[رداً على مقال(طماح قائد ومناضل أصيل وحفل تأبيني بسيط..لماذا)!!] اطلعت قبل يوم أمس على مقال حمل عنوان (طماح قائد ومناضل أصيل وحفل تأبيني بسيط لماذا؟) بعثه لي الأخ رئيس اللجنة التحضيرية لأربعينية الشهيد طماح.. ولم أكن أرغب في الرد على كاتب هذا المقال..لكن ما دفعني لذلك هو إصرار الزملاء في اللجنة التحضيرية بغية تفنيد ما حمله ذلك المقال من تجنٍ وتقليل من جهود الآخرين، حيث سخَّر الكاتب مقاله للتهجم على رئيس وأعضاء اللجنة التحضيرية ممن عملوا بصمت وبدأب لإنجاح حفل أربعينية الشهيد القائد المقدام اللواء الركن محمد صالح طماح بصورة تليق بالشهيد رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، وتحدث وكأنه المسئول الأول المعني بالتنسيق معه في زارة الدفاع ورئاسة الأركان العامة، حيث اتهم اللجنة التحضيرية بأنها لم تكلف نفسها عناء التنسيق مع وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة!!. بل وذهب إلى القول بأن عمل اللجنة كان سرياً(!!).. ولكشف الحقيقة نقول أن رئيس اللجنة التحضيرية هو مدير دائرة المشاريع العسكرية بوزارة الدفاع العميد الركن فضل غرامة، وأن اللواء الركن عبدالله سالم النخعي رئيس الأركان العامة هو من أصدر الأوامر بإقامة الفعالية استناداً إلى رغبة أبناء الشهيد ودوره وإرثه النضالي، وهو من صادق على خطة الإعداد والتحضير وعلى برنامج الفعالية وعلى الخطة الأمنية، وتابع شخصياً أعمال التحضير خطوة بخطوة، واجتمع برئيس اللجنة لهذا الغرض أربع مرات، كما قدمت قيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة العون والمساعدة لإنجاح وتأمين تنفيذ الفعالية، وكان هناك تنسيق أيضاً مع وزارة الداخلية. فلماذا أقحم الكاتب نفسه في شأن لا يعنيه..وتحدث باسم قيادة وزارة الدفاع ورئاسة الأركان العامة، دون سبب وجيه إلا لأنه-كما يبدو- لم يكن عضوا في اللجنة، بدليل توجهه برسالة إلى مدير الدائرة المالية في وزارة الدفاع لطلب نفقات التأبين وإيجار القاعة دون أن يخوله أحد من أسرة الشهيد بذلك!!. ولعل مقارنة الكاتب بين حفل تأبين الشهيد طماح وتأبين الشهيد أحمد سيف، مع أنه حفلٌ مماثل وفي صالة مغلقة، إلا ليقول أن وجوده شخصياً في اللجنة التحضيرية هو أس هذا النجاح، رغم أن الكتاب عن الشهيد أحمد سيف، لم يصدر حتى الآن، وكان حريٌ به أن يصدر دون تأجيل، لكنها رغبة نجله المهندس منيف الذي فضل تأجيل صدور الكتاب. أما تقليل الكاتب- سامحه الله- من حجم فعالية الشهيد طماح التي وصفها بأنها كانت مصغرة ومتواضعة جداً، وأنه تم اختزالها بقلة من المشاركين، فعدد الحضور النوعي من القادة والمسئولين ورفاق الشهيد ممن اكتظت بهم القاعة، التي اختارها أولاد الشهيد، يدحض بطلان ادعائه، حتى أن كثيرين لم يجدوا مقاعد فارغة فوقفوا قياما على جانبي القاعة حتى انتهاء الحفل..