تكثيف المواد، وكثرة الاختبارات والواجبات، إطالة أوقات الدوام، الدراسة المنزلية والدروس الخصوصية، كلها أساليب جرثومية قادرة على هدم أي نظام تعليمي يتكئ عليها، لأنها ممارسات غير تربوية من شأنها إرهاق الأستاذ والتلميذ معًا، وإضعاف عملية التعليم ككل. يجب أن نُذَكِّر أنفسنا دائمًا بأهداف التعليم: أولها بناء اقتصاد جيد، وثانيها المحافظة على ثقافة البلد، وآخرها أن الأساليب الجرثومية لا تحقق ذلك، تسرُّب الطلبة وعزوفهم عن التعليم وإغلاق المدارس وتسريح المدرسين وفشل العملية التعليمية كله بسبب الجراثيم التعليمية التي أردت التعليم وأفسدت الشباب وفشل التعليم في اليمن هو انتكاسة متوقَّعة لكل دولة لازالت تعتمد على الاساليب الجرثومية الهدامة، ولا توجد دولة واحدة تتبع هذه الأساليب الجرثومية استطاعت تحسين مستوى مدارسها وهذا عملت عليه معظم الدول المتقدمة وهو التخلص من الاستراتيجية المجرثمة من اجل النهوض بالتعليم وبدأت بتطبيق ذلك فنلندا أول خطوة اتخذتها فنلندا للنهوض بالتعليم هي التخلص من الجراثيم ونجحت بذلك وتفوقت فنلندا وأصبحت الرقم الاول بالعالم. ومن اجل النهوض بالتعليم وانقاذ الاجيال وإخراج اليمن من مربع الانهيار والتخلف والفشل لابد من تغيير شامل للإستراتيجية التعليمية الحالية والتخلص من تلك الجراثيم، وتطبيق استراتيجية سالبرغ) للتخلص من الجراثيم التعليمة (ومن اجل تحقيق ذلك ينبغي ان نتيقن ان التدريس الأقل = تعلم أكثر. لم تثبت العلاقة بين زيادة أوقات الدراسة والتفوق، بل لوحظ أن الدول التي يتفوق طلابها كانت تقلل من ساعات دوامها المدرسي، في حين الدول التي أظهرت تدنيًا في مستويات طلبتها هي التي كانت تعتمد على زيادة ساعات الدراسة. مفارقة «التدريس الأقل» تقضي على الخرافة السائدة عن أن الطالب يتقدم تعليميًّا بمضاعفة ساعات تدريسه في الصف، عند ساعات الاستراحة، في البيت، خلال العطلة، الامر الثاني الذي يجب ان نرسخه في اذهاننا انا ال تفاصيل تخصصية = معرفة معزولة بعيدًا عن الحفظ والحشو والتلقين، يحذر سالبرغ من إلزام الطالب بمعلومات تفصيلية لا يتداولها إلا أهل التخصص الدقيق، يسميها «المعرفة المعزولة» المواد التدريسية الفاعلة يجب أن تركز على تربية الطالب في الجوانب التالية التفكير الإبداعي الضمير الأخلاقي المهارات التواصلية الموهبة الخاصة لاحظ مرة أخرى، هذه موضوعات دراسية لا تتطلب استظهار مصطلحات جامدة هو في غنى عنها الآن، ولا تستلزم حفظ نصوص مطولة لم يحفظها كُتَّابها الأصليون أساسًا، ولم يطلبوا من قرائهم فعل ذلك. إلزام النشء بهذه «المعارف المعزولة» سبب كاف لنفورهم من التخصص بها مستقبلًا، وقدرة الطالب على إبداع أفكار جديدة أهم من قدرته على تلقي معلومات جديدة، وتعليمه التفكير الابتكاري لا يقل عن أهمية تعلمه القراءة وايضا من توحيد التعليم إلى تفريد التعليم، دائمًا ما يركز التعليم التقليدي على معيار واحد للنجاح فقط: اختبارات، واجبات، مشروعات، وكلها مسطرة قياس موحدة للجميع، الطلاب والطالبات ملزمون بتحقيق هذا المعيار الوحيد لضمان عملية الترقي للمراحل التالية، يجب تقديم مناهج عملية ذات صياغة تركز على نحت المهارات الاجتماعية والإدارية، مع شق نظري يراعي الاختلافات الفردية بين الطلاب ، واذا طبقت هذه الاستراتيجية فهي الامل الوحيد الذي سيعيد الروح التعليمية المشرقة التي ستنقذ الاجيال من خطر الوقوع في الهاوية.