لا يبدو في الأفق بوادر لتجاوز هذه الأخطاء والاختلالات التي رافقت منتخب الناشئين ونفس الوجوه اليوم تقوم بتولي شؤون المنتخب الوطني الأول ومرافقته في معسكره الإعدادي في المكلا بذات الطريقة وبنفس الأساليب بعد ان اقدمت على إقالة المدرب الإثيوبي السابق (ابراهام مبراتو) . والذهاب إلى المعسكر الإعدادي يضم 40 لاعبا وبدون مدرب والإعتماد على نائب مدرب المنتخب في تولي المهمة وهو الذي يشكو من تجاهل الوزارة وتقصيرها تجاه اللاعبين. هذه الاسطر وردت في تقرير سابق لنا نشر في تاريخ (4/أكتوبر/2018) تحت مسمى الضحية رقم 2 وفيه أوضحنا أنه ما لم يتم تقييم الأداء بعد كل بطولة نشارك فيها و نخوضها ونستفيد من هذا التقييم لتحديد مواطن الضعف والبحث عن مكامن القوة والتطوير من خلال الوقوف بجدية وبمسؤولية وبوطنية أمام السلبيات وتجاوز الأخطاء والإختلالات والذهاب بعيدا عن ذلك إلى الاعتراف بهذه الأخطاء فإنه لا يمكن لأي حال من الاحوال ان نرتقي لمنتخباتنا حتى إلى أدنى مستويات الطموح. لقد قلنا بعد تجربة منتخب الناشئين وإخفاقه في النهائيات الاسيوية بماليزيا وعودته إلى الوطن بدموع صغاره من اللاعبين الذين راحوا ضحية لعشوائية التخطيط ونرجسية قيادات إدارية ذات أرقام هاتفية مشفرة ، قلنا أن الضحية رقم 2 سيكون المنتخب الوطني الأول وهذا كان قبل أن يدخل الأخير إلى معسكره الإعدادي في المكلا وهو مثقل بأخطاء إضافية مع سبق الإصرار وبعدد هائل من اللاعبين كنوع من التمويه وذر الرماد على عيون المنتقدين لطريقة إختيار أفراد هذا المنتخب والكيفية التي تم فيها تحديد وإختيار اللاعبين في ظل توقف الدوري العام وبطولة كأس الرئيس وبطولة كأس الاتحاد وغيرها لأكثر من أربع سنوات وهي إستحقاقات تأسس لإختيار أفضل العناصر وبمعايير وأسس علمية ومتبعة في كل منتخبات العالم. بداية التخبط عندما وصل اللاعبون المختارون للتشكيلة الأولية للمنتخب إلى المعسكر الإعدادي في المكلا بدون مدرب تداول عدد من الناشطين هذا الأمر الغريب في مواقع التواصل الإجتماعي وأكد معظمهم أن ذلك يعد من الأخطاء الفادحة التي يرتكبها القائمون على هذا المنتخب في الاتحاد وفي الوزارة أيضا وكذا ابدوا استغرابهم من طريقة الإختيار وفي الاثناء كانت الايام تمر رغم أن بعض المدربين المحليين أفادوا بأن فترة الإعداد قصيرة وغير كافية للوصول على أقل تقدير إلى مستوى يضمن لمنتخبنا مشاركة مشرفة في البطولة الاسيوية لا أن تكون عينه على المركز الأخير. وقد سبق للمدرب الوطني القدير الكابتن سامي نعاش أن قال في تصريح له : "طبعا بطولة آسيا تختلف من حيث الإعداد لها عن غيرها من التصفيات التمهيدية وهذا يتطلب التحضير له بصورة جيدة". وأضاف النعاش : "وحتى يصل المنتخب إلى مستوى المنافسة كان يجب ببدء الإعداد في وقت مبكر و يتوفر للمنتخب كل متطلبات العمل المعروفة وهي