علما أنه لم يكن بالإمكان إقامة حفل التأبين في ساحة مفتوحة أو تحويله إلى حفل جماهيري. وكان الحفل برعاية الأخ رئيس الأركان العامة الذي صادف يوم الفعالية وصول وفد سعودي إلى عدن للقاء بالأخ رئيس هيئة الأركان العامة فاعتذر عن الحضور لهذا السبب وكلَّف الأخ رئيس هيئة العمليات اللواء ناصر بارويس بإلقاء كلمة رئاسة الأركان العامة. أما الكتاب المكرس للشهيد الذي كان لي شرف إعداده واخراجه، والذي وصفه ب(الكُتَيّب..وبأنه لا يرتقي إلى تاريخ الشهيد الحافل بالعطاء والحضور الوطني..وأن صفحاته اختزلت بقلة قليلة من يافع)..فلا أدري كيف أصدر حكمه الجائر هذا، مع أن صفحات الكتاب تجاوزت 300 صفحة، بطباعة أنيقة، وملحق خاص بالصور الملونة التي اختارها أولاد الشهيد، ويتألف من مقدمة ضمت سطور مضيئة من سيرة الشهيد، ونص الحوار الطويل الذي أجرته معه صحيفة "يافع نيوز" عام 2014م، ثم أربعة أقسام: الأول، في وداع الفقيد، ويشمل برقيات التعازي بدءاً رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وقيادة وزارة الدفاع والرئيس علي ناصر محمد ووزراء ومحافظين ورؤساء أحزاب وقادة من رفاق الشهيد، وفي المقدمة منهم القائد المناضل هيثم قاسم طاهر. وتضمن القسم الثاني كلمات وفاء في الشهيد طماح شمل كل ما كُتب أو نُشر أو وصل إلينا من مقالات، ثم القسم الثالث الخاص بأشعار الرثاء، وفي الأخير ملحق للصور. لم يكن التحضير سرياً فقد تم الإعلان عن الإعداد للكتاب في قاعة العزاء ثاني يوم، وكنا نفكر، مع أولاد الشهيد، أن نؤجل الكتاب إلى ما بعد الأربعينية إذا لم تتوفر المادة الكافية والاكتفاء بنشرة خاصة، لكن المشاركات من مقالات وقصائد، انهالت علينا تَتْرَى، خلال أسبوعين، ثم قرر أولاد الشهيد طباعته ليوزع يوم حفل التأبين. ولم يتم اقصاء أحد، ولم نتمكن فقط من نشر بعض الكتابات والقصائد التي وصلت متأخرة بعد تسليم الكتاب للمطبعة، ومنها مقالة الأخ علي هيثم الغريب وزير العدل ورفيق درب الشهيد النضالي، وألحقت بالشرة. وهناك وعشرات من القادة والأكاديميين ورفاق الشهيد من مختلف المناطق وأقربائه من تزين الكتاب بمشاركاتهم، وللرد على الادعاء الكاذب للكاتب بأن صفحات (الكُتيب) اختزلت بقلة قليلة من يافع ،نذكر فقط ممن وردت أسماءهم من خارج يافع ومنهم على سبيل المثال: الرئيس علي ناصر محمد، الرئيس علي سالم البيض، عيدروس الزبيدي، عبدالرحمن الجفري، د.محمد محسن عسكر، د.عبدالله أحمد بن أحمد، د.محمد علي السقاف، د.جمال العسيري، الشيخ أحمد العيسي، فتحي بن لزرق، د.علي الزامكي، نبيل الصوفي، علي منصور أحمد، سعيد النخعي، ماجد الداعري، جهاد حفيظ، علي الأحمدي، فهد البرشاء، السفير عبدالله ناصر مثنى، وكذلك أشعار الرثاء الشعراء من محافظات عدة، ومن الشعراء نذكر فقط من خارج يافع: أبو صقر السليماني، أبو مقبل الفطحاني، أبو يافع المعمري، ناصر علوي لصوع القاحلي النسي، جبر بن لعمش القطيبي . كما تم إعداد فلمٍ وثائقي عن سيرة الشهيد طماح نال استحسان الحاضرين، وتم إصدار نشرة ملونة من ثمان صفحات جرى توزيعها على الحاضرين مع الكتاب، فضلا عن اللافتات والصور العديدة التي زينت واجهات الصالة. وكان الأجدر بالكاتب أن يقول كلمة شكر أو يصمت، لكن يكفي أن رئيس هيئة الأركان العامة قد ثمن عاليا عمل اللجنة التحضيرية وقدم الشكر لها وللمشاركين معها على نجاح الفعالية..