من 15 يناير 2011 الى 15 يناير 2013 دون فيها طلاب وشباب حركة 15 يناير ريادتهم الواعية للعمل الثوري السلمي طيلة عامان من عمر الثورة السلمية التي اشعل شرارتها شباب وطلاب هذا الجيل المارد والمتحرر من قيود الانتماء الصارم للحزب والقبيلة ونواميس العمل السياسي التي زرعتها سلطة صالح خلال ثلاثة من القمع السلطوي البغيض لكل شرارة تحررية في البلد. بإنطلاقة الطلاب والشباب في ال 15 يناير صباح هروب زين العابدين بن علي من تونس الخضراء في ال 15 يناير من ثورة الياسمين التونسية ،شقت مواكب الثورة دربها في شوارع صنعاءوتعز كأمتداد طبيعي للحراك السلمي في عدن وكل المدن الجنوبية ،وبفعل صمود وتضحيات شباب ثورة 15 يناير و 3 فبراير في صنعاء ،و 11 فبراير في تعز ،اكتمل المشهد الوطني للثورة في مختلف انحاء الجمهورية ضد نظام علي صالح .. من صباح ال 15 يناير 2011 حيث انطلقت طلائع الثورة رافعين سقف الحرية الى اقصى مدى ممكن و بشعاراننا وهتافاتنا " أرحلوا قبل أن ترحلوا " ،و " الشعب يريد اسقاط النظام " ، و " إذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر " ،وبالفعل دوت هتافات الرحيل في اذن الحاكم وأركان نظامه ومخبري اجهزته القمعية نتيجة ارادة الشعب اليمني بالحياة . وبصمود اليمنيين وفي مقدمتهم شباب الثورة على جرائم قمع ومذابح المخلوع صالح وقواته طيلة العام الأول للثورة السلمية والى نهاية العام الفائت،استجاب القدر لفعل الثورة الشبابية الشعبية السلمية ،وتم ازاحة المخلوع وعدد كبير من اركان نظامه من السلطة ،ولو ظل تأثيرهم التخريبي الى يومنا ،لكن قدر السماء وسنن الحياة تؤكد زوالهم مهما طال الزمن بهم في ادارة الخراب في عموم البلاد . حركة ال 15 يناير عنوان رائد لشرارة ثورية واعية تماسك اعضائها وتوسعت تحالفاتها مع بقية قوى الثورة ومنظمات المجتمع المدني نتيجة لوضوح رؤيتها الثورية والوطنية ،مكنتنا من المشاركة بفعلية في فعاليات الثورة السلمية منذ ايامها الاولى مع بقية المكونات ،بعيدا عن الاصابة ب " فوبيا " الاحزاب والقبائل والعسكر لمنضمين للثورة ،وشكل تمسكنا بخيارات الثورة ضمانة حقيقة للإستمرار لتجسيد حالة ثورية ظل طغيان الحالة السياسية في البلد الناتجة عن حالة الوفاق الانتقالي بين فرقاء العمل السياسي . وحين نتحدث عن 15 يناير ليس مجرد عن حركة ثورية ولدت في ساحة التغيير كبقية الحركات الثورية ،وإنما نتحدث عن مكون ثوري لنواة الثورة الطلابية التي كافح اعضائها طيلة العامين الماضيين من اجل انتصار الحياة على مشاريع الموت وسلسلة طويلة لأجهزه وقوات حماية الطغيان التي تورطت في ارتكاب عشرات من جرائم القمع والقتل بحق شباب الثورة السلمية ،وأبشعها تورطهم _ الاجهزة الامنية وقوات صالح _ في عشرات من المجازر بحق المعتصمين في ساحات الحرية والتغيير . وانتصار شباب وطلاب 15 يناير للمشروع الوطني للثورة السلمية كان بعديد من طرائق الفعل السلمي وخيارات تغيير الوعي من خلال احتضانها لمناقشات يومية عميقة بإمكانيات بسيطة وعبر جهود فردية لتبادل افكار الثورة والدولة المدنية والعدالة والحرية في الساحات او المنتديات الثقافية والسياسية في انحاء مختلفة من الجمهورية ،وفي المقابل شاركت 15 يناير في المجال الاعلامي خلال عاميين من عمر الثورة لإيصال رسالة الثورة السلمية عبر وسائل الاعلام المختلفة الى قصى مدى . وخلافا لبقية الحركات الثورية ،تمثل 15 يناير مزيجا ثوريا واعيا ينضوي تحث شعارها الابرز " الثورة فعل مستمر " شباب وطلاب من مختلف انحاء الجمهورية وبفضل الرؤية الواعية ( رؤية شاملة ) لهذه الحركة الثورية التي خرجت من جامعة صنعاء بشرارة الثورة الطلابية