في الوقت الذي تزداد فيه نيران الحرب وبنادقها تصوب وطيرانها يضرب يوم بعد يوم يزداد عدد الضحايا من الأبرياء في حرب لم تميز بين شباب و شيوخ وبين نساء وأطفال راح ضحيتها منذ عام 2015 ما يزيد عن 10 ألف قتيل وآلاف الجرحى والمصابين وملايين الجوعى. ما كانت الطفلة البريئة أمل إلا نتيجة من نتائج الحرب، كثيرا ما كنا نسمع زمان أنه لا يوجد أحد في بلادنا يموت من الجوع والفقر أما اليوم فأصبحنا نرى ونسمع من يقتلهم الجوع والفقر، يوميا هناك العديد من الضحايا جرى ما يعصف بالبلاد من جوع وفقر نتيجة الحرب العبثية. الطفلة أمل كانت آمنة مستقرة مع أسرتها في بيتهم الواقع بمنطقة صعدة معقل الحوثي إلى أن اشتعلت نيران الحرب وبداء طيران التحالف يضرب تلك المنطقة ففرت هاربة مع أسرتها إلى مدينة الحديدة تاركة بيتها وألعابها، فسكنت في أحدى الملاجئ هناك وما لبثوا أن استقروا في تلك المدينة حتى بدأت نيرات الحرب تشتعل فيها، ومع اشتداد الحرب فيها وغلاء المعيشة وتحول الملجأ إلى مستنقع للمياه الراكدة أصيبت أم أمل بحمى الضنك الذي يسببها البعوض الذي يتكاثر على تلك المياه، عصف المرض بأم أمل ولكنها أخيراً استطاعت التغلب عليه ففرحت أمل وأخواتها بشفاء أمهم ولكن الفرح لم يطل فما هي إلا أيام قليلة حتى أصيبت أمل بسوء تغذية حاد فذهبت بها أمها إلى أحد المستشفيات القريبة من الملجأ فتم ترقيدها بالمستشفى ونصحهم أحد الدكاترة بالذهاب إلى مستشفى أطباء بلا حدود والذي كان يبعد عنهم حوالي 15 ميلاُ، ولكن الوضع المالي للأسرة لم يسمح لهم بالذهاب نظراُ لزيادة تكلفة المواصلات إلى 50% مما اضطرهم للبقاء بهذا المستشفى وما لبثت حتى زادت حالة أمل سوء بسبب القي والإسهال المتكرر وبعد خروجهم من المستشفى ب3 أيام وتحديداّ يوم الخميس 1 من فبراير فقدت أمل حياتها جوعاً ومرضاً هذي مأساة أمل التي تعد واحدة من 1,8مليون طفل يمني يعانون من سوء التغذية الحاد، وهناك مخاوف من مجاعة كارثية قد تغرق البلاد في الأشهر القادمة في حالة استمرار الحرب وتدهور الأوضاع. وأكدت منظمة اليونسف التابعة للأمم المتحدة أن نهاية الحرب في اليمن لا تكفي لإنقاذ الأطفال في البلاد المنكوبة "اليمن" وسط جهود لإيقاف الحرب وإعادة إطلاق محادثات السلام في هذا الشهر. كما أكد "خيرت كابيلاري" المدير الإقليمي لليونسف الأربعاء لوكالة "فرنس برس" قوله " اليوم يواجه 1,8 مليون طفل تحت سن الخامسة سوئ التغذية الحاد، و400 ألف سوء التغذية الوخيم" وأضاف " إنهاء الحرب في اليمن ليس كافياً، ما نحتاج إليه هو وقف الحرب ووضع آلية حكومية محورها الناس والأطفال، الحرب تزيد من وضع كان بالفعل سيئاً بسبب سنوات من انعدام التنمية في أفقر دولة في العالم العربي". وفي هذا الأسبوع حذر مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية "مارك لوكوك" من أن 14مليون شخص قد يصبحون على شفا المجاعة خلال الأشهر المقبلة في اليمن، في حال استمرت الأوضاع على حالها في هذا البلاد. ومع كل تلك المآسي والمخاوف ما زالت الحرب مستمرة وما زال أطفال اليمن يموتون جوعاً ومرضاً وقتلاً وتجنيداً إجبارياً وإلى ذلك الحين سوف تستمر" أسوا أزمة إنسانية على الإطلاق" حسب تصنيف الأممالمتحدة لها.