء فهي عاصمة الجمهورية اليمنية وملكا لكل أبناء اليمن". ولفت صالح إلى ما تتعرض له مدينة عدن الجميلة اليوم من تخريب وتكسير وعنف ورماية من بعد المغرب إلى نوافذ العمارات، في محاولة مكشوفة لإلصاق ذلك بالشرطة وأجهزة الأمن، وان رجال الأمن يتعاملون بعنف مع المتظاهرين في حين ان ذلك غير صحيح.. مشيرا الى ان لدى أجهزة الأمن والحكومة قرار من مجلس الدفاع الوطني بمنع استخدام القوة في كل الأحوال. وأكد الرئيس أهمية الحفاظ على الأمن والاستقرار وحماية المنشآت العامة والممتلكات الخاصة، والحفاظ على أمن المواطنين وعدم إقلاق سكينتهم, مبينا أن أجهزة الأمن لديها توجيهات بعدم استخدام القوة. واستطرد قائلا: "الجيش متواجد في المعسكرات، ولا يستطيع احد أن يقول انه رأى الجيش خارج المعسكرات، أي أنه داخل المدن، فالجيش في المعسكرات، والأمن في المعسكرات، عدى الشرطة الاعتيادية لأننا على يقين بأنهم يريدون التحرش بالدولة وبالشرطة وبالجيش، لكننا نرفض الانجرار إلى مخططهم الخبيث، هذا المخطط الذي يريد أن يحدث فتنه داخلية وحرب أهلية، وهذا هو مخطط من عجزوا عن تحقيق الوحدة اليمنية". وقال: "لم يكن هناك جدية في الوحدة، وعندما جاءت الوحدة استاءوا سواءً الذين كانوا في الشمال او الجنوب، وفاجئهم هذا الانجاز، جاءت الوحدة لتقهر كثير من القوى الحاقدة، قهرتهم تماماً، عندما اصبح اليمن واحد بدل من شطرين، الشعب اليمني كتلة واحدة مساحة شاسعة بحر وبر ، اختلطت حتى المصالح وهذا سبب قهرهم، وناموا الى 93م -94م وأفضت عن حرب، وانتصر الحق والشرعية بتصدينا لهم وإفشال مخططاتهم وخرجوا عن طريق الصحراء والبحر، ليقول لهم الشعب أطلعوا يا خونه، فاليمن لا يتسع الا للثوب النظيف الطاهر، ومع ذلك أصدرنا قرار عفو عام، وقلنا عفا الله عما سلف، ونبدأ صفحة جديدة، ناموا وكانوا تحت الرماد، وفي موجة المتغيرات الدولية والديمقراطية والإعلام الذي أصبح يدير العالم ظهروا من جديد في إطار الرأي والرأي الآخر، ونحن نرحب بالرأي والرأي الآخر". وأضاف: "تمسكوا باسطوانة للمزايدة أن الرئيس يريد توريث ابنه، طيب ابني مواطن يمني من حقه مثل غيره لكن هذا القرار غير موجود لا بالتوريث ولا بالتمديد، وعليهم أن يستحوا من هذا الطرح الوقح ، فهذا الأمر ليس وارد نهائيا، فنحن في نظام جمهوري ديمقراطي لا يوجد فيه توريث أو تمديد، ونحن وكما يعرف الجميع فرض علينا الترشح عام 2006م ولم أكن أريده، لكنها فرضت علينا ، وكان المعلب السياسي حينها غير مهيأ، فلم يكن المؤتمر مهيأ مع حلفاؤه ولا المعارضة مهيأة وجاهزة". وتابع قائلا: "لم يكونوا جادين، وحتى هذه اللحظة هم غير جادين، هم راكبين موجه.. طيب تعالوا المؤتمر وحلفاؤه يهيئون مرشحيهم، تعالوا ندخل في 2013م صناديق الاقتراع، يا أهلا وسهلا ، لا للفوضى، فهذه من ثقافة مخلفات الإمامة". وأردف قائلا: "كان لدينا قبل الثورة في الشطر الشمالي من الوطن ثلاث أو أربع مدارس، في تعز والحديدة وذمار وصنعاء، وكانت مخصصة لنخبة من الناس ولكنها ليست لعامة الناس، والآن أصبح عامة الناس متساوون كأسنان المشط،التعليم والصحة للجميع على حد سواء، وليس هناك تمييز ولدينا الرأي والرأي الآخر". ومضى قائلا: "تعالوا الإعلام ملك للجميع، تعالوا اعملوا مناظرة فقناة سبأ مفتوحة لكم، مفتوحة للمعارضة وللسلطة، فتعالوا عبروا عن رأيكم بطرق سلمية وليس عبر الجلوس في الشارع وحرمان السكان وأطفالهم من الذهاب إلى المدارس، حيث أصبحوا خائفين غير قادرين على قضاء احتياجاتهم اليومية ولا حتى قادرين على النوم، لأن أولئك جالسين يخطبون طيلة الليل، خطابات ليل ونهار أزعجوا المواطنين، ونقول لهم بدلا من إزعاج المواطنين في بيوتهم تعالوا عبروا عن رأيكم على قناة سبأ الفضائية ونحن نرحب بكم". وأعرب رئيس الجمهورية عن سعادته بالالتقاء بأساتذة الجامعة والطلاب والطالبات.. وقال: "أطمئنكم البلد في خير.. البلد في خير، فكل الناس مع الأمن والاستقرار، والجميع مع الأمن والاستقرار.. نعم للأمن والاستقرار، لا للتخريب والفوضى والغوغاء، لا للألفاظ والمصطلحات القبيحة، نعم للأخلاق والأدب، وليحسب كل واحد كلامه بشكل جيد ويوصل رسالته دون انفعال، ودون التلفظ بألفاظ غير مسؤولة. وأشاد بما تضمنته كلمة أمين عام اتحاد الطلاب التي لا تمثل طلاب جامعة صنعاء فحسب، ولكن طلاب اليمن ككل، وكذا ما تضمنته أحاديث أعضاء هيئة التدريس والطلاب. حضر اللقاء رئيس مجلس الوزراء الدكتور علي محمد مجور ورئيس جامعة صنعاء الدكتور خالد طميم.