تقرير| محمد الجنيدي غاب الرجل السبعيني عن الانظار مؤخراً الشيخ صالح بن فريد العولقي عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، بعد أن كان في صفوف المجلس الأولى مندفعاً وطموحاً على أمل اعتراف بدولة الجنوب من دول شقيقة أو على الصعيد الدولي لكن ذلك لم يحدث وترك مقعده فارغاً، بعد أن رأى أن الطريق ربما لم تعد صالحة للسير. بدأ بن فريد غير مقتنعاً ولو للحظة باداء الانتقالي الجنوبي مؤخراً، من خلال تصريحات اطلقها حول عدن قبيل اسابيع، وفيما يبدو كان يأمل ان يكون المجلس سداً منيعاً أمام الفوضى، لكن ذلك لم يحدث أيضاً، فاختار عبارة الصحافي السعودي جمال خاشقجي الذي قُتل في قنصلية بلاده بمدينة اسطنبول التركية، «قًلُ كلمتك وامش». ما حقيقة منع بن فريد من الوصول إلى المكلا ؟ ووردت انباء الشهر الفائت عن منع المرجعية الجنوبية بن فريد من الوصول إلى مدينة المكلا بحضرموت لحضور تدشين دورة جمعية المجلس الثانية، لكن تلك الانباء حتى اليوم لاتزال غامضة إذ لم ينفي او يؤكد الواقعة من جهة ولم تنفي او تؤكد نخبة شبوة من جهة أخرى. وسبق لنخبة شبوة ان منعت محافظ الجوف ووزير النقل من المرور في نقاطها الأمنية قبل أشهر. ومايؤكد الحادثة غياب بن فريد عن تعزية قائد محور عزان بنخبة شبوة محمد البوحر بوفاة شقيقه، على الرغم من أن الرجل لايتخلف عن هكذا مناسبات وكذا علاقته جيدة بقيادات النخبة في جميع محاور المحافظة وسبق ان زارهم قبيل اشهر. واكدت الحادثة وجود خلافات تعصف بالانتقالي وبن فريد إذ لا يمكن لنخبة شبوة ان تمنع بن فريد دون وجود اوامر عليا وتحديدا من الداعم للمجلس من الأشقاء في التحالف العربي. مدير مكتب شلال .. وبن فريد وكان بن فريد نجح في إطلاق سراح مختطفين من ابناء الضالع في محافظة شبوة في بداية شهر فبراير، نتيجة ما قاله الخاطفين انه يأتي كضغط على مدير مكتب مدير أمن عدن شلال شايع الذي بسط على قطعة ارض تابعة لهم في مدينة عدن. ودعا آنذاك بن فريد إلى إيقاف مدير مكتب مدير أمن عدن عن العمل ومحاسبته على كل ما قام به من بسط واستيلاء وابتزاز للمواطنين بحكم منصبه - حداً لقوله. ولم يستجب مدير أمن عدن والانتقالي الجنوبي لدعوة بن فريد، بل وقامت وسائل إعلام تابعة للمجلس لإجراء مقابلات مع مدير مكتب شلال وكذا برأته من التهم الموجهة إليه، وربما كان ذلك سببا آخر أدى إلى نشوب خلافات. ولم يكن بن فريد الوحيد الذي اتهم مدير مكتب شلال بنهب الأراضي في عدن، ففي وقت سابق وجه نائب مدير أمن عدن علي الذيب ابو مشعل اتهاماً لعبدالدائم بنهب الأراضي، لكن تحقيقا مع عبدالدائم لم يتم دون معرفة الأسباب. ودافع عبدالدائم عن نفسه بعد ايّام من اتهام بن فريد له بنهب الأراضي وقال إنه لايفقه شيء ولايعرف سوى التعصب الأعمى والفئوي على حساب الآخرين. إلى أين تتجه علاقة المجلس ببن فريد؟ ولم يعرف إلى أين تتجه علاقة بن فريد بالمجلس التي تبدو ليست في افضل حالاتها على غرار ماكانت عليه في السابق، لكن يعتقد أن المجلس سيحاول تصحيح العلاقة تخوفاً من أن يترك بن فريد فجوة لا يمكن ملؤها وكذا يكشف عن خفايا تدور خلف الكواليس. في المقابل أيضاً قد يرى المجلس ان بن فريد سيتسبب له بعراقيل من خلال رفضه الفوضى في مدينة عدن التي تتواجد فيها تشكيلات مسلحة يقول الانتقالي انها تواليه ويطيح به من منصبه كضعو من هيئة الرئاسة. وكان بن فريد رفض عمليات البسط والفوضى في مدينة عدن خلال كلمة له القاها قبيل اسابيع في محافظة شبوة وقال لن نسمح بحدوث عمليات مماثلة في المحافظة، ودعا الى التكاتف. ومن خلال تلك التصريحات بين بن فريد نظرته انه منفتح على الجميع في محافظة شبوة سواءً على قوات الشرعية او قوات النخبة في سبيل تعزيز استقرار المحافظة ونهوضها وهو مايتخلف مع نظرة المجلس التي تعتقد ان اي قوات للشرعية في الجنوب لا بد ان ترحل. هل يكون بن فريد القشة التي تطيح بالانتقالي؟! ويشير صمت الشيخ بن فريد امام غموض وضعه مع المجلس، إلى تكهنات ما إذا كان يأتي قبيل الأنفجار أم يكون فقط مؤقتاً لحين بدء علاقة جديدة تنهي الخلافات. ويعتقد أنه ما إذا فتح المرجعية الجنوبية النار على الانتقالي سيتسبب له بخسارة كبيرة لمناصريه ولربما تكون بداية لتفككه. هل يقفز بن فريد الى سفينة الشرعية؟ وعلى وقع الخلافات التي لاتزال غير مؤكدة - التقى بن فريد يوم السبت وزير الداخلية احمد الميسري بمدينة عدن واكد الجانبان على اهمية تنسيق الجهود والتكاتف لما فيه مصلحة عدن وابنائها. ويحمل اللقاء في هذا التوقيت دلادلات اهمها انفتاح بن فريد على جميع الأطراف بهدف الاستقرار خصوصا وان الرجل يرفض الفوضى من اي طرف كان في حين يتغاضى المجلس عن الفوضى ويشيد بالتشكيلات المسلحة دون ان تحقق شيء ملموس على الأرض. كما تحمل دلالات اللقاء - لربما - القفز الى سفينة الشرعية والتخلي عن فكرة الانفصال الافتراضي الذي لم يتحقق على الواقع. ويقول الانتقالي انه يسعى لاستعادة دولة الجنوب لكنه اخفق في صنع استقرار لمدينة عدن منذُ سنوات، وسط اتهامات لاطراف سياسية بزعزعة الامن والاستقرار في المدينة، غير ان من يتواجد فيها تشكيلات تواليه وفقاً لما يصرح به. ويعتقد سياسيون ان قيادة الانتقالي تنظر الى اعضاء المجلس بنظرة مختلفة وفقا للمحافظات التي ينتمون لها. ويقول الناشط ياسر الصايلي ان بن فريد طالب بإقالة مدير مكتب شلال فقامت الدنيا ولم تقعد وساموه بأسواء الكلام ولم يتركوا شاردة او واردة الا قالوها فيه، بينما الخبجي يرى الحل في اليمن بالعودة الى مركزية صنعاء والارتماء في احضان "الزيود" في صنعاء مرة اخرى فيغضون الطرف عنه ويعتبرون ما قاله تكتكه سياسية.