عدن تغرق في السيول، وتتلوث بمياه المجاري التي اختلطت بمياه السيول وشكّلت مستنقعات عظيمة، مهددةً سكان المدينة الجميلة بأمراض وأوبئة فتاكة ما لم يتم تدارك المشكلة برمتها. ولكن هذا ليس ذنب المحافظ أحمد سالم ربيع علي.
المحافظ سالمين تولى مقاليد محافظة عدن منذ فترة بسيطة، ولا يمكن لعاقل أن يحمله مسئولية فشل أنظمة وحكومات وسلطات محلية سابقة تولت حكم عدن ولم تؤسس لبنية تحتية صحيحة من حيث شبكات المجاري وقنوات تصريف السيول.
ونحن نقول: وهل كل مواطن في عدن في الفترات السابقة ممن يتولون مناصب حكومية وقيادة السلطة المحلية في محافظة عدن ومديرياتها بريئون عن هذه المشكلة وغير معنيين بها؟!
وهل هم أيضاً مسئولون عن هذه الطامة الكبرى التي اجتاحت عدن نتيجة متغيرات طبيعية ليس بمقدور أحد التحكم في أسبابها.
الحقيقة الساطعة أن سالمين ورث تركة كبيرة من المشكلات المتفاقمة في عدن دوماً، والتي تجعله يعمل على مدار الساعة.
ومن يراقب أنشطته عن كثب يجده يومياً في الميدان لا يكل أو يمل منذ تولى قيادة محافظة عدن. ليثبت بذلك أنه ابن عدن البار الذي يرعى مصالحها ويهتم بشؤونها، وأنه المسئول الذي يشعر بعظمة المسئولية الملقاة على عاتقه، ولهذا لا يمر يوم إلا وأحمد سالمين يطوف عدن بمختلف مديرياتها ليتلمس احتياجاتها ويعالج مشكلاتها، وفي ظل ظروف بالغة الصعوبة من الناحية الأمنية. لكنه الابن البار الذي لا يخذل أمه عدن، ويتحدى لأجلها كل الصعاب.
كارثة عدن الحالية تتحمل مسئوليتها قيادة الدولة ومعها دول التحالف التي بيدها أمر اليمن حالياً وتتحكم بكل أموره، وفي مقدمة ذلك النفط. وعليه فهم المعنيون بالدرجة الأساس في حل مشكلة عدن وتشكيل غرفة طوارئ توفر لها مليارات الريالات لعمل خطة شاملة ومتكاملة للنزول ميدانياً ومعالجة المعضلة برمتها. والإسراع في تنفيذ المعالجة، كون الأمر لا يحتمل التسويف أو المماطلة، وقبل أن تحل كارثة الأوبئة الفتاكة، وحينها لن ينفع الندم ولن تُجدي الحلول.
نريد حلاً جذرياً وليس ترقيعاً، فما تعيشه عدن اليوم هو نتيجة لسياسة الترقيع واللا مبالاة السابقة.
عدن تستحق منا أكثر، وتستوجب على قيادة الدولة أن توليها جُل اهتمامها فعلاً لا قولاً، خاصة وهي الآن عاصمة اليمن المؤقتة وقبلة كل اليمنيين، وبالتالي لابد أن يكون الاهتمام بها مضاعفاً.
لا نريد كلاماً مستهلكهاً للإعلام يا شرعية ويا تحالف، فالكارثة تكاد تودي بالجميع، والمواطنون لا يتحملون كل هذا الإهمال وهم في الأصل بحالة يرثى لها نتيجة الأوضاع المعيشية الصعبة التي تمر بها اليمن منذ اندلاع الحرب مارس 2015م.
يا رئاسة ويا حكومة ويا تحالف.. سالمين ليس سوبرمان ولا صانع معجزات حتى تكتفوا بإصدار أوامر وتوجيهات بمعالجة المشكلة دون أن تمكنوه من المال اللازم والمعدات الكافية.
الشعب يعرف إمكانيات السلطات المحلية ويتيقن أن كل الأمور مرتبطة بكم، وبالتالي لن ينخدع بتصريحاتكم الإعلامية ولن يعفيكم من المسئولية.
أنتم المسئولون عن أوضاع عدن، والمعنيون بتوفير كل الاحتياجات اللازمة لذلك، والمحافظ سالمين معني بتنفيذ ذلك حال توفرها.
أما أن تمنحوه تصريحات إعلامية وتوجيهات خطية فهذا من باب إسقاط الواجب ورمي المسئولية على الغير.