ما إن تم تحرير عدن من مليشيا الحوثي الانقلابية في ال22 من يوليو 2015م ببسالة أبنائها الشرفاء ودعم الأشقاء في التحالف العربي، حتى استبشر الناس بالخير، وتنامى لديهم الأمل في استعادة كل معالم ومرافق الدولة ومؤسساتها، وفي مقدمة ذلك المؤسسات الخدمية التي تأتي في مقدمتها الكهرباء بالنسبة لأهل عدن. عقب التحرير مباشرةً بادرت أطراف كثيرة في الحكومة الشرعية ودول التحالف وبعض الدول الصديقة بصرف الوعود الطنانة والتصريحات الإعلامية الرنانة، بأن عدن ستعيش صيفاً بارداً، وسيتم معالجة كل إشكاليات العجز في الطاقة.
ومع توالي الوعود توالى التعب والألم لدى أبناء عدن، خاصة وبعض الأطراف التي أغرقتنا بالوعود لم تكتفِ بالتصريحات الإعلامية البسيطة، بل صنعت ضوضاء كبيرة تم الصرف عليها ملايين الدولارات، وبما يكفي لبناء عشر محطات كهربائية تغطي عدن والمحافظات المجاورة.
وزادت على ذلك وضع حجر أساس لايزال يتيماً حتى اليوم، وقامت بتوريط وزراء ومسئولين في الشرعية للظهور في فعالياتها الوهمية التي تعِد بما لا يحصل، لتطبق بذلك المَثَل العربي القائل:
(أسمعُ جعجعةً ولا أرى طحينا)
اليوم سكان عدن يصطلون بصيفٍ يشوي الأجساد ويلهب كل ما حولها، ومع ذلك مازالت الحكومة والتحالف أذن من طين وأذن من عجين.
والغريب في الأمر أنهم لا يحركون ساكناً ولا يخجلون من وعودهم الطنانة التي تذهب أدراج الرياح كأخلاقهم!!
مئات الاختناقات للأطفال وكبار السن تحدث يومياً، ومع ذلك لم تهتز لهم شعرة!!
الناس لم تعد بحاجة الاستعراضات المسلحة والتصريحات الإعلامية الكاذبة والزوبعة الفارغة. الناس تريد عملاً واقعياً وخطوات جادة وملموسة تنتشلهم من هذا العذاب.
حتى ولو بالطاقة المشتراه التي يفرح بمناقصاتها المسئولون من أجل الهبر، ويقفون دوماً ضد تأسيس محطات كهرباء كافية لإبقاء باب مناقصات شراء الطاقة مفتوحاً على مصراعيه.
ولا نزال نذكر فضيحة حكومة باسندوة حين كانت توعز بشراء الطاقة لشقيق وزير التخطيط، ليذهب ريعها بعد ذلك لتمويل الجماعة التي استبدت بالقرار الرئاسي وباتت تُحِكم سيطرتها على كل مفاصل الدولة.
يا هادي.. يا تحالف.. يا معين
قليلاً من الخجل وبعضاً من الضمير، فعدن لا تستحق منكم هذا النكران والبقاء في موضع المتفرج وهي تلتهب بدرجة حرارة لا يتحملها البسطاء ممن لا يملكون قيمة مولدات ولا طاقة شمسية، ولا يستطيع العيش في ظلها الأطفال والشيوخ.