حينما تكون متوجها" الى السوق ومارا" من الشارع الممتدمن جولة القدس الى فرزة عدن ، و عند وصولك الى الزاوية في منتصف الشارع وتحديد" في الجهة اليسرى المقابلة ستشاهد هيكل صدئ متاكل لسيارة ( بيك أب) بيضاء اللون، يقبع بجانب احد المنازل منذ سنين مضت. من منا لايعرف هذة السيارة ، من منا لايعرف مالكها الفقيد المناضل (عامر الصوري) ، الذي طالما صال وجال في ميادين الشرف النضالي ، ذلك المناضل الذي اتعب وكسر شوكة جلادي وجلاوزة النظام السابق بعد ان اصابهم اليأس من كسر ارادة صمودة، بل اني اكاد اجزم بأن ذلك الهيكل المعدني الصدئ يحمل بحد ذاتة تاريخا" انصع وأنقى واشرف من تاربخ بعض من يدعون البطولة والنضال اليوم، فحينما كان هؤلاء مشغولون بكتابة التقارير الاستخبارية ودبلجة التهم الكيدية ضد الشرفاء من مناضلي الجنوب بعد حرب صيف 94 ، خرج عامر الصوري متأزرا" بمئز السواد يجوب بسيارتة ( البيك اب) شوارع زنجبار وفوق ترفرف الاعلام السوداء ، كأسلوب احتجاجي شجاع وجرئ ضد ممارسات سلطة الضم والألحاق. وحدة الفقيد المناضل (عامر ) من تبنى هذا السلوك الأحتجاجي ألمتفرد ، حينها أعتقل وعذب ونكل بة لكنة ضل كالطود الشامخ . حينما كان هؤلاء يرقصون ويطبلون في مهرجانات النظام الانتخابية ، كان المناضل (عامر) يجوب بسيارتة البيك اب مدن وقرى الجنوب ، كزائر دائم لميادين النضال التي اضحت تعرفة حق المعرفة وتتشرف بوجوده على ثراها من عدن إلى لحج إلى الضالع إلى ردفان، حينما كان البعض من هؤلاء مشغولون بمتابعة كل اصدار جديد من محاضرات وفتاوى شيوخهم التي كفرت وأستباحت دماء ابناء الجنوب ، كان ( عامر) مشغول بصياغة ( البيان رقم 1) لتقرير المصير واستقلال الجنوب ، حينما كان البعض من هؤلاء مشغولون بمصافحة ومعانقة ( الزعيم) كان جلاد النظام مشغول بالاستمتاع بسماع صوت قيودة وهي تعانق اقدام اشرف وانبل مناضل في زاوية زنزانة قبو مظلم من اقبية النظام، حينما كان هؤلاء يحضون بهبات ورعاية سادتهم ويهتمون بتنمية عقاراتهم وارصدتهم البنكية ، كان الفقيد المناضل ( عامر الصوري) يعاني من شظف العيش والاعتقال والتعذيب ، برغم انه يتحدر من مدينة صور العمانية وكان باامكانه ان يشد الرحال اليها ويعيش عيشة الامراء الا انه فضل البقاء ، الا انه ضل وفيا" لثرى هذا الارض الطيبة برغم المعاناة. رحل عامر الصوري ولم يترك وراءه عقارات ولا رصيد بنكي ، لم يترك سوى تاريخ نضالي مشرف وناصع البياض ، وبقايا هيكل صدئ ومتأكل لسيارة ( بيك اب) لازال يحكي للعابرين لمحات من ذلك التاريخ المشرف. ومن هنا لايسعنا الا ان نوجه نداء للسلطة المحلية ولرفاق الفقيد ، بان يتبنوا اطلاق اسم الفقيد المناضل عامر الصوري على احد الشوارع بالمدينة او على معلم من معالم المحافظة ، كأقل تكريم يجسد الوفاء والعرفان لتاريخ هذا المناضل الاصيل.