شارك عشرات الآلاف من المتظاهرين المناوئين لنظام الرئيس اليمني علي عبدالله صالح في تظاهرة حاشدة بعد أشهر من الهدوء النسبي وسط دعوات لتنفيذ زحف بشري باتجاه قصر رئاسي يقع بالعاصمة صنعاء. وسار عشرات الآلاف من المتظاهرين على طول شارع تسيطر عليه قوات موالية للإحتجاجات المناوئة لصالح ويطلق عليه شارع الستين ورفعوا لافتات كتبت عليها عبارات تنادي بإنهاء نظام الرئيس اليمني ورددوا هتافات طالب بعضها بالزحف على القصر الجمهوري .
وتحدثت تقارير صحفية واردة من العاصمة اليمنية صنعاء عن إصابة عدد من المتظاهرين برصاص مسلحين قالت هذه التقارير أنهم من أنصار نظام الرئيس صالح إلا ان وسائل إعلام تابعة لصالح قالت أنهم عسكريون من الفرقة الأولى مدرع استعملوا ملابس مدنية.
وتأتي التظاهرات في حين أكدت مصادر في المعارضة اليمنية أن مشاورات مكثفة تجري حاليا بين دول الخليج والولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي لإقناع صالح بعدم العودة الى بلاده تجنبا لاندلاع موجة عنف قد تخرج عن السيطرة.
وقالت هيئة الإذاعة البريطانية ان مصادرها في صنعاء، اشارت إلى أنه تم إبلاغ صالح بضرورة التوقيع على المبادرة الخليجية ونقل صلاحياته لنائبه عبدربه منصور هادي في أقرب وقت ممكن باعتبار ذلك المخرج الوحيد للأزمة الراهنة في اليمن.
وأضافت المصادر أن الولاياتالمتحدة وبريطانيا وألمانيا أبلغت صالح بكل وضوح بأن التوقيع على المبادره الخليجية سيتيح له التمتع بالحصانة التي نصت عليها. ونصحته بعدم العودة الى اليمن تجنبا لمحاكمته وأنها لن تسمح في كل الظروف باندلاع حرب أهلية في اليمن.
وأشارت المصادر إلى أن عبد الكريم الارياني المستشار السياسي للرئيس اليمني الذي قطع اجازته السنوية بشكل مفاجئ بناء على طلب الرئيس على عبد الله صالح صالح قدم إلى الرياض من إحدى العواصم الأوروبية ليجري مشاورات مكثفة مع الرئيس وبقية الاطراف الدولية لإخراج الاتفاق الى حيز النور خلال العشرة الأيام القادمة.
وجاء ذلك بعد يوم من خروج صالح من المستشفى الذي يعالج فيه بالرياض إثر تعرضه لهجوم على مسجد القصر الرئاسي في صنعاء في الثالث من يونيو/ حزيران الماضي وانتقاله الى مقر ضيافة حكومي للاستشفاء.
أتي ذلك في وقت اعلنت فيه المعارضة اليمنية أنها تستعد لتشكيل المجلس الوطني الموحد لقوى الثورة الشعبية في 17 آب/ أغسطس الجاري ليضم جميع قوى المعارضة من شباب الثورة وأحزاب اللقاء المشترك والحراك الجنوبي ومعارضة الخارج والحوثيين.
وفي الوقت نفسه أبدت مجموعة من ائتلافات الثورة تأييدها لهذه الخطوة بالتزامن مع استمرار التظاهرات التي تعمّ مختلف مدن البلاد للمطالبة بإسقاط نظام حكم الرئيس علي عبد الله صالح .
وكانت اللجنة التنظيمية للثورة الشعبية دعت جميع اليمنيين للخروج غدا الاربعاء في مسيرات مسائية للمطالبة بإسقاط كل رموز النظام ومحاكمتهم على غرار محاكمة الرئيس المصري وأركان نظامه السابق.