لقد سمعنا بالأمس تصريحات السفير الأمريكي التي عبر كل أبناء الجنوب عن الأسف لسماع مثل تلك التصريحات التي لم تكن موفقه لا بمضمونها ولا بتوقيتها واليوم نسمع كلام لا يمت للواقع بصله من السفير الألماني وربما نسمع غدا غيرهم كلما اقتربنا من موعد ما يسمى بمؤتمر الحوار اليمني. وأعتقد بان هذا تعبير عن رأي تمليه الوظيفة وليس له أبعاد ترتبط بحقائق الأمور فهؤلاء كلهم موظفون دبلوماسيون ولديهم خطوط عامة حتى وإن كانوا سفراء لأعظم الدول وهو خطاب متغير بتغير المصالح .. وما سمعناه من السفير الألماني هو رأي الدبلوماسية الألمانية وهو رأي متشدد ضد أي شيء اسمه انفصال وقد سمعناه من نائب السفير حينما كان في واشنطن قبل أن ينتقل إلى صنعاء وربما هي عقده ألمانية ونستطيع أن نتفهمها ولكن هناك رأي آلماني آخر سمعناه أيضا من كبيرة القوم في ألمانيا كتعبير عن ما رأته في الواقع وبالذات بعد مهرجان ثلاثين نوفمبر وهو ابسط من ما شاهدوه في الواقع يوم 13 يناير والرأي الأول والأخير هو للشعب الجنوبي صاحب الأرض والكلمة الفصل في ما يريد إيصاله والوصول إليه.
سمعنا السفير وهو يتحدث ناصحا الجنوبيين بالاشتراك في مشاريع لها ارتباط باليمن ونحن سنقول لسعادة السفير حتى ولو فرشوا الأرض بورود يستوردوها من ألمانيا لن تنطلي على شعب الجنوب أية لعبه بعد اليوم.
فليس هنالك بديل أمام استعادة الجنوبيون لوطنهم ويستحسن الإنصات لهم. أما ما يتعلق بورقة إيران والبيض فالأفضل لهذا السفير وقبله السفير الأمريكي أن ينصحوا عواصمهم لفتح باب الحوار المباشر مع الرئيس البيض وقوى الحراك وهنا سيتأكدون بأنفسهم إذا كان الرئيس البيض أو قوى الحراك أو أي فريق جنوبي آخر له صله بمشاريع إيران أو غير إيران.
وفي الوقت الذي يقوم الرئيس هادي بترتيبات أو إن صح نسميها ترقيعات عملية قبل مؤتمر الحوار تطمئن الجنوبيين بان الأمور ستمضي لصالحهم كما قال سعادة السفير الألماني وهنا عليه أن لا ينسى أولا بأن الرئيس عبدربه منصور جنوبي ، فإنه في الوقت نفسه يتم الطرد الجماعي لشباب الجنوب من المؤسسات العسكرية وبصوره عنصرية مقيتة ومهينة تماما كما عمل الرئيس المخلوع مع الكوادر الجنوبية في القطاعين العسكري والمدني منذ اليوم الأول الذي أحالوا ما يسمى بالوحدة إلى احتلال واعتقد بأننا لن نسمع ولن نشاهد لا السفير الألماني ولا السفير الأمريكي ان يتطرقوا لمثل هذه الأمور لأنها ستحرجهم وتتعارض مع الخطاب السياسي لحكام صنعاء تجاه الجنوب والجنوبيين.
نحن على ثقة بان الأوضاع تتغير وأن الأمور بعد زيارة وفد مجلس الأمن وأيضاً بعد عقد مؤتمرهم الحواري بدون الجنوب ستخلق مفاهيم سياسيه جديدة وسنسمع تصريحات مختلفة تماماً من السفيرين المحترمين لأن الواقع في الجنوب سيفرض نفسه على الجميع.