من حقكم أن تنتقدوا أي أخطاء أو هفوات وأن تجهروا بأعلى صوتكم ضد كل ما هو باطل ، لأن الساكت عن الحق كمن لا حق له ، ولكن ليس من المنطق أن تنجروا إلى مهاترات غير أخلاقية واتهامات زائفة وباطلة وحملات شعواء غبية وألفاظ سوقية غير مهذبة. نصيحة لكل جنوبي وجنوبية: لا تعادوا من يحترم قضيتكم ، ويسلح أبناءكم ، ويحارب الأفكار الشريرة والهدامة. لست مقيم على تراب هذه الأرض كي يتهمني البعض بالنفاق ، ولم أتقاضى درهماً ولا ديناراً مقابل هذه الكلمات التي لا تسمن ولا تغني من جوع ، وبنفس الوقت الإمارات ليست بحاجة لهذه الكلمات كي ترفع من شأنها ، فالإمارات لديها من يدافع عنها وشعبها يعشقها ويحبها أكثر من حبكم لأبائكم وأمهاتكم وهذه حقيقة ، ولكني أقولها حباً في وطني ولبراءة الذمة: لولا وقوف الإمارات لكنتم في خبر كان ، ولكان الجنوب لقمة سائقة لقوى الشر والإجرام ولأصبحت مدنكم إمارات ومراكز تابعة للقاعدة وداعش. أتمنى أن لا تتأثروا بمن يقول: "الإمارات دولة احتلال".. فهو لا يستطيع أن يحمي نفسه ، وأكثر ما يستطيع أن يقدمه لكم هو الثرثرة وبيع الوهم مقابل استثمار أصواتكم وعواطفكم التي يقبض ثمنها من جهات أخرى لا تريد للجنوب أن يتعافى ويستقر ، هل نسيتم ماذا عمل بكم الإحتلال منذ 1994م، وماذا حقق لكم أبطال اليوم الذين يتباكون على الوطن. نعم ، الإماراتيون ليسوا ملائكة فهم بشر لهم سلبياتهم كما لهم حسناتهم ، ومن الطبيعي أن نختلف معهم فالإختلاف في الآراء والتباين رحمة ، ولكن يجب أن لا نختلف بالمبادئ والعهود وأن نجازي الإحسان بالإحسان ، كما يجب أن تعلموا أن حجم القوة التي كانت في الجنوب ليس بمقدوركم أن تواجهوها ، لأن المعركة لم تكن ندية ، فأنتم شعب أعزل وإن وجد السلاح فلا يستطيع حامل الكلاشنكوف أن يواجه دبابة ، فالمحتل كان همجي متغطرس لا يعترف بقضيتكم ولا يقيم لكم وزناً ، وكان الشعار الذي يرفعه بوجهكم: "الوحدة أو الموت" بل أن ثقافة الجهل والتخلف والنرجسية وصلت إلى أن يتنكر لكم ، فأنتم أصحاب الأرض والثروة ، ولكن كان المحتل يستهتر بكم وقد قالها جهاراً نهاراً أن الأرض يمنية وأنتم دخلاء أتيتم من الهند والصومال. هكذا كنتم بنظر الإحتلال الهمجي الذي لا يؤمن إلا بالتركيبة القبلية والسلالية ، ويعترف فقط بوحدة الأرض وينكر وحدة الإنسان ، فقد دأب على سفك دماء خيرة رجالكم ، ومن كسر جبروت كل هذه القوة التي كانت تتمركز في كامل مدن الجنوب ومرغ أنف المحتل في شوارع عدن وأبين وشبوة وحضرموت هي الهام في الإماراتية. دعوني أستشهد بمقولة للشيخ صالح بن فريد العولقي حين قال: "لولا وقوف الأشقاء لما استطعنا أن نحرر الجنوب ولو قاتلناه ألف عام ، وبكل تأكيد لا ننكر دور أبطال الجنوب الذين كانوا في الطليعة وفي مقدمة الصفوف. الخلاصة: هل نقبل أن ينطبق علينا مقولة الإمام علي كرم الله وجهه حين قال: أرى الإحسان عند الحر ديناً وعند القن منقصة وذماً كقطر صار في الأصداف دراً وفي شدق الأفاعي صار سماً أخيراً: آن الأوان أن تبسطوا على الأرض فهي تحت سيادتكم وبين أيديكم ، وأن تقفوا ضد كل من ينتقص من مشروع التحرير والإستقلال ، ولكن يجب عليكم أن تعلموا أن دولة الإمارات العربية المتحدة آخر حليف لكم ، فلا تخسروه كي لا تفقدوا وطنكم وتذهب تضحياتكم أدراج الرياح!!