تدور الأيام والسنين والدنيا على حالها لم تتغير ، فقط البشر هم من يتغيرون بأعمالهم ، منهم السيء ومنهم الأسوى ومنهم الظالم ومنهم المتكبر وغيرها من الصفات والتعالي التي تؤذي البشر. والله سبحانه وتعالى يعطي الملك لمن يشاء ، وينزعه ممن يشاء وكذلك يرزق من يشاء ولكن في النهاية كلنا مجردون وراحلون من هذه الدنيا لا محالة. ياللي رحلتوا من هذه الدنيا خبروا الذين بعدكم بإنهم سيرحلون وخاصة منهم المتكبرون والمتجبرون والظلمة ، خبروهم بإنهم بعدكم سيرحلون ، خبروهم بما عملتوه وما صنعتوه خلال حكمكم خبروهم بإنهم يوماً سيرحلون مثلكم. لاتستغربوا مناشدتي للأموات في هذه الرسالة فهناك من البشر عندما يستغل منصب يتناسا بإن الموت سينال منه يوماً أو على الأقل سيترك الكرسي الذي أعتلا فوقه. ( ذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنون ) وقد عشنا تلك التجارب ورأينا مسؤولينا كيف يعملوا بشعبهم خلال مسيرة حكمهم والتجارب التي عشناها ولازلنا نعيشها خير دليل على مانقوله اليوم. لم نتعض ممن سبقنا وظلم وتجبر وبالتالي رحل مع عمله لم نستفيد من سلبيات الماضي ولا من عمل ممن سبقنا بظلمة. كذالك لم نصحح من الأخطاء بل زدنا من الأعباء ضد الوطن والمواطن وذلك يعتبر أعظم ظلم. أربع سنوات على تحرير الجنوب وخاصة عدن ، زاد الظلم وزاد النهب وزاد القتل وزادت البلطجة والمصيبة أن بعض تلك البلطجة تحميها أطقم ( ميليشاوية ) وزادة التفرقة بين الناس وزاد التشبث بالسلطة، وضاعت أخلاق كثير من المسؤولين. واليوم لم نرى بصيص أمل في تغيير واقعنا الحاصل المبعثر من أجل لملمة ماتبقى من خيوط الترابط ( الأجتماعي ) في مابيننا الذين فرطوا فيه أصحاب المصالح السلطوية. فكروا قليلاً فالخطر ليس من أخيك ، والوطن ليس لأحد دون أحد ، أقرأو الواقع اليوم ومايجري من حولكم من تحركات وخاصة الذي تريده بعض الدول الأوربية وأمريكا، في نواياها الاحتلال الجزيرة والخليج من جديد ، تحت مبرر حماية مصالحها. وفي النهاية نقول عندما يتوفر الضمير الحي توجد الأخلاق ، وعندما تضيع الأخلاق يتم تدمير المجتمع ، وعند تدمير المجتمع يتم تدمير الوطن - وهكذا - ماهو حاصل اليوم في مجتمعنا اليمني وجنوبهِ خاصة.