في ال 15 يناير 2011،نحت شباب وطلاب جامعة صنعاء من الدخول في شراكة وطنية عميقة مع بقية المكونات الثورية من مختلف ساحات الثورة ،ومن منطلق هذه الشراكة المستمرة ،تشارك حركتنا في مختلف الفعاليات الثورية المستمرة حد اليوم بدون التفات للمكائد الاعلامية والسياسية ضد هذا الفعل السلمي او ذاك الاحتجاج ،منطلقين من ايماننا بضرورة استمرار الثورة وعدم الركون لحالة الوفاق السياسي الراهنة في انجاز ما ثارا لشعب من اجله .. وبلا شك لدى حركة 15 يناير خبرات مختلفة ،مكنتها من التوازن الثوري المترفع عن الصراعات الهامشية نتيجة حمى التسابق والاستقطاب الاستقطاب في البلد ،كما حافظت 15 يناير على فعاليتها على درب الثورة السلمية دون تراجع ،ورغم قساوة الظروف بفعل الواقع المزري ،يكابد اعضاء الحركة بشتى وسائلهم وإمكانيتهم الشحيحة لتخليق وتطوير آليات النضال السلمي ،والدخول في تحالفات شبابية من اجل الخروج برؤية شبابية موحدة تعبر عن روح الثورة وتطلعات ابناء اليمن بالحرية والكرامة والتغيير ،وأثمرت تلك الجهود في انشغال عديد من المكونات الثورية على انجاز مشاريع ومسودات لرؤية شبابية وطنية ،ستعبر في نهاية المطاف الثوري الشبابي عن اهداف الثورة وتستوعب رؤى كافة المكونات الشبابية لمختلف القضايا ،وهذا حلم الجميع وبإرادة الشباب سيخرج المشروع الوطني الذي ينشده الجميع ولا يستثني احدا . وما يميز حركة 15 يناير ريادتها في خلق التوازن بين الفعل الثوري المستمر والفعل السياسي المعبر عن ذلك الفعل بعيدا عن التبعية لطرف،ومن خلال تواصلنا المستمر مع النخب الوطنية في الداخل والخارج الذين نشاطرهم هم الثورة ،ونشاركهم في اتخاذ اي قرار يخدم المشروع الحضاري للثورة السلمية التي اخرجت من ظلمات الاستبداد وأقبية القمع الى فضاء الثورة وآفاق الحرية ،وكلما توحدت جهود الشباب وارتفعت وتيرة النضال السلمي ،ستكلل جهود شباب الثورة وتضحياتهم بتحقيق اهداف الثورة وإنجاز المشروع الوطني . تأتي الذكرى الثانية لإنطلاقة الثورة الطلابية 15 يناير في ظل استمرار حالة الفعل الثوري السلمي المتزامن سخونة المشهد السياسي على خلفية استعداد غالبية القوى السياسية والمجتمعية ومنظمات المجتمع المدني للدخول في مؤتمر الحوار الوطني ،وفي المقابل يقف شباب الثورة بين خيارات استمرار فعاليات الفعل الثوري السلمية وآليات تطويرها وخيار المشاركة السياسية في ظل دعوات المشاركة مؤتمر الحوار رغم تحفظات مختلف المكونات الشبابية عن المشاركة في الحوار دون ضمانات . ولأن واقع البلد في 15 يناير 2013 مختلف عن واقع 15 يناير 2013 ،صار من الضروري على الثورة الطلابية 15 يناير وبقية الحركات الشبابية في مختلف انحاء الجمهورية،الدخول في نقاشات واسعة وعميقة من اجل اتخاذ مواقف موحدة من مختلف القضايا الراهنة على مختلف الاصعدة وأولها موقف سياسي من المشهد السياسي الساخن الذي يستدعي موقفا شبابيا جامعا ،نابعا من حس وفهم يستوعب المسؤولية التأريخية لشباب الثورة . في مثل هذه اللحظات التاريخية،يأتي دور 15 يناير وبقية المكونات الثورية ،وبلا شك،سيكون لهذه المكونات الشبابية الفاعلة والحقيقة موقفها الوطني المرتفع عن المصالح الآنية والضيقة ،واعتقد بأن عامين الثورة السلمية في ظل الاجواء المحبطة بفعل التسوية السياسية ،املتك شباب الثورة خبرة كافية وفهما عميقا للواقع الوطني ،وباستطاعتهم التعبير عن مواقفهم بوضوح ،وتقديم رؤيتهم للخلاص الوطني من الظلم وثقافة الطغيان نتيجة غياب دولة المواطنة والعدالة ،ولن يتخلف فردا انخرط في المكونات الشبابية الواعية والفاعلة عن تقديم مزيدا من لتضحيات من شأنها تحقيق اهداف الثورة المستمرة ..