طفت مساء الجمعة بسوق لودر الذي يشهد حِراكاً تجارياً ونهضة عمرانية ليس لها مثيل،تجولت هنا وهناك، وأرتحلت من مكان لآخر،ومن مركز تجاري ومحلٍ لآخر.. كعادتي أجد في التجوال متعة لاسيما في شهر رمضان المبارك، لغرض إقتناء حاجيات العيد والترفيه عن النفس واللقاء ببعض الأصدقاء في السوق.. طفت ويالتني لم أطف، فلم يدر بخلدي أن جولتي هذه ستكون مؤلمة لي وقاتلة، وأصابتني (بمقتل)،فرغم هذا الحِراك التجاري الغير معهود إلا إن هناك مايعكر صفوه،(وينقص) علينا حلاوته، ويجبرنا أن نتأفف ونتألم،ليس لأحوالنا التي أوصلتنا إليها الحرب الطاحنة وحرب المصالح،ولكن لأولئك الذين بعد أن طحنتهم (رحى) الحرب لاتزال تطحنهم رحى الأسعار وجنونها.. تألمت وربي لحال أولئك الذين لن يستطيعوا مجاراة هذا الغلاء (الفاحش) والغول المخيف الذي ينهش في أجسادنا إلا أن البسطاء أكثر (تضرراً) ومعاناة وعدم مقدرتهم على الوقوف أمام (طوفانه) المميت.. بربكم أيها المتناحرون الظالمون أجيبوني، كيف لبسيط لايملك (راتباً) ولا مصدر دخل أن يسد حاجة أسرته من الأكل والشرب والمتطلبات الأخرى،ناهيك عن كسوة العيد التي لم نستطع نحن المقتدرون أن نوفرها فكيف بهم؟ بربكم أجيبوا كيف لطفلٍ يتيم معدم أن يحلم مجرد (حُلم) بلباس العيد الجديد وأسعاره تجاوزة المعقول واللأمعقول وكل (فيوزات) أدمغتنا،وباتت تناطح السحاب وتعانق أصحاب السيادة والفخامة وممن يأكلون بكل أيديهم وأرجلهم..؟ أجيبوا أيها الزائفون، يامن تلتحفون الوطنية والهوية والإنتماء وأنتم تطعنون الوطن في (خاصرته) كيف لرب أسرة يعمل (حمّال) أن يُسعد أطفاله ويفاخروا بلباسهم منظرهم أمام أقرانهم، هل فكرتم في تلك الدموع التي ستنحدر من أحدهم وقد حُرموا من لذة العيد وفرحته التي (قتلتموها) في دواخلهم.. كفاكم عبثاً بالوطن فهناك من تطحنهم الحرب (طحناً) وتقطّع أمعائهم،وتقتل فيهم معنى الحياة وتسلب منهم طفولتهم وكل جميل تجيش به صدورهم الغضة الصغيرة.. يا أيها المتناحرون ألم تمتلئ (كروشكم) بعد، ألم تكتظ خزائنكم بعد،؟ أفيقوا وكفاكم فالأسعار والحرب قد أنهكت البسطاء..