برغم إني أنهيت مقالي المنشور في 21 نوفمبر الماضي بالحذر من استمرار عمليات الاغتيال في الأيام القادمة للقيادات العسكرية والأمنية الجنوبية لا يبدو ان أحدا اهتم بأخذ الاحتياطات الضرورية بعدم تكرار عمليات الاغتيال هل هذا هو قضاء وقدر أم عجز في التفكير واخذ التدابير اللازمة لحماية الكوادر الجنوبية من عمليات الإبادة والتصفية فلماذا مثلا جميع الكوادر الجنوبية من مدنية وعسكرية وأمنية موجودة في اليمن الشمالي لا تصدر بيانا موقع من قبلهم وسيكون أفضل لو نظمت أنفسها في كيان خاص بهم الهدف منه التشاور وابتكار سبل حماية أنفسهم من هجمة الاغتيالات وان لا يعتبر إي واحد من الجنوبيين انه غير معني بذلك وغير مهدد في حياته هذا من جهة ومن جهة أخرى ان يصدر الان بيانا واضحا ومحددا بان الكفاءات الجنوبية المختلفة تري نفسها مضطرة إلى هجرة جماعية وعودة إلى مناطقهم في الجنوب كل إلى منطقته فالدولة أظهرت عجزا واضحا في حماية كوادر الجنوب المتواجدين في اليمن الشمالي وإخفاق الدولة في الكشف عن الجهات وراء هذه الجرائم التي من الواضح ان هدفها تصفية الكوادر الجنوبية المؤهلة وتحرم بالتالي دولة الجنوب من كوادرها عند استعادة سيادتها وما يؤكد هذا التوجه اقتصار عمليات التصفية حصرا علي الجنوبيين وليس غيرهم عودتهم جما عيا إلى مناطقهم في الجنوب قد لا يحد من الظاهرة لكن حتما سيقلل من توسعها وانتشارها بسبب وجودهم بين أهلهم وبيئتهم --------------------------------------------- سقوط الطائرة في الحصبة وحرمان عودة جيش الجنوب من كفاءاته العسكرية يبدو ان مخطط تصفية القيادات العسكرية والأمنية الجنوبية المدربة والمؤهلة مستمر وسيستمر والسؤال لماذا وكيف النظام الحاكم في الشمال من أساسه هو نظام عسكري وامني يتعاطى السياسة بعقلية عسكرية أمنية والمعروف ان الجنوب كان يمتلك أفضل الكوادر العسكرية والأمنية في المنطقة بفضل تأهيلهم وتدريبهم في أفضل الأكاديميات العسكرية والأمنية في الاتحاد السوفيتي ودول أوروبا الشرقية وكوبا ولهذا هزم بسهولة في حربي عامي 1972و1979ضد الشمال وكانت احد أسباب حرب عام 1994 تتمثل في القضاء علي قوة الجنوب انتقاما من هزائمهم السابقة وخدمة لبعض القوي الإقليمية في المنطقة وهذا بعد الحرب اتخذ قرار تسريح أفراد قوات الجيش والأمن الجنوبيين لوضعهم خارج الجاهزة العسكرية ومتابعة التطورات في التقنية العسكرية والتدريب علي مستوي المعدات العسكرية الحديثة التي تم تجهيز الجيش اليمني بها من هنا من خلال متابعة الأحداث وتحليل توجهات سياسة النخب العسكرية الحاكمة في اليمن يمكن تسجيل الملاحظات التالية = إبعاد وتصفية القيادات العسكرية المجربة عبر سياسة الاغتيالات =إرسال العناصر العسكرية الجنوبية في حروب السلطة الستة في صعده للتخلص من قوام الجيش الجنوبي =ندرة قبول طلاب جنوبيين في الكليات العسكرية والطيران والأمن =التركيز علي الطيارين الجنوبيين في تصفيتهم لما يمثل الطيران الحربي من أهمية بالغة في الحروب =في الخلاصة
حين يستعيد الجنوب دولته وفي حاجته للجيش والأمن يراد من تصفية قادة الجيش والأمن حرمان الجنوب من أفضل عناصره المؤهلة والمدربة وبالتالي تأخير قيام إعلان استعادة دولته وإذا عمل مع ذالك يجب ان تكون كلفة تأهيل كوادر جديدة مكلفة ماديا وتستغرق فترة زمنية قبل تحقيقها وإذا أصر مع ذالك يجب عبر استنزاف ثروته النفطية حرمانه من الموارد المالية السهلة التي يوفرها النفط لكل دولة منتجة للنفط الذي كالذهب الأصفر عند الحاجة يسهل بيعه بعكس المقتنيات الأخرى وقد نبهت إلى ذلك منذ خمسة سنوات في مقالات لي في صحيفة الأيام الغراء كلمة أخيرة أتمنى من جمعيات المتقاعدين العسكريين والأمنيين ومن الصديق ناصر النوبة إيجاد حل في مواجهة سياسة التصفية الممنهجة للقيادات والكفاءات العسكرية والأمنية الجنوبية لايمكن وقوفنا موقف المتفرج ووضع كل ذالك بأنه قضاء وقدر فالتصفيات ستستمر كلما تبين قرب استعادة الجنوب دولته فحادثة الحصبة بسقوط الطائرة العسكرية ومن بين القتلى طيارين جنوبيين وقائد الطائرة وقائد سرب جنوبي وآخرين لايجعلنا ذلك بوجود آخرين استبعاد احتمال التصفية المتعمدة فسياسة النظام ماكيافيلية ولا يهمها التضحية ببعض مواطنيها في سبيل تحقيق أهدافها الجهنمية تعازينا لجميع شهداء الطائرة وعلينا الحذر الحذر من الأيام القادمة