الرجل الطود بكبريائه و أنفته واعتداده بنفسه وثقته بقدراته وحنكته وجسارته وشجاعته وصدقه ووطنيته..ونعم انه كذلك ونعم انه حاز كل ما ذكرت في حقه وأحسب أنني لم انصفة كما يجب مهما حاولت ان اكون منصفا..وكيف لا وهو الذي كان في حياته منصفا..وكيف لا وهو "أبو عمار"أنه اللواء "محمد صالح طماح" الراحل عنا صبيحة يوم الثالث عشر من يناير.. انة اليمني العروبي اليعربي.. انة الجنوبي الوطني الوحدوي الذي آمن بمبدأ التصالح والتسامح.. وآمن بأن الوطن من حق كل ابنائة.. والذي لم يخشى قول الحق في أحلك الظروف صعوبة وأبلغها حساسية يوم ان ضاع الحق في الثامن والعشرين من يناير قبل عام من يومنا هذا.. وفوهات المدافع والبنادق يومها كادت تقضي على كل الجنوب والجنوبيين.. ويومها مارس جل الجنوبيين كعادتهم "التقية السياسية"وآثروا الصمت الجبان..ولكن الجنوبي الطماح أن برئ شجاعا مقداما مناضلا وغيورة على كل قطرة دم جنوبية.. وصدح بعلو صوته مدويا في كل الارجاء الجنوبية مخاطبا "الفريقين" بعقلانية المعهودة ومسؤوليته المشهودة.. وقال لهم جميعا دون ان يستثني أحدا منهم:"إذا كان الجنوب سيأتي بأقوالكم فسحقا لكم وسحقا لجنوبكم"..! طماح رجل المواقف القوية والمعبرة..طماح القائد المحنك الفذ رجل المهمات الصعبة..طماح السياسي المخضرم الذي لايحب الظهور ولايحب الحديث كثيرا عن نفسة..طماح المناضل الذي أعجز الظروف الصعبة وروض الصعاب والمدلهمات..طماح المضحي عاشق التضحية والفداء في سبيل قضيته ووطنه..طماح الذي استشعر مبكرا ان اتجاه الثورة والقضية انحرف عن مسارة الذي ظل يناضل من اجل الانتصار له أدرك مبكرا أن كل مادار ويدور ليس لة صلة لا بالجنوب الذي حلم به ولا بالجنوبيين الذين يثق بهم..طماح الذي حاول كثيرا أن يصحح المسار الثوري ولم يألوا جهدا وهو يحاول ان يعيد الأمر إلى نصابه تسديد وتصويب ودفع الكثير الكثير الى ان ترجل من على صهوة جوادة المحجل بسمو المعالي وشرف النضال.. طماح الذي جاب كل شبرا وهو يبحث عن وطن لكل حرا يعرف من هو محمد صالح طماح الذي خونة"مراهقي النضال ولصوص الثورة" ولكم حاولوا عبثا أن ينالوا من الطود الشاهق في علوة السامي وقاتل الله الجهل والجاهلين.. ونحن نفتقدك اتساءل من يا ترى بعدك يستطيع أن يلجم أفواه المتطاولين بحمقهم على الكبار امثالك كما الجمتها بصمتك وترفعك عن الرد على ترهاتهم وهراءهم أيها الطماح الإنسان بكل ما للكلمة من معنى في محراب فقدك المهيب.. قرأت كثيرا حول واقعة استهدافك أنت ورفاقك في قاعدة العند التي قضيت نحبك على أثر اصابتك البالغة فيها يا ابو عمار.. ولكنني لست مقتنعا بكل تلك الروايات.. وتتملكني مشاعر الغضب تماما كما تملكتني قبل عامين في حادثة مقتل اللواء السيف احمد سيف اليافعي.. وكذلك هي المشاعر ذاتها التي تملكتني عند وفاة اللواء محمد علي الحدي حين عادوا بة من مصر جثة هامدة.. ألا فسحقا لتلك الطائرة المسيرة اللعينة.. وسحقا لكل بطاريات الدفاع الجوية التي تمتلك قدرة إسقاط الصواريخ البالستية وعجزت على اسقاط طائرة مسيرة..!!وسحقا لكل رادارات سلاح الجو التي لم تتمكن من رصد طائرة الموت تلك..وسحقا لكل طائرات الدراون الرابضة على مدارج مطارات العند والتي لم تحلق يومها في سماء العند الملبدة با الغموض والالغاز في اسوأ مرحلة قذرة..!!