و الله و بالله و تالله ما كنت أحب أن أكتب هذه السطور و لا أبث هذا المنشور و لكن هالني التكبر و الغرور الذي تخلق به حثالة الحثالة من دعي مغرور و فسل مغمور قد تقلد اليوم بعض زمام الأمور فقادنا إلى الخراب و البور و هدم الدين قبل الدور وَ مَا سَقَطَتْ يَوْمَاً مِنَ الدَّهْرِ أُمَّةٌ**مِنَ الذُّلِّ إِلاَّ أَنْ يَسُوْدَ دَمِيْمُهَا إِذَا سَادَ فِيْهَا بَعْدَ ذُلٍّ لَئِيْمُهَا**تَصَدَّى لَهُ ذُلٌّ وَ قُدَّ أَدِيْمُهَا و َمَا قَادَهَا لِلْخَيْرِ إلَّا مُجَرِّبٌ**عَلِيْمٌ بإِقْبَالِ الْأُمُوْرِ كَرِيْمُهَا هالني التزييف و التحريف الذي بلغ مبلغ التخريف و التجريف حتى صار الصديق عدوا و العدو صديقا و إن كان مكره سحيقا و وجهه صفيقا فزاد له الحثالة تصفيقا! و كل ذلك البهتان و الانهزام و الخذلان من هررة لبست ثوب الأسود و تريد علينا أن تسود و تذيقنا الأيام السود زاعمين أنهم حملوا راية الشجاعة و هم فيها مجاعة و ليس لدائهم نجاعة و لا لتلك البشاعة و الشناعة إلا الضرب بالنعال و الجريد و كيهم بميسم الحديد لعل ذلك مع نذالتهم يفيد! لكل داء دواءٌ يستطبُّ به**إلا الحماقة أعيت من يداويها رتب و مناصب و ألقاب و مكاسب و زحمة و مواكب لقلوب غاوية و عقول خاوية مكانها أقرب حاوية مما يزهدني في أرض أندلس**أسماء مقتدر فيها و معتضدِ ألقاب مملكة في غير موضعها**كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسدِ عرفناهم في عهد بطش عفاش كطائر الخفاش و ناهب الأكفان النباش قد رضي بالخشاش و على الهامش طابت له الحياة و عاش و اليوم له نشوة و انتعاش قد صار يمشي بانتفاش و ظلمه في الناس فاش! عرفناهم في عهد الطغاة الظالمين و القساة الضالين لا يفارقون آمين و لبيوتهم آمِّين. رقابهم خاضعة و أصواتهم خاشعة و ظهورهم راكعة و نفوسهم في حظائر القوم راتعة. و اليوم لبسوا ثياب الأبطال و هم مابين محتال و بطَّال و قزم على الهامات استطال يريد أن يرفع خسيسته و يخفي دسيسته فزاده الله فضيحة و عد من المتردية و النطيحة و كل عطايا الأسياد المجزية تعجز عن تجميل الأوصاف المخزية و لسان حالهم لا مقالهم يقول: خَلتِ الديارُ فسدتُ غير مسوَّدِ**و من الشقاء تفردي بالسؤددِ و كأني بمن عرف حالهم و سبر أغوارهم يقول: و ما سدتَ فيهم أن فضلكَ عمَّهُم**و لكن هذا الحظ في الناس يقسمُ و صار القادة أكثر من الجنود في سابقة تعدت كل الحدود الحمد لله ساد الناس كُلُّهُمُ**و استأسد الضب و الحرباء و الجعَلُ فالكل قادة و الكل سادة و الكل للغرباء تحت البيادة! و كم يذكرني انتفاش الثعالب و الضباع اللابسين جلود الأسود و السباع بحكاية شعبية شاعت و ذاعت فبلغت الأسماع و الأصقاع عن الشيخ القبلي (علي بن لبدان) فكم من علي بن لبدان اليوم بيننا بالظلم يصول و بحماية أسياده يجول مخالفا المنقول و المعقول و لا يدري أن كل ذلك يزول و أنه إلى حساب عسير يؤول. و صدق الصادق المصدوق صلى الله عليه و سلم الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى إذ يقول مبينا حقيقة الحال بوحي من الكبير المتعال كما في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: (إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة). فنحن للساعة منتظرون و على باطل القوم منتصرون بإذن من إذا أراد شيئا قال له كن فيكون و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.