أن الشعب الجنوبي العظيم وحراكه السلمي كانوا ولازالوا السباقين بالخروج للساحات للتعبير عن رأيهم بطريقة سلمية وبصدور عارية وقد شكلت الثورة السلمية الجنوبية الانطلاقة الثورية لثورات الربيع العربي التي ماتت في مهدها ولم تحقق خياراتها، إلا أن الشعب الجنوبي أستطاع ان يحافظ على ثورته السلمية في مواصلة النضال رغم الاختراقات والمؤامرات التي كانت تحاك بهدف خروج الثورة الجنوبية عن مسارها السلمي، ورغم تلك المحاولات التي باءت بالفشل تجاه الصمود الفولاذي العظيم للشعب، واصل إصراره على مواصلة نضاله نحو تحقيق أهدافه وخياراته . ولقد اثبتت المرحلة مستوى المواقف المبدئية الثابتة للشعب الجنوبي ومقاومته البطلة بالتصدي لقوات التمرد الحوثي في مختلف الساحات الجنوبية وسطر ملحمة نضالية تاريخية في تحرير الجنوب من التمرد الحوثي والمد الايراني، وشكل الجنوب البوابة الرئيسية لانتصار قوات التحالف العربي والسيادة العربية، ورغم كل تلك الانتصارات والتضحيات التي قدمها الشعب الجنوبي ومقاومته البطلة ،إلا أنه وللاسف الشديد لم يحظى بأي اهتمام أو رعاية من قبل المجتمع الدولي والتحالف العربي الذي نعتبره شريكا وحليفاً قوياً، ولا يزال الجنوب في قيد التهميش المتعمد والممنهج وخير برهان ودليل المبعوث الاممي السابق جمال بن عمر وطريقة الحوارات التي دارها بالساحة اليمنية وتجاهله لشعب الجنوب وقضيته العادلة
،وها نحن اليوم نشاهد ونتابع دور المبعوث الاممي والحوارات الاممية التي تعطي جل إهتمامها بالتمرد الحوثي وتجاهل الشعب الجنوبي وقضيته العادلة، وهذه هي المصيبة بل والمشكلة بحد ذاتها، حيث بات المجتمع الدولي يكيل بمكيالين ويشجع طوائف التمرد والقوة ولايشجع إرادة الشعوب المؤمنة بالحوار والسلام كالشعب الجنوبي، وهذه هي الطامة الكبرى التي أصلت الساحة اليمنية خاصة والساحة العربية إلى هذا المستنقع المهين وهذا هو التآمر بحد ذاته على منطقة الشرق الاوسط، بهدف تدمير المنطقة وقوتها العسكرية وهذا ما أثبته الواقع ونشاهده بأم أعيننا وهذه هي الجريمة بحد ذاتها، فمن كان لايعلم فتلك مصيبة ومن كان يعلم فالمصيبة أعظم.