دائما يتصارع الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي حول ما قدمه الرئيس هادي للبلد عامة وخاصة للجنوب . يرى الكثير ان وجود قوات جنوبية وقيادات في الثورة الجنوبية وانهاء المركزية وسيطرة الهضبة على المناصب وتوظيف اكثر من مائة الف شاب جنوبي في السلك العسكري بكافة مسمياتها بعد الحرب هي ابرز ما قدمه الرئيس هادي للجنوب فيما يقول اخرون الى ان الرجل غادر العاصمة عدن قبل اجتياح الحوثيون وصالح المحافظات بايام وقاوم الشعب من تلقاء نفسه حتى تحرر وعقب ذلك لم يتدخل الرئيس هادي بل كانت الكلمة للتحالف وهو من رشح القيادات وقام بدعمها في حين وقف هادي الى جانب حزب الاصلاح في مواجهة المشروع الجنوبي كما يرى الكثير . سيكتب التاريخ لهادي بأنه الرجل الوحيد الذي وقف في وجه مليشيات الحوثي بمفرده وسط صنعاء . دخل الحوثيون صنعاء وسيطروا على مؤسساتها ومعسكراتها وسلم عفاش المعسكرات وهرب علي محسن دون ان تقاوم قواته كما غادر صنعاء قيادات ومسلحو حزب الاصلاح تاركين العاصمة للمليشيات المدعومة من طهران . حين دخل الحوثي ارتمت القيادات والقبائل في حضن الجماعة وتسلمت الدولة وحاولت وضع الرئيس هادي كرئيس شكلي مقابل حكم الجماعة للبلد . ماذا لو ان هادي وافق على العمل كرئيس شكلي خاصة بعد حصار منزله وتسليم المعسكرات والدولة للجماعة الحوثية ؟. رفض هادي وقاوم القرارات الحوثية بمفرده في صنعاء ورفض كل مطالباتها ولو انه قبل بذلك لكانت اكبر ضربة توجه للمملكة العربية السعودية ودول الخليج وسيكون الحوثيون يتحكمون بالبلد بشرعية وقانون ولن يكون لهم اي تدخل . كان الحوثيون سيسيطرون على المحافظات دون حتى ان يدخلوها فقد اسقطوا العاصمة وخضعت مؤسسات الدولة كلها تحت سلطتهم ولكن كانت اكبر عقبهم لهم هي "هادي". لهادي اخطاء كثيرة ولكن يبقى رفضه قبول الشراكة مع الجماعة الحوثية وسط صنعاء اشجع موقف يمني في التاريخ الحديث . نتحدث عن هذا حين يقول البعض ان لا دور حقيقي لهادي في الحرب ضد المليشيات . في الوقت الحالي لايستطع هادي فعل شيء فالامور خرجت عن سيطرته وبدأت تخرج ايضا عن سيطرة التحالف واصبح القرار دوليا سأنتقد هادي لاحقا عن اي اخطاء ولكن سنقول كلمة الحق فيه وما قدمه . .
