كنت اعتقد ان المملكة العربية السعودية بحكم إمكاناتها المالية الكبيرة لديها مراكز أبحاث إستراتيجية عالية المستوى ومستشارين في مختلف المجالات.. اي جهات صناعة القرار بما يوفر لمتخذ القرار في قيادة البلاد صورة واضحة عن مجمل الأوضاع داخليا وخارجيا. ولكنني اكتشفت ان السعودية لا تختلف عن اليمن في هذا المجال الهام سوى انها تمتلك أموال تدمر بها البلدان الأخرى وليس لانتصارها وبنائها.. والدليل على ذلك ان السعودية ومعها الإمارات يخوضان حربا في اليمن منذ اربع سنوات ومع ذلك لم يقيما حربهما سلبا وإيجابا وبصورة صحيحة خلال هذه السنوات بما يمكنهما من اتخاذ القرار الصائب للاستمرار في الحرب او التوقف عنها. ولهذا إنهما يخوضان حربا عبثية للأسباب التالية: - الأرض المحررة التي تقول الشرعية انها 80 في المائة من اليمن هي ارض محافظات الجنوب التي حررها شعبها وليس الشرعية وهذه قضية مختلفة كليا عن الحرب في الشمال. - خلال هذه الحرب هما يدعمان شرعية فاشلة لم تستطع تحرير محافظة واحدة من الشمال.. ولاسيما المحافظات التي تعد غير موالية للحوثين فكيف بالمحافظات الموالية لهم بقوة.. اذا الهدف الرئيسي من الحرب في الشمال لم يحقق في ابسط صوره. - في الآونة الأخيرة قيل ان اهم هدف كانت الحرب تسعى الى تحقيقه لضمان هزيمة الحوثين هو الاستيلاء على مدينة وميناء الحديدة لقطع الدعم الإيراني المزعوم عنهم .. اتضح جليا ان هذا الهدف لم ولن يسمح به المجتمع الدولي لانه سيؤدي الى كارثة إنسانية بحق سكان الشمال. كما ان المجتمع الدولي ليس في مصلحته هزيمة الحوثين لأنه يرى ان ما يسمى بالشرعية اسواء منهم وتضم قوى إرهابية مرفوضة اقليميا وعالميا. - أصبحت الحرب لا تحقق اي انتصارات في الجبهات وكل ما نسمعه من انتصارات في صعدة من خلال تقارير محمد العرب مراسل اسكاي نيوز عربية الإماراتية أصبحت هذه الانتصارات كاذبة مثل الانتصارات الساحقة التي كنا نسمع عنها في مديرية مقبنة بتعز منذ ثلاثة أعوام ولم تتحرر مقبنة حتى اليوم ولا بعد عشر سنوات. - أصبحت الحرب اليوم ليس لتحقيق انتصارات على الأرض وهزيمة الحوثين لان هزيمتهم أصبحت أمر مستحيل وإنما حرب للقتل والتدمير عن طريق الغارات الجوية. وبهذا فهي حرب عبثية فاشلة. - انا على ثقة مطلقة ان السعودية والإمارات سيخرجان من هذه الحرب بهزيمة نكراء ليس في الشمال فقط ولكن في الجنوب ايضا. فالشعب في الجنوب أصبح ينظر إليهما كدولتان داعمتان لقوى احتلاله وإذلاله منذ عام 1994م. ولا فرق بينها وبين الحوثيين فهما بالنسبة لشعب الجنوب وجهان لعملة واحدة.. ولهذا فان السعودية والإمارات هما دولتا احتلال بكل ما تعنيه الكلمة قولا وفعلا. - السعودية كعادتها وعلى مر تاريخها لا تجني الا الهزائم في عدة إحداث ومواقف اشتركت فيها. ولهذا هزيمتها في اليمن في هذه الحرب ليس عليها بالشئ الجديد فهي متعودة.. ولكن هذه المرة اصطحبت معها الإمارات الى قائمة أصحاب الهزائم في الوطن العربي.