كل متتبع لسياسة الولاياتالمتحدةالامريكية في اليمن يلاحظ انها بعيدة كل البعد عن كل ما تدعيه الولاياتالمتحدة بخصوص احترامها لحقوق الانسان او عملها في مجال ما يسمى بمكافحة الارهاب! وهذا ان دل على شيء انما يدل على ان الادارة الامريكية هي من يدير الصراع في المنطقة وفقا لما تقتضي مصالحها وهذا واضح خصوصا تعامل الادارة الامريكية بخصوص القضية الجنوبية! وهذا ما جعل السفير الامريكي يصرح بأن بعض القيادات الجنوبية وبالأخص الرئيس البيض يتلقى دعما ايرانيا بخصوص زعزعة الامن في اليمن المتمثلة بالانفصال على حد قوله
وجاء تصريح السفير الامريكي في الساعات التي خرج فيها الشعب الجنوبي عن بكرة ابيه في مهرجان التصالح والتسامح الاكبر في تاريخ المظاهرات الجنوبية المليونية المطالبة باستعادة دولة الجنوب وتقرير مصير شعبه ...وما تصريح السفير الامريكي ذلك الا قمة في العنجهية والافتراء في خلق الأجواء التي تتناسب وفقا للسياسة الامريكية التي يبدو واضحا انها تنتهج سياسة لا تتوافق وفقا لما تدعيه من احترامها لحقوق الانسان واحترامها للديمقراطية التي تتمثل في نصرة الشعوب المظلومة التي تنادي بالحرية وتقرير مصيرها!
ان السياسة الامريكية تجاه شعب الجنوب تبين ان الولاياتالمتحدة ليس الا جزء من تلك التنظيمات المتطرفة التي تنفذ اجندة وسياسه تخدم الهيمنة الامريكية في المنطقة تحت عدة مسميات تدعي الولاياتالمتحدة انها ارهابية وانها تحاربها بينما الامر الواقع انها الداعمة لتلك التنظيمات ورموزها في المنطقة والذي اصبح الانسان العادي على علم بتلك الرموز وعلاقتها وادارتها للأعمال التي ترتكبها تلك الجماعات الغرض منها الاستمرار من جانب الولاياتالمتحدة في الهيمنة وتخويف العالم الدولي والاقليمي من خطر الارهاب الصنيع والذي بدوره يخدم بعض القيادات النافذة خصوصا في اليمن وما تقوم به من النهب والسلب لأرض وشعب الجنوب الذي اعلن قبل اعوام عن ثورته السلمية التي قدم من خلالها الاف الشهداء والجرحى والمفقودين وكثيرا من الاعمال التي ارتكبت فيها اجحاف لشعب ومخالفة صريحة لكثير من الاتفاقيات الدولية التي تنص على احترام حقوق الانسان واحترام الشعوب في ان تكون هي من يقرر مصيرها ! لقد اصبح واضحا تماما للعالم ان الولاياتالمتحدة ليست الا حليفا لإيران التي تستخدمها كفزاعة لاخافة دول المنطقة من التوسع الايراني والاطماع الايرانية في المنطقة بينما في الواقع هي حليفة لبعضها وتعلم ايضا امريكا ان ايران لها اطماع بالفعل حقيقية في المنطقة ! كما تعلم الولاياتالمتحدة ان جماعة الحوثي تمثل السياسة الامريكية في المنطقة ولم نسمع او نلمس اتخاذ ابسط الإجراءات تجاه جماعة الحوثي التي ترفع شعارا يقول(الموت لأمريكا الموت لإسرائيل) لم نسمع حتى أي استنكار امريكي لما تقوم به جماعة الحوثي ! بينما نشاهدها تحرك الاساطيل وتستنفر قواتها في كل مكان في العالم ان صرح انسان بسيط (ملتحي )وقال الموت لأمريكا؟ كل هذا يدل على اللعبة الامريكية في المنطقة والتي تخدم السياسة الامريكية كي تضل تفرض هيمنتها في المنطقة وتضل تخيف المجتمع الدولي والاقليمي ان هناك خطرا اسمه الارهاب وانه يجب ان تضل الولاياتالمتحدة تصول وتجول وتقتل طائراتها بدون طيار من تقتل وتحسبه وتعلنه انتصارا على الارهاب بينما هو في الحقيقة الارهاب بعينه وما تصريحات السفير الامريكي بالأمس حول اتهام بعض القيادات الجنوبية بتلقي الدعم الايراني ما هو الا اكبر دليل على الشراكة الامريكيةالايرانية في المنطقة والتي لاشك ان الولاياتالمتحدة راضية كل الرضا على ايران ودعمها لإيران كي تتبنى مشروع الصراع العقائدي في المنطقة خصوصا في شبه الجزيرة العربية والذين يروا الامريكان انه صراع سيخدم سياستهم كي تضل هي القوة الوحيدة المسيطرة والمهيمنة على المنطقة دون أي اعتبار لشعوب المنطقة وخاصة الشعب الجنوبي المنادي بصوت واحد يطالب في تقرير مصيره واستعادة دولته المستقلة الجنوب وعاصمتها عدن – شعب الجنوب الذي قرر مواصلة نضاله السلمي حتى استقلال وطنه مهما كان ثمن ذلك ومهما تكن التحديات حتى وان كانت بحجم مساندة امريكا لاستمرار الظلم على الجنوب وشعبه