يشكل إعلان الرئيس الأمريكي ترامب مفاجأة كبيرة للداخل والخارج بدعوته للكونجرس الأمريكي اليوم لإرسال قوة أمريكية لمحاربة تنظيم القاعدة في اليمن التي يقصد بها مناطق الجنوب بالإضافة إلى محافظة البيضاء إذ تأتي دعوة ترامب في هذا التوقيت عقب ساعات من إطلاق صاروخ على مطار أبها السعودي من قبل الحوثيين وبعد أيام من ضربات مشابهة استهدفت مطارات ومنشئات حيوية في السعودية والإمارات العربية المتحدة يقابل كل هذا التحول في سياق الحرب الميدانية بين الحوثيين ودول التحالف السعودي الاماراتي أيضاً تصعيد واسع بين دول المنطقة والدول الكبرى المتصارعة أبرزها واشنطن وطهران، بالإضافة إلى اشتداد الحرب الاقتصادية بين أمريكا والصين واتجاه الوضع العالمي بشكل عام نحو صراع آخر وإن كان يشبه ذات الصراع الذي اتخذ من سوريا مسرحا له طيلة ثمان سنوات تقريباً. اليوم وبعد أكثر من أربع سنوات من الحرب بين الحوثيين وخصومهم بمساعدة السعودية والإمارات العربية المتحدة وفشل جميع الجهود التي حاولت الأممالمتحدة القيام بها في اليمن بالتأكيد يدفع حلفاء السعودية ومنهم واشنطن لمحاولة التدخل تحت ذريعة الحرب على الجماعات الإرهابية ولكن قد تكون في حقيقتها تأتي ضمن السباق المحموم للهيمنة على باب المندب وميناء عدن ضمن الصراع الإقتصادي العالمي، لكن يبقى السؤال الذي سيطرحه كل جنوبي وهو اين سيكون وضع الجنوب المطالب بالاستقلال في ظل هذه التطورات الكبيرة والتي قد يتحول معها الجنوب إلى مسرح للصراع الدولي شبيه بما يحدث في سوريا وليبيا وغيرها من الدول التي غرقت في الصراع والعنف؟. كان بامكان الرياض التعاطي مع مجريات الحرب في اليمن من منطلق اخر واستراتيجية أخرى أكثر فاعلية تتمثل في دعم الجنوبيين وتقديم كل ما يلزم من أسلحة نوعية وفاعلة وتتركهم لشن الحرب تحت عنوان قضيتهم الجنوبية المتمثلة لمطالبتهم باستعادة دولتهم المستقلة، وفي نفس الوقت التعاطي مع القوى الخليفة لها في الشمال بمعزل عن الجنوب، لكن الصورة اليوم اتضحت اكثر بدعوة ترامب التي أطلقها اليوم بخصوص ارسال قوات أمريكية لمحاربة تنظيم القاعدة في اليمن والتي نعرف أنه في حال ارسلت واشنطن قواتها فإنها ستتخذ من مناطق ومحافظات الجنوب مكاناً لها ولعملياتها العسكرية القادمة هذا في حين لم تعرف بعد من هي الجماعات التي ستعلن واشنطن الحرب عليها خصوصاً في ظل التداخل الذي أفرزته الحرب ومن هي الجماعات التي ستكون محط دعم الأمريكيين وفي نفس الوقت ستكون هناك أكثر من دولة ستعمل على الدفع بالجماعات المتطرفة الى الجنوب تحت مزعوم الحرب على القوات الأمريكية وغيرها من الألاعيب التي ستفرزها التطورات والمستجدات القادمة.