في مثل هذا اليوم من عام 90م 21 مايو تم اعلان الوحدة الاندماجية بين جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية وكنا جميعنا في الجنوب نتفاءل الخير والعدالة والامن والاستقرار. ولكن ما صدمنا به في ما بعد ان الوحدة لم تكن لما كنا نطمح به ولكنها كانت وحده سياسيه ويهدف كل طرف من الاطراف السلطوية في الدولتين الى ابتلاع الطرف الاخر . فالأخوة في الحزب الاشتراكي كانوا معلقين الامل على تيار الجبهة الوطنية (حوشي) بانهم عبرهم سيقضون على الحكم الكهنوتي الرجعي في صنعاء وخذلوهم عند الجد . وبدأوا يستبدلون هذا الحكم بالحكم الاشتراكي. وفي نفس الوقت كان علي عبدالله صالح وحزب المؤتمر يعدون العدة لتقليص نفوذ الشركاء الاشتراكيين وقاموا باستهداف الاشتراكيين بالقتل المقيد ضد مجهول ومن هنا ازدادت هوة الخصومة بين الشركاء واتسعت . واجريت عدة محاولات لتقريب وجهات النظر بين الخصوم السياسيين النافذين في السلطة ومن ضمن هذه الجهود وثيقة العهد والاتفاق التي تم توقيع الطرفان عليها في الاردن والتي تم افشالها قبل ان يجف حبرها . وبذات الامور تخرج عن السيطرة ومنطق العقل وبدا كل طرف يحشد قواته واندلعت الحرب الظالمة والتي اعلنها عفاش في 27ابريل 94م في عمران ضد اللواء الثالث التابع للاشتراكي وتم تعميد هذه الحرب بالتشريع لها بفتوى اجراميه من قبل الزنداني والديامي بعض الزنادقة المدعين بانهم علماء دين واطلقوا فتواهم الشهيرة على شعب الجنوب بأكمله بانه شعب شيوعي ووجب قتل كل هذا الشعب وسبيه وكأننا من كفار قريش ولسنا مسلمين وهؤلاء المفتون هم بعيد كل البعد عن الدين الاسلامي الحنيف. وبعد هزيمة الاشتراكي في هذه الحرب قامة قوات الغزو الشمالية بارتكاب ابشع وافظع الجرائم ضد ابناء الجنوب سلب ونهب وحرمانهم حتى من مصادر ارزاقه في الوظيفة العامة والقتل والاخفاء والترهيب حتى شعرنا باننا تحولنا الى غرباء في بلدنا وهولا كل يوم يزداد استبدادهم ويزدادون هجمه وبهرره وهمجيه وزعيق بأصوات كأصوات الحمير . وبدانا نعيد ترتيب انفسنا سياسيا عبر موج وحتم وتاج واللجان الشعبية وبدانا التوعية برفض هذا الاحتلال الهمجي واخرجنا في 7-7-2007م ثورة شعب الجنوب التحررية المباركة (الحراك الجنوبي )السلمي وتحولت هذه الذكرى في قلب كل جنوبي الى ذكرى شؤم مؤلمه دفع بسببها شعب الجنوب اكبر التضحيات الجسيمة . واعتقد ان هذه الذكرى المشؤومة لم تكون عند اي جنوبي الا عباره ذكريات اخطاء من الماضي المؤلم ولا اعتقد ان عاد لهده الوحدة وجود الا في نظر من لا يمسه الظلم والقتل والدمار والارهاب في عهدها وهم الشماليين فقط .