فكر وتخطيط وجودة إدارة وطموح وتواضع الكبار ونجاح، نعم هذا ما قام به المنتخب القطري من أجل إنشاء جيل يقارع فيه أقوى منتخبات قارة آسيا ويحصد أغلى القابها الرياضية. حقاً..من كان يتوقع بأن المنتخب القطري سيظهر بهذا المستوى الكبير جداً في هذه البطولة - بطولة كأس الأمم الآسيوية - بنسختها السابعة عشر ؟! ولعل الأرقام والإحصاءات تتحدث : منتخب قطر تأهل للمرة الأولى في تاريخه للدور النصف النهائي، وبعدها وصل للمباراة النهائية وأحرز اللقب .. حافظ على شباكه نظيفة على مدار 6 مباريات متتالية في البطولة وهو رقم إعجازي ولأول مرة يتحقق ..! أحرز المنتخب القطري 19 هدف في البطولة كأكثر منتخب يسجل في نسخة واحدة ..! فاز في 7 مباريات متتالية لأول مرة في تاريخ البطولة ..! صنع لاعبه 'أكرم عفيف ' 10 أهداف في البطولة كأكثر لاعب يصنع في نسخة واحدة ..! سجل لاعبه ' المعز علي ' 9 أهداف كأكثر لاعب يسجل في نسخة واحدة متخطيًا رقم الإيراني علي دائي صاحب ال8 أهداف ..! كل هذه الأرقام لم تكن وليدة الصدفة ،بل كانت نتائج ثمار الفكر والتخطيط السليم من قبل القائمين على الرياضة في دولة قطر ، ذلك أنه منتخب بجل عناصره المشاركة في البطولة تخرجوا من " أكاديمية التفوق الرياضي إسباير " الأكاديمية التي أُنشئت من أجل إكتشاف وصقل وتطوير المواهب في شتّى المجالات الرياضية المختلفة وليس في كرة القدم فقط. وهؤلاء اللاعبون أصحاب لقب آسيا وعبر اكاديمية أسباير لعبوا بمختلف الفئات العمرية بالمنتخب القطري، وتواكب ذلك مع التخطيط لإحترافهم بالدوريات الأوربية، وبالطبع تزامنا مع تطوير الدوري القطري الذي بات يستقطب النجوم العالمية من أجل الإستفادة من خبراتهم وإحتكاك اللاعبين القطريين بهم، ولعل توقع من سيكون بطل البطولة من قبل النجم العالمي ' إكزافي ' نجم برشلونة السابق ولاعب السد القطري الحالي خير شاهد ودليل على أن أحد هولاء النجوم العالميين الذين قدموا للدوري القطري كان توقعه صحيحاً لأنه يعرف ما يقوله بفعل معايشته للواقع، وقربه من اللاعبين الأبطال ! . ولكن وفي خضم كل هذا النجاح، وللأسف نقولها، نسمع أصواتًا عربية تتحدث عن التجنيس في المنتخب القطري وأن اللاعبين أغلبهم من أصول عربية أخرى وليس قطرية!! ..وينكرون أن هؤلاء اللاعبون تربوا في قطر ولعبوا منذ الصغر في انديتها واكاديميتها الرائدة اسباير وتدرجوا في المنتخبات الوطنية القطرية حتى وصولوا للمنتخب الأول، بل وما يجهله الجاهلون وما يتشدق به المتعصبون ويكيد به الحاقدون، بأن كرة القدم في العالم حاليًا لا تعترف بأصول اللاعبين بقدر ما تعترف بولائهم لبلدانهم صاحبة الفضل عليهم ، ولنا في بطلة العالم ' فرنسا ' خير مثال وغيرها من المنتخبات الأوربية العالمية التي تضم لاعبين من أصول افريقية وعربية صنعوا لها الفارق وحققوا لها الإنجازات تلو الإنجازات، لم يتحدث أحد في أوربا والعالم عن أنهم مجنسين كما نتحدث نحن العرب. ثم أن التجنيس ليس جُرمًا بكرة القدم، كما هو الحال في سعي الكثير من بني الإنسان للتجنيس في البلدان المتقدمة لينعموا بحياة كريمة، وبالتالي فمن يحصل على مطلبه يسعى لبذل كل ما يملك من جهد وموهبة لأجل رد الدين لبلده الجديد. أخيراً نقولها بأعلى صوت لا لتسييس الرياضة ،وبمل الفم نكررها مبروك للمنتخب القطري البطولة القارية الأولى، ومبارك لكم لقب أبطال آسيا، وكلنا معكم بمشاركتكم ببطولة كوباأمريكا منتصف العام الحالي، وفي الخروج بمشاركة إستثنائية ناجحة تستحقونها بكل تأكيد، ومبارك لكم أيضًا مشاركتكم بكأس العالم 2022 كأبطال للقارة الآسيوية، وليس كمستضيفين للبطولة فحسب.