اصيب الشاعر العامي منصور عشال رحمة الله عليه بمرض الجدري .. في بداية الخمسينات .. (امصالط)بتعبير البدوان من ريف ابين .. ويستطرد ابن عشال المنصور .. حيث يقول كنت تحت الحجر في دشمه لاتتسع إلا لشخصين .. وبعيد من القرية خوفا من إنتشار العدوى .. وقد انتشر الجدري في جميع اجزاء جسدي .. ومع الهزيع الاخير من احد الليالي اقبل علي شخص من المشرق .. حينما راء جذوة النار تشتعل .. امام كوخي .. وقبل ان يقترب مني اخطرته .. أنني مصلوط وعليه الإبتعاد عني .. فلم يكترث الرجل لتحذيري .. ودلف علي وجلس قبالي .. وحسب العرف القبلي تعلمته .. وقلت علومك وايش اخبارك وايش جابك .. الا تخشى على نفسك من الهوام والحيوانات المفترسة ... واجابني ما علم اخبار خير .. ولقد مررت عليك بسبب رائحة الرشبه ... أي المداعه .. ولقد مررت على الرياض بربوة ... وانا رجل من المشرق عولقي ... وشدت خيول العوالق ليتني عولقي ... انا من بيحان القصاب .. ولنصاب مبغاك من حالي .. بغيت لك ميج حربية .. بغيت بيحان والضالع .. مكتوب ميم الشمالية .. يقول بن عشال وبن صائل المنصور استأنست بالرجل .. وتسامرنا وفرحت بوجودة ايما فرح .. وحمدت الله أن العناية الإلهيه قد ارسلت لي هذا الرجل .. وقلت ياصاح الا تخشى على نفسك من مرض الجدري .. فقال لا عليك بأسا يااخي .. فقد اصبت بهذا المرض منذو عشرات السنين .. حينما انتشر في منطقة حريب المحاذيه لنجد مرقد والعين وبيحان ياعز رأسي ... ثم اخذ الرجل يصلطني ويفقس حبوب القيح من وجهي ورقبتي .. ولم ارى مثيل له في حياتي من حيث قوة التحمل والصبر والبأس رجل وحش وأن شئتم فقولوا عنه جمل .. اخذ ينادمني وتبادلنا الاشعار .. بعدما عمر المداعه واخذ الدخان ينطلق في ارجاء .. الدشمه الضيقه .. ومما قاله الرجل لي وبلهجة العوالق وقد راقت لي ولن انساها طول ماحييت ... حيث يقول ياذيه انت عيد المهردات .. سيأتي عليكم زمان ..حكومة هاش باش من سلم فيها عاش .. يقتل الانسان بدون سبب ولايدري لماذا يقاتل وعلى ماذا يقتل .. ثم يأتي رجل من المشرق اسمه علي .. يمتطي حصان اقرح .. ويحط الرحال بمدينة عدن ... ويعم السلام في ظله .. ويعمر البلاد ويصلح احوال العباد .. ينشر العدل والسكينة حتى تتصاحب النعجه مع الذئب .. يطلق الاطيار ويزرع الاشجار .. ويجعل من البلاد واحه خضراء ..ويتمنى الشايب ان يرجع شباب .. فهل يتحقق ذلك ام هو من اساطير الأولين ...؟!