من عام الفيل ونحن نعيش هذه الصراعات الدينية والفئوية والمناطقية والقبلية ولم نخرج إلى واقع يعلن فيه حقيقة لهذا الصراع وذاك الخلاف أو نعرف اسبابه ومسبباته وحتى ابرهة الحبشي عندما احتل اليمن أراد في العام نفسه غزو الكعبة المشرفة وفكر كيف يتم اجتياح مكةالمكرمة لضمها إلى امبراطوريته استعان بمثل هؤلاء القوم الغجر الذين وحتى اليوم يتآمرون على بعضهم البعض سياسياً وفئوياً وقبلياً ومناطقياً وطائفياً وهم من الذين صنعوا لنا في القديم والحديث صراعات وخلافات مبوبة وعقمية وصلت نيرانها إلى كل بيت في الجنوب ومن ثم عادت عليهم واليهم حيث شتت ديارهم في الشمال وقضت على تجمعاتهم وهدمت امبراطوريتهم التي بنوها بعد طرد أبرهة وأعوانه من اليمن والأتراك كذلك وهذا يعود إلى جهلهم المدقع وثقافة الإنسان الأول ولقد كان لرب العالمين سبحانه وتعالى وجهة نظر اخرى فيهم فارسل عليهم طيرا أبابيل من السماء تقصفهم وتفرقهم وحولتهم الى اشلاء الأمر الذي أفشل مخطط أبرهة الحبشي وهزم جيشه على أبواب مكة المشرفة في أرض الحجاز علما بأن من كانوا دليل لهذا الجيش الغازي والمعتدي وقائده ابرهة هم وسطاء من المسلمين من المنطقة في الحجاز ومن أهل اليمن في الشمال المرتزقة وقاطعي الطرق ومن الذين تاريخهم معروف ملبد بالدس والخيانة. لكن كان لله سبحانه وتعالى أمر اخر عندما أرسل عليهم حسبانا من السماء وكيف دمرهم وكسر شوكتهم وعادوا مديرين خاسرين خاسئين و مهزومين إلى صومعتهم صنعاء ثم ظلت مسيرة الإسلام رافعة راية الحق المبين في مكةالمكرمة والمدينة المنورة ساطعة البياض والنور وانتصروا رجال حماة الإسلام وظلت الكعبة وأرض الحرمين الشريفين ومهبط الوحي شامخة بأذن الله حتى يومنا هذا . أما نحن هنا في الجنوب لازلنا نعيش تلك المراحل الغابرة ونتعايش مع تركة التخلف والجهل الثقيلة ومع تراكمات المراحل الماضية ولم نصل الى مصاف ثقافة الشعوب والأمم المتحضرة التي تخلصت من الاستعمار الغازي الذي غادر مكسور شوكته وبرغم ثقافتنا وعلمنا النقي كشعب جنوبي اصيل وادراكنا بكل ما يدور من حولنا إلا أننا نسلم أمرنا إلى اشرارنا ونسمح بوصول الغزاة الجدد إلينا الذين فرضوا علينا سلطتهم والتعامل معنا من خلال ثقافتهم المبتورة حيث اقروا علينا اسلوب جوع كلبك يتبعك من خلال تغذية نصف المعدة وعن طريق أحزاب متنوعة حاقدة فهل نحتاج إلى معجزة تنزل علينا من عند الله ممثلة بطير الابابيل تقضي على كل القوى المتآمرة على الجنوب وشعبه وتمكن هذا الوطن العزيز والغالي من حقوقها التي شرعها الله له كبقية الشعوب في المنطقة وفي العالم الآخر التي تعيش حالة الأمن والاستقرار والرخاء والنماء والتقدم وعلى صعيد كل المعمورة والى متى سيظل هذا الوضع وكل من أراد لنفسه مكون سياسي تأمري مرتبط بأجندات خارجية بث سمومه ويعمل ضد شعبه ووطنه ويسجل موقف لصالح اعداء الجنوب متحف علم وراية الجنوب كذبا و تدليسا ونصب واحتيال معطلاً أي تحرك حقوقي لأبناء الجنوب نحو تحقيق اهدافهم السامية وللاسف هناك في الجانب الآخر من يقدم الدعم والمساعدة لهؤلاء الخبثاء لكي تبقى حالتنا كما هي معلقة في الهواء وتحت رحمة الدور الأممي الوسيط الفاقد لهيبته ودورة ومكانته والذي يتعامل بمكيالين مع قضايا الشعوب المظلومة والمندقة والمسحوقة لقد طفشنا من المكونات المفرخة ولم يعد لدينا ذرة استيعاب لا أي دور سياسي يقول بأنه يعمل لصالح الجنوب أو يرفع على طاولته علم الجنوب وصورة زعيمه أو رئيسه نعم أننا بحاجة إلى عاصفة تتلف كل الحقراء والمتسلقين والمهرجين والمطبلين وأصحاب الأدوار الصفراء والذين يمتلكون وسائل إعلام صفراء تزور الحقائق والأحداث لصالح الداعم والممول الخارجي فهل من صحوة حقيقية لهذا الشعب الجنوبي الذي يكابد كل دقيقة من أزمة .. يوم قطع عنه مواد النفط والغاز والكهرباء وعدم الحصول على المياه النقية وتاخير الراتب وتفجير مواسير المجاري وعدم توفر وسائل النظافة وكل يوم يمتون المئات من مرض الكوليرا الفتاك بالبشر من أطفال وكبار دون توفر لعلاج اللام .لقد أصبحنا مضحكة لشعوب المنطقة وحكوماتها المتعاقبة الذين يغيبون أدوارنا الحية ويرفضون علينا تقرير المصير سلميا ونبقى تحت سيطرة الشيطان الشمالي أو اننا قاعدة وداعش اذا رفضنا وجودهم او شماعة يعلل عليها فظاعة ممارستهم في الجنوب وتبرز صحة أدوارهم المشبوهة أمام الجماهير ودول العالم وول في الإقليم محبة للسلام . لقد تحملنا كثيرا وعانيت أكثر ودفعنا غاليا الثمن من دم فلذات اكبادنا واعز احبائنا ويأتي اليوم من يسرق انتصاراتنا متناسيا أدوار شباب الجنوب في الجبهات وعلى ساحات القتال في الأرض الجنوبية الخلية متى نتخلص من صراعات الأباطرة على ثرواتنا وارضنا وتمييع أدوارنا وتحية لشعب الجنوب المناضل الصلب.