تقرير / عبد الله جاحب: بدأت تلوح في الأفق بوادر التحسن الاقتصادي, وأضحت ملامحه ومعالمه تعجل في رسم خارطة جديدة, قد ترمي بظلالها في قادم المرحلة على التقاط الأنفاس في سوق "الريال" اليمني, الذي أصبح وخلال تحركات أولية إذا استمرت دون منغصات أو خلق عقبات بدأت لبزوغ خروج الريال "اليمني" من الموت السريري, وانتقاله إلى حياة التعافي في الأسواق وبورصة العملات والأسواق الاقتصادية. بعد عمليات ترقيع وحقن ومخدر مؤقت, يبدو أن الرئيس هادي وضع واستخدم آخر العلاجات لتعافي الاقتصاد اليمني, باستخدام "الكي", وذلك من خلال تعيين حافظ معياد محافظا للبنك المركزي اليمني في العاصمة المؤقتة عدن. قد يختلف الكثير وفي جزئيات معينة مع تعيين "هادي" لحافظ معياد ولكن يجتمع السواد الأعظم في عالم الاقتصاد اليمني على الفكر "الاقتصادي" الذي يمتلكه الرجل وحجم الخبرة الإدارة والعقلية الاقتصادية التي يتمتع بها والكم الهائل من القدرات والعلاقات في سوق المال والاقتصاد. تحركات معياد منذ بداية التعيين تبشر بالخير, وترمي بظلالها على الريال اليمني منذ الوهلة الأولى, وقد يكون الرجل صاحب دراية ورصيد كاف بخفايا ومكامن الضعف والقوة في السوق المحلية للاقتصاد اليمني, ولديه تفكير وعقلية عميقة في كيفية اعتلاء الريال اليمني وإعادته إلى مكانته وموقعه, وتوفير المناخ والظروف الملائمة والمناسبة للاستقرار الاقتصادي وتردي وانهيار الريال الذي يعصف ويعود بشكل سلبي على أوضاع الناس المعيشية في حياتهم اليومية. فهل ينجح معياد ويكون في الميعاد مع الاستقرار الاقتصادي واعتلاء الريال منصات الشفاء والعافية, ويكون آخر الحلول الاقتصادية في حكومة الشرعية.
كيف تحول من مستشار إلى منقذ ؟! حافظ فاخر معياد، من مواليد 1965م، مديرية بيت معياد، محافظة صنعاء. عينه الرئيس هادي في اغسطس 2018 رئيسا للجنة الاقتصادية، التي لا يزال يترأسها، وقد شكلها هادي لمعالجة الأوضاع الاقتصادية المنهارة، وإنقاذ العملة المحلية من التدهور. وعمل في الفترة من 2001 حتى 2003 م رئيسا لمصلحة الجمارك بالجمهورية اليمنية، ومن ثم تم تعيينه رئيساً لمجلس إدارة بنك التسليف التعاوني والزراعي الذي كان في حينها ونظراً لتدني مستوى ارباح البنك وانعدامها تماما في السنوات التي سبقت تعيين حافظ معياد رئيسا له فقد كان من المقرر ان تقوم الحكومة باعتباره بنكا حكوميا بإغلاقه وتسريح موظفيه، غير أن معياد استطاع ان ينقذ البنك بل ويجعله أفضل بنك على مستوى اليمن، وبعد قيام معياد بالوصول بالبنك إلى المراكز المتقدمة من حيث الجانب الاقتصادي والإداري لذلك كان من الشخصيات المقربة من صالح نظرا لما حقق من نتائج متقدمة. ثم عينه صالح في نهاية العام 2010 مديراً للمؤسسة الاقتصادية اليمنية التي كانت قبل وصول حافظ معياد لإدارتها من أكبر المؤسسات الحكومية عرضة للفساد الإداري ولم تتح للرجل فرصة في العمل رغم البداية الأكثر من رائعة التي بدأ فيها معياد بتفقد أوضاع الموظفين كعادته مدشناً العمل بالمؤسسة والذي توقف بفعل الأزمة السياسية التي تعرض لها اليمن. تلك التركة والارث من الخبرات الاقتصادية والعقلية التي عاصرت متقلبات وأزمات الاقتصاد اليمني, جعلت من حافظ معياد تحت أنظار الرئيس هادي, الذي استعان به في مرحلة حرجة ومستعصية مر بها الاقتصاد اليمني وانهيار شبه كلي للريال اليمني, تلك الظروف عجلت بتعيين حافظ معياد على رأس لجنة اقتصادية شكلها الرئيس هادي, وكان معياد مستشارها وحامل نبراس أملها وأحلام وامنيات النجاة من الغرق الحتمي للاقتصاد اليمني. لم يمض وقت طويل, إلا والرجل أصبح يدق نعش الفساد في أروقة ودهاليز البنك المركزي في العاصمة المؤقتة عدن, حيث أعلن عن عملية فساد مذهلة ومخيفة في أروقة البنك المركزي اليمني تقدر بحولي (9) مليارات ريال يمني, تلك المعلومات دقت نواقيس الخطر في أعلى هرم الحكومة الشرعية, واحدثت ضجة في الشارع الاقتصادي , وكشفت أكبر رؤوس الفساد في أروقة ودهاليز البنك المركزي اليمني, واحدثت حالة الطوارئ في مقر حكومة الشرعية في العاصمة السعودية الرياض. تلك الملفات التي فتحها معياد عجلت بمحاولة تدارك الأمور, ولملمة ما تبقى من الأنفاس الاقتصادية والاستعانة بحافظ معياد محافظا للبنك المركزي اليمني في العاصمة المؤقتة عدن, ويتحول معياد من مستشار إلى منقذ تعلق عليه الآمال والامنيات الاقتصادية لإرساء السفينة الاقتصادية في بر ومرسى وشواطئ الأمان.
هل يستطيع كبح هوامير العملة ؟! شهدت العملة اليمنية في الآونة الأخيرة وتحديدا بعد حرب صيف 2015 م انهيارا وهبوطا مخيفا, وتستحوذ على السوق المحلية مجموعة من هوامير "الريال" وتشكل شبكة من المافيا المالية تتحكم بصرف الريال وتستحوذ على السوق المحلية من التحكم بصرف البيع والشراء للعملات مما أدى إلى عدم استقرار واضطراب وانهيار وسقوط مدو للريال اليمني أمام العملات, كل ذلك انعكس سلبياً على دخل المواطن, وساعد في تدهور الأوضاع المعيشية وأدى لارتفاع جنوني في المواد الغذائية الضرورية للمواطن. إن عملية انهيار الريال واضطراب وصعود الصرف في البيع والشراء للعملات وغياب الرقابة وانتشار قطيع مذهل ومخيف من مراكز الصرف في السوق المحلية من أولويات حافظ معياد, وقد باشر بخطوات من شأنها كبح تلك الهوامير المالية, حيث أن عملية التوقيع على اتفاقيات في العاصمة الرياض في الأيام الماضية تقضي بتحويل مرتبات القوات المشتركة إلى العملة السعودية وإيصالها إلى البنك المركزي ثم تحويلها إلى الريال اليمني تساعد أولا على عملية استقرار الصرف, وتحد كليا من عملية التلاعب في الأسواق بصعود الصرف في البيع والشراء وكانت ضربة قاسية موجعة لهوامير العملة في الأسواق المحلية. فهل يستمر حافظ معياد في توجيه ضربات موجعة لهوامير العملة ومافيا الأسواق المحلية, ويستطيع كبح هوامير الأسواق المالية بعد صيف عام 2015م.