لا أدري ما مبرر الحملة المغرضة التي يتعرض لها شخصية وطنية بحجم علي سالم البيض من قبل كتاب ووسائل إعلامية تقف في جبهة شديدة العداء ليس للبيض فحسب بل على كل جنوبي أعلن جهارا عن موقفه من مشروع سياسي (الوحدة) كما يسمونها. وهي في حقيقية الأمر أسقطت في 7 يوليو 1994م بإعلان الحرب على الجنوب وأضحى الجنوب من حينها واقعا تحت الاحتلال باعتراف كبار جنرالات صنعاء؟ من حق الجنوبيين ان يطالبون البيض الذي مثل الجنوب في توقيع الوحدة ان باستعادة دولتهم طالما وصلوا إلى قناعة بأن الوحدة التي تنازلوا عن دولتهم من أجلها لم تعد تعبر عن مصالحهم ... أيش المشكلة ؟؟ الأمانة التاريخية تقول أن شعب الجنوب خرج يطالب بدولته قبل خروج البيض ومن يجهل ذلك ننصحه باطلاع على ملف فيديو مصور لفعالية المتقاعدين العسكريين الجنوبيين التي أقيمت بساحة العروض في 7 يوليو 2007م في مدينة عدن . فالذي لا يعرف أرث النضالي الوطني لقائد جنوبي ينتمي إلى منشاء قومي أصيل منذ سنوات شبابه الأولى الذي خرج عن المألوف العائلي مخلفا وراءه الهدوء اللاثوري في حضرموت إلى ردفان فاتحا الشرارة ليصبح قائدا لكفاحها المسلح ، وصوره يحتفظ بها السيد (همفري تريفيليان) قائد الجيش البريطاني في مستعمرة عدن فترة الكفاح المسلح كأحد الذئاب الحمر المتنقلة من ردفان الثورة ... يحاول الكثير من الحاقدين الأنتقاص من شخصية لعبت دورا لا يستهان به في تأريخ الحركة الوطنية اليمنية المعاصرة .. يتكئ الأستاذ علي سالم البيض على جدار التأريخ الذي سنصفه التأريخ الذي ستكتبه الأجيال والمحايدون وليس الذي يكتبه المنتصر وزبانيته . نعم يعرف القاصي والداني أن البيض ليس متقلبا لانه لو كان كذلك لكان مازال يتواجد بيننا يفتتح المشاريع متخليا عن مشروع الدولة اليمنية الحديثة المنشودة كما حملتها برامجه الوطنية الانقاذية غير انه اكتشف حقيقية واحدة اجمع عليها كل الشرفاء في شمال والوطن وجنوب ان القوى المتنفذه بتحالفاتها القبلية والعسكرية لا توجد لديهم قناعات بقيام دولة مدنية حديثة تسودها العدالة والمساواه وهو ماجعل البيض ورفاقه يصطدمون بعراقيل لا حدود لها تناهض المشروع الذي يحملونه الجنوبيين من البدايات الأولى لمشروع الدولة الموحدة المعلنه في 22 مايو 1990م . وأثبتت حقيقية هذا التوجه لدى حكام صنعاء الفعلييين فترة حكم عائلة (صالح) ومابعدها إلى يومنا هذا اتجاه اعاقة مشروع الثورة الشبابية والعراقيل الذي تواجه مشروع المبادرة الخليجية بسب تراكمات وموروث تركيبة المؤسسة العسكرية المنقسمة ومراكز طرفي الصراع والنفوذ. فإذا كان هناك من بعد أستراتيجي لقوى الثورة في الشمال لضمان نجاح اهدافها يجب عليها تسهل للجنوب قيام دولة مدنية بجوارها التي بالتأكيد ستكون عامل رافد ومساعد على تعزيز بنية قوى الثورة في الشمال وداعمة لأهدافها ومنطلقات مشروعها السياسي المدني المنشود بعيدا عن مخارج ومسارات التسوية السياسية التي حيدت الهدف الذي قامت من اجله الثورة وهو ليس تفكيك بنية النظام العائلي وحسب بل المشروع المعادي للدولة المدنية الحديثة.