المعسكرات الإعدادية المناسبة وخوض مجموعة من المباريات الودية أمام منتخبات مستواها بنفس مستوى المنتخبات المتواجدة معنا في المجموعة" . كما سبق للمدرب الوطني خالد الزامكي إن صرح هو الآخر محذرا من سوء الإعداد للمنتخب حيث قال : "يجب على الوزارة توفير معسكر تدريبي محترم يتناسب مع حجم النهائيات الآسيوية وفي دولة تتشابه في مناخها وتضاريسها مع دولة الإمارات وهي البلد المستضيف للنهائيات الاسيوية". وتابع الزامكي: "قبل ذلك يجب توفير الأجواء الصحية وإعطاء الجهاز الفني كافة الصلاحيات في الاختيارات وتنفيذ البرنامج التدريبي في المعسكر الداخلي للمنتخب في المكلا وتجنب الوقوع في الأخطاء السابقة لمنتخب الناشئين. أما المدرب الوطني عبدالباري عوض فقد أكد في تصريح له على جوانب كثيرة تتعلق بإعداد المنتخب حيث قال: "التأهل إلى نهائيات أمم آسيا شي مفرح ، وان تكون من أفضل 24 منتخب في القارة شيء أجمل ، لكن السؤال كيف كان التأهل؟". وأضاف في حديثه: "تأهلنا لأننا وقعنا مع مجموعة في المتناول وسهلة وعلى الرغم من هذه المعطيات تأهلنا بصعوبة بالغة وفي آخر مباراة". ولفت عبدالباري: "بالنسبة لمعسكر المنتخب في المكلا هذا شيء طبيعي أن يقام للمنتخب معسكر خاصة وأن العدد كبير جداً ، خاصة أن العدد كبير جداً ضف إليهم اللاعبين (المحترفين) ". وأشار : "وعلى الجهاز الفني أن يعي انه سيبدأ من الصفر مع اللاعبين المختارين لأنه لاتوجد بطولة دوري عام منذ حوالى أربع سنوات واللاعبين (المحترفين) الكثير منهم لم يشارك أساسيا والبقية يلعبوا في بطولات (ضعيفة)". وتوقع عبدالباري في حديثه عن المنتخبً ، وقال : "لا أتوقع من المنتخب التأهل إلى الدور الثاني للأسباب السالفة ذكرها ، لأننا وقعنا في مجموعة فيها العراق وإيران وهما الأقوى والأوفر حظآ للتأهل للدور الثاني ولأسباب كثيرة والكل يعرفها". وأوضح أن :"الوزارة والإتحاد أعتقد لايقدموا أي شيء يذكر ، والا لماذا لا تقام مسابقات كل هذه الفترة ، هنا السؤال الحقيقي؟". التوغل في التخبط وبعد أن تم تعيين المدرب الاجنبي السلوفاكي مدربا للمنتخب توقع الشارع الرياضي أن تبدأ عملية التحضير والإعداد للمعسكر وفق برنامج واضح ومكثف للإستفادة من الوقت الذي تم إهداره وكان الشارع بانتظار أن يحضر هذا المدرب على وجه السرعة بعد تعيينه مباشرة إلى المكلا لكنه ظل في الرياض يتابع امورا "والحسابة بتحسب" فيما عقارب الساعة كانت تدور والأيام تطوى والنفيعي الذي تحمل مؤقتا مسؤولية المدرب بقي في المكلا مع اربعون لاعبا يطوفون حول ملعب التدريب ذهابا وإيابا في إنتظار أن يأتي البرنامج بحقيبة المدرب السلوفاكي ، وبدلا من ذلك غادر الجميع لملاقاته في الرياض وهناك صرفوا كثيرا من الوقت في التعرف على بعضهم البعض وعلى من سبقهم في الاحتراف في أندية الخليج إلا من اعتذر لانشغاله بمباريات فريقه. ماذا حصل بعد ذلك؟ أعلن الجهاز الفني بقيادة المدرب السلوفاكي أنه سيتم خوض مباريات ودية في إطار البرنامج الإعدادي وتوقع كل المتابعين في الداخل والخارج أن خطوات مدروسة قد بدأت وأن المدرب قد بدأ يضع بعض اللمسات لاختبار قدرات اللاعبين وفعلا أقيمت المباراة الأولى مع المنتخب السعودي والثانية مع منتخب الإمارات وانتظر الجميع أن تستمر المباريات الودية وفق البرنامج لكن كانت المفاجئة صادمة حيث كان من المقرر أن يطير المنتخب إلى الدوحة في معسكر يقيمه هناك ويخوض مباريات أخرى إلا ان ذلك قد تغير وألغيت فكرة إقامة المعسكر في الدوحة ، ولماذا ألغيت ؟ لا احد يعرف لأن احد من قيادات الاتحاد الموقر والمشفر لم تظهر لوسائل الإعلام لتوضيح هذا الأمر وهنا بداء الجدل يتزايد حول سؤال طرحه الكثيرون من الناشطين ودارت حوله الكثير من الأقاويل ، والسؤال هو ماذا يجري في المنتخب ؟ من يدير دفة هذا المنتخب؟ ومن له سطوة ويد..ومن لا حول له ولا قوة؟ الأسباب والحقائق المخفية وبدورنا كإعلاميين سعينا للبحث عن الأسباب ، عن الحقائق في محاولة منا لتوضيح الصورة وكشف ملابسات ما يجري وإزالة ما يكتنف الموضوع من غموض، اتصلنا ببعض من أعضاء الجهاز الفني فاعتذروا وقالوا غير مسموح لنا بإدلاء أي تصريح لأي جهة إعلامية ، اتصلنا باللاعب من المنتخب نفسه وقد كشف عن ما يجري في المنتخب وطلب منا عدم ذكر اسمه حيث قال: "بصراحة ما يجري في المعسكر الإعدادي للمنتخب من أمور من الصعب ان يستوعبه عاقل ، الأمور تسير بصورة غريبة كل شي ملخبط". وأضاف: "المدرب الاجنبي ليس له كلمة وقد قبل ان يوقع عقد لمدة ثلاثة أشهر وهذا الأمر نفسه غريب للأسف الجهاز الإداري الذي يعمل لصالح مسؤولين في الاتحاد هو من يتدخل في إختصاصات الجهاز الفني ، والمدرب لا يحرك ساكنا ولا حتى يعترض على ذلك". لاعب اخر من المنتخب وهو من المحترفين وطلب عدم ذكر اسمه أيضا قال : "والله لا اعرف ايش الذي يدور في معسكر المنتخب ولو كنت اعرف كنت قلت لكن الذي اعرفه اننا كنا سنعسكر في الدوحة وسنخوض مباريات وفجأة الغي المعسكر". وذهب المنتخب إلى ماليزيا بعد أن رفضت البحرين أن تقيم معه مباريات ودية على ارضها ويقال بحسب ناشطين ومتابعين انه سيخوض مباريات هناك وتسائل كثيرون في مواقع التواصل الإجتماعي اي برنامج إعدادي هذا لمنتخبنا الذي بدأ في المكلا مرورا بالرياض ومنع من معسكر الدوحة واعتذر له عن دخول البحرين فطار إلى ماليزيا ليغرق بمن فيه في أمطارها الغزيرة واجواءها ومناخها البعيدة عن البلد المستضيف للبطولة. ومع ذلك يظل اللاعبون والمحبون يحلمون بمشاركة مشرفة في البطولة ولا يردهم عن حلمهم هذا سوى كوابيس تحول الاحلام الجميلة إلى حافة الإحباط ومشارف اليأس بممارسات لا تمت الرياضة بصلة بحسب ناشطون امتلأت تغريداتهم عن هذة الكوابيس في مواقع التواصل الإجتماعي.