في ذكرى المولد النبوي نسطر اسما آيات التهاني والتبريكات للمسلمين قاطبةً لحلول هذه الذكرى العزيزة على قلوبنا لما لها من أثر في نفوسنا كمسلمين موحدين. بذلك اليوم وما بعده يتجلى لنا دور وشخصية النبي علية أفضل الصلاة وأتم التسليم المتميزة والجذابة ، فلقد غمر الارض ابتهاجا وإشراقا وسروراً في يوم مولده الكريم الثاني من ربيع الأول من عام الفيل. هذا اليوم الذي اضاءت لمولده قصور الشام وانطفأت من أنواره نار المجوس ، ولقد غُمرت الارض ببعثته نوراً وعدلاً و إخاءً بين الناس المؤيدين والمؤمنين برسالته الكريمة هذه الرسالة التي تحمل في طياتها معانٍ عظيمة وجليلة منها الرحمة ، والحب ، والتعاون ، والصدق الى آخره... من المبادئ الاسلامية المشرقة الوضاءة هذه المبادئ الانسانية المترفعة عن سفساف الأمور هي أصل الدين ومرتكزه لأن الدين (المعاملة)نعم . أقول هنا أننا اليوم بحاجة ماسة الى استرجاع و اصطباغ بتلك المبادئ الغائبة عن مجتمعاتنا كمسلمين في حياتنا مرة أخرى لكي نسموا بالدين الذي خلفه لنا النبي صلى الله عليه وسلم والصاحبة رضوان الله عليهم أجمعين من بعده. هذا الدين الذي تجلى واضحاً في شخص النبي صلى الله عليه وسلم ،واتسامه به ، طفق الاعداء على سياسة ممنهجة لدثر هذه القيم النبيلة بان َ ذلك واضحاً مرئياً في البعد عن تعاليم الأسلام والتفسخ الأخلاقي والعقدي الحاصل داخل المجتمع الاسلامي وما آلة اليه الأمة الإسلامية من تشطيب للهوية المحمدية وطمس للواقع التاريخي الاسلامي بذلك أنقطع الارتشاف من هذا التاريخ الذي شرف العالم بكمال وجمال احداثه. وذلك للأسباب التالية : • طمس الهوية الدينية للإسلام كدين وقيم فرض نفسه على الساحة العامة كسبيل اجتماعي يصلح للتعايش المجتمعي الراقي ،وتفاعل المغرضين من ابنائه على ذلك. •التبعيد المتعمد عن الارتشاف من هذه التعاليم النيره بما يسمى بالحرية والمعاصرة و الافكار التجديدية والتحرر من المظاهر الدينية الرجعية التي دمرت القيم الانسانية و الاسلامية النبيلة . •قلة الخوض في دراسة وتدريس شخصية النبي صلى الله عليه وسلم الانسانية والطابع الديني المتمثل به علية افضل الصلاة وأتم التسليم. •عدم وضع خطط إبداعية معاصرة تسهم في إبراز لشخصه علية الصلاة والسلام وجمال وقوة مبادئ دينه لما لها من أهمية بالغة اليوم بين أوساط المجتمعات الاسلامية وغيرها. •ضعف التفاعل الالكتروني و إنشاء الصفحات والمواقع الالكترونية التي تصب في هذه الفكرة لمالها من دور كبير في تنوير وتصويب لعقول الشباب المسلم وغير المسلم لاهتمامهم اليوم بهذا الجانب والانصباب فيه . وأخيراً إننا كمسلمين عاملين في حقل الدعوة المحمدية يناط بنا دور ،وواجب ديني ،وأخلاقي ، وإنساني كذلك تجاه (برسن) شخص النبي صلى الله عليه وسلم لإبراز الطابع الجميل الذي هو أساس الدين ، ونشره وذلك امتثالا لأمر النبي علية الصلاة والسلام في مقولته (بلغوا عني ولو آية)...