احتلت بريطانياجنوب الجزيرة العربية وقسمتها إلى محميتان وكل محمية تضم عدة سلطنات وإمارات فلمحمية الشرقية تضم سلطنات حضرموت والمهرة والواحدي فسلطنات حضرموت هي السلطنة القعيطية و السلطنة الكثيرية أما سلطنة المهرة تضم العفرار وسقطرى وسلطنة الواحدي تضم شبوة القديمة وكانت لهذه السلطنات حكم ذاتي وقرار مستقل. أما المحمية الغربية او محمية عدن تضم عدة سلطنات وإمارات في لحج وأبين ومنها إمارة العوالق وسلطنة العبدلي وعدن كامنطقة حرة ومركز البريطانيين في الستينات ظهرت حركات مقاومة للاحتلال البريطاني ومنها جبهة التحرير فتجهت بريطانيا إلى تشكيل اتحاد لسلطنات وإمارات الجنوب العربي أي جنوب الجزيرة العربية. فانضمت إليه كل من سلطنات وإمارات المحمية الغربية محمية عدن وبقية عدن كامنطقة حرة لم يتم ضمها إلى اتحاد الجنوب إلا فيما بعد بينما سلطنات المحمية الشرقية سلطنات حضرموت والمهرة والواحدي رفضت الإنضمام إلى اتحاد الجنوب العربي وبقية متمسكة بحكمها الذاتي وقرارها المستقل فاستفز هذا الرفض البريطانيين وكان علاقة سلطنات حضرموت بالعثمانيين قوية عندها لم يستمر اتحاد الجنوب الا سنتين تقريبا ثم انهار 67 فظهرت ما تسمى بالجبهة القومية المرتبطة بجمال عبد الناصر وكان مركزهم بالشمال بتعز تحديداً. ويذكر أنهم ذهبوا لجمال عبدالناصر بعد زيارة الوفد الحضرمي لجمال عبدالناصر فسألهم عبدالناصر عندما قالوا له نريد إسقاط حضرموت فقالهم هل الحضارم موافقين على ذلك لم يجيبوا على سؤال عبدالناصر مما جعل رفاق القومية يدخلوا في مفاوضات مع البريطانيين. وكانت جبهة التحرير آنذاك اقوى من القومية لإنها لديها مشروع دولة حقيقي لبناء دولتهم بعد الاستقلال وهو مشروع الفدرالية وكل منطقة تحصل على حكم ذاتي إلا أن رفاق القومية يعارضوا هذا المشروع وليس لديهم مشروع حقيقي مما جعل البريطانيين يتمسكوا بهم ويدعموهم ويوافقوا على المفاوضات معاهم وتسليمهم الجنوب. لأنهم ليس لديهم مشروع حقيقي فانهارت جبهة التحرير وانتهاء مشروعهم وعرض على الشيخ زايد بن نهيان حاكم الامارات وهاهي الامارات اليوم تنعم بمشروع جبهة التحرير الفدرالي. وهاهو الجنوب اليوم يعيش في ظلام مشروع القومية المجهول ولقد عارضت بريطانيا استقلال سلطنات حضرموت والمهرة عام 68 عندما اتفق سلاطين حضرموت والمهرة على إعلان دولة حضرموتالمتحدة. فأرسلت بريطانيا فدائيين من رفاق الجبهة القومية لاعتراض سفينة سلاطين حضرموت والمهرة في البحر واخبارهم بأن حضرموت قد سقطت بايديهم وعليهم التوقيع والرحيل والا فلتموتوا اليوم. فوقع السلاطين كرها وغصب عنهم على التخلي عن الحكم وتسليم حضرموت والمهرة للجبهة القومية فحدثت بعدها الجرائم والقتل والتشريد لابناء حضرموت ومشايخهم وعلمائهم وتمت تصفية جيش البادية الحضرمية الذي كان يحمي هضاب و صحاري ووديان حضرموت والمهرة وبعدها تم إدخال حضرموت في مستنقع آخر وهي الوحدة اليمنية التي كانت ينشدها رفاق القومية. وقال كلمته الشهيرة الإرياني عندما تم توقيع الوحدة الحسنة الوحيدة التي عملها الاشتراكي هي يمنية حضرموت وعند أول انتخابات برلمانية بعد الوحدة خرج أبناء حضرموت عام 1997 مرددين حضرموت تاريخية قبل الوحدة والقومية رفضا منهم للقوميين والوحدويين فيما كانت بعض مناطق الجنوب ومنها الضالع ولحج واحفاد القوميين يصفقوا للوحدة. وهاهم اليوم طلعوا علينا على اساس انهم المنقذين وهم اكبر وحدويين وعندما فقدوا مصالحهم رجعوا لنهج سلفهم للضحك على الشعب بالشعارات الزائفة وهي نفس الشعارات التي حملها سلفهم ثم ارتمت باحضان الشمال فحضرموت لن تنعم بثرواتها وخيراتها وأمنها واستقرارها حتى تحقيق استقلالها التي تم الاتفاق عليه عام 68 بين سلطناتها والذي وافقت عليه الجامعة العربية ولازالت الأوراق حبيسة الأدراج والولاء اعتراض بريطانيا لأستقلت دولة حضرموت.