كما قدَّر نجل الشهيد في كلمة الأسرة عمل اللجنة وقال بالنص:" قبل الختام اسمحوا لي عبركم أن أتقدم بالشكر الجزيل للجنة التحضيرية برئاسة العميد ركن فضل محمد عبيد غرامة رئيس دائرة المشاريع العسكرية وكل أعضاء اللجنة بدون استثناء على كل الجهود التي بذلوها لإنجاح حفل أربعينية الوالد الشهيد محمد صالح طماح، وأخص بالشكر الدكتور علي صالح الخلاقي الذي بذل جهداً كبيراً لإخراج الكتاب الخاص عن الفارس المِقدام..الشهيد اللواء الركن طماح وكذا النشرة التي بين أيديكم خلال وقت قياسي فجزاه الله خيراً". وبعد كل هذا أتساءل ..لماذا كل هذا التجني أخي وصديقي رئيس تحرير مجلة (الجيش)؟!!. ولماذا تبخَس اللجنة التحضيرية حقَّها، وتقلل من النجاح الذي حققه حفل التأبين بامتياز؟!!..وهذا بشهادة كل الحاضرين والمسئولين المعنيين وأسرة الشهيد، والله سبحانه وتعالى يقول{وَلاَ تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ}. ومما لم أكن أتوقعه أن المقال زخر بأخطاء املائية ونحوية كثيرة لا يجدر أن تصدر في مقال لرئيس تحرير مجلة (الجيش) وهو من يفترض به أن يصوِّب الأخطاء لغيره.. فكيف به وهو يرتكب مثل هذه الأخطاء، فمن خلال قراءة سريعة لمقاله القصير وجدت أكثر من ستين من الأخطاء اللغوية ما بين املائية ونحوية وصرفية، تبين ضعف لغة الكاتب وتعديه السافر على لغة الضاد فلم يميز بين الغين والقاف كقوله( رحمة الله تقشاه !!) وكررها في موضعين، ولم يفرِّق بين الهاء والتاء المربوطة، مثل: أنَّهُ (انة)، في مكتبه (في مكتبة)، أخربتهُ (اخبرتة)، رفاق دربه(رفاق دربة) وغير ذلك الكثير، كما لم يميز الفاعل من المفعول والجار من المجرور والمضاف من المضاف إليه، ووجدناه يضع الهمزة في موضع التنوين، ويغدق بها حيث لا مكان لها ويهملها في مكانها الصحيح، فهُنا عنده(هناء)،وكُنَّا(كناء)..وهلم جراً. وتعالوا نقرأ حجم وعدد الأخطاء في هذه العبارة التي يصف فيها استشهاد طماح:" وهوا( الصحيح: وهو) الذي سقط مضجر(مضرّجاً) بدمائه شهيدا مقبلأ (مقبلاً) غير مدبرا (مدبرٍ) مرتديأ(مرتدياً) ألبزه (البزّةِ) العسكرية".. هذه فقط نماذج- ليس إلاَّ- من مجموع الأخطاء الكثيرة التي لا أريد أن أثقل عليكم بإيرادها جميعاً لكثرتها.. ولعلي لم أتجنَّ على الكاتب، الذي تربطني به علاقة جيدة منذ إن كنا معا في مؤسسة الجندي وكنت حينها سكرتيراً لتحرير صحيفة (الراية) ومجلة(الجندي) في عهد رئيس التحرير المرحوم محمد حسين محمد، ومدير التحرير المرحوم إبراهيم الكاف الذي كان أيضا المصحح اللغوي وتعلمت منه الكثير. ولا أخفي إعجابي بعصامية صديقي الكاتب الذي شق طريقه في العمل الصحفي، وهذا يحسب له، لكن منصب رئيس تحرير لمجلة ناطقة باسم الجيش لا تليق بمن يرتكب مثل هذه الأخطاء اللغوية الفظيعة وعليه أقول له ناصحاً أن يجتهد لتخليص من مثل هذه الأخطاء، وأن يحسن الظن بالآخرين ولا يبخس كل ذي حق حقه.. والخلاف في الرأي لا يفسد روح المودة بيننا يا عزيزي... مع خالص محبتي وتقديري..