بقلوب يعتصرها الأسى والحزن العميق , نودع الصديق العزيز / صالح سالم المرشدي ( النيسان ) برحمة الله إلى جنات عرضها السموات والأرض , وبوداعه فقدت ذي ناخب خاصة ويافع عامة , أحد رجالها الجهاميم المخضرمين الكرام . وأبدأ عزائي بهذه الأبيات الحزينة من رثاء الشاعر الكبير الشيخ / محمد سالم الكهالي حفظه الله الذي كان المرحوم من أعز أصدقائه : قال الكهالي أفزعتنا في موتتك @@ قلبي ارتبش يا المرشدي يا صالح النيسان رحلت عنا ولوطن في حاجتك @@ موتك خسارة علجنوبيين هذا الآن فيك الأدب ماحد بيفرق بسمتك @@ يا المبتسم في وجه غيرك يا نمر سرحان ما أنساك لما أموت انا بتذكرك @@ يا صاحب المعروف والجودات والإحسان باعزي أهلك وانعزي أسرتك @@ ولهل مرشد كافة بالصبر والسلوان وانا بفسر مرتبش من فرقتك @@ يافع فقد خيرت رجاله والكبد حيران في الآخرة ربي يحقق رحلتك @@ في جنة الفردوس تتخلد مدى الأزما ن وبهذا المصاب الجلل أتقدم باحر التعازي القلبية لا بنائه الكرام : سالم وعبد الله ومحمد واحمد وحسين ومعاذ صالح سالم المرشدي . وإلى إخوانه الأعزاء : أحمد وعبد الرحمن وعبد الحافظ سالم المرشدي . والعزاء موصول لكل أقربائه ومحبيه ولأهل ذي ناخب عامة ولنا جميعا , تغمده الله بواسع المغفرة والرضوان , إنا لله وإنا إليه راجعون . فكل من عرف أبو سالم المرشدي الملقب بالنيسان ( لعظيم بنيته وهامته المديدة ) لن ينس روحه البشوشة وطلته المشرقة بالابتسامة التي كانت تسبق كل سلام , فقد متعه الله بأسلوب آسر في الحديث الذي كان يختمه بضحكته المجلجلة فرح وسرور . أما عن مواقفه الوطنية الجنوبية فهو غني عن التعريف , فهو من أول المؤسسين والداعمين للمجموعات الجنوبية التي كان لها شرف البدء في دعم الحراك الجنوبي من 2007 م . كان المرحوم يتمتع بذاكرة فذة يختزن في تلابيبها موسوعة من أشعار المناظرات التي كان يسردها ويجسدها لمستمعيه بكل رقة ودقة وإمتاع , ملم بكل تفاصيل بدع وجواب الشعراء , مناسبة ومكان وزمان , تلك التي كان حاضرها وتلك التي اختزنتها ذاكرته الحيوية بإتقان . لشعراء وادي ذي ناخب المجيدين مثل الشاعر الكبير الشيخ / محمد سالم الكهالي , وأبو حمدي وغيرهم الكثير , وكذلك لشعر شاعر يافع المجيد / المرحوم شايف محمد الخالدي , و الشاعر الضرير المرحوم/ محمد عبد الرب صوفي , وغيرهم من الشعراء القدماء والمحدثين . وكان المرحوم يتميز بميزة إخواننا الكرام أهل ذي ناخب عامة , الذين لهم ميزة يافعية خاصة تضاهي نخب البن الناخبي المشهور , تلك ميزة الثقافة الراقية عن تاريخ وموروث شعبي فهم أهل ذوق راقي يضاهي طعم العسل الناخبي الصافي ويزيد , ذوق عنوانه (السلى ) الذي يكتنف كل منعطف من سيل ذي ناخب , ويتكثف في جميع الأفراح والمناسبات , ويخلد كذلك حضوره الوطني في شحذ الهمم لشعب الجنوب المجيد . ورغم مرارة الحزن العميق لفراق الصديق العزيز / صالح سالم المرشدي , فعزائنا سيرته العطرة , وبخلفه , أشباله الشباب الموفقين دراسة وعمل ومكارم أخلاق ناخبيه النخوة والكرم والإقدام . كنت أفتقده إذا غاب عني أيام معدودة , فقد كان روح تواصل مقطعة النظير , وكنات أمنيتنا أن نجتمع في يافع صيف هذا العام , وتواعدنا على توثيق ما كنت أتمناه من مخزون ذاكرته التي افتقدناها , فسبق القدر كل الأماني برحيله عليه رحمة الله . لذلك أوصي كل الأصدقاء بالاهتمام بكل لحظة لقاء الصديق لصديقة واغتنام التسامح واقتناص كل حكمة ومسرة للتوثيق والعبرة قبل الرحيل , وبعد الرحيل بمواصلة الدعاء للراحلين بالمقفرة والرحمة . رحمة الله تغشاك وبرحمته يجمعنا وأياك يا صالح سالم المرشدي , في جنات النعيم إخوانا على سرر متناظرين أنا لله وأنا إليه راجعون .