اربعون سنه على رحيل واستشهاد الرئيس سالم ربيع علي ..اربعين سنه فهل عقمت نساء اهل فضل ان ينجبن مثله .. وهل طوى احلامنا الغيبه… وهل مات الغرام ..سالمين حديث الذكريات وقد كانت تسير به الركبان ..وتتحدث بعدله قبائل اليمن والعربان… ويانود نسنس من قدا العربان خبرنا ..كيف استوت حالاتهم من بعد ماسرنا .. تحضرني الذاكرة من منتصف السبعينات من السنين الخوالي… حين نشب عراك بين بنت الرئيس سالمين وبنت مواطن ..كانت خزانة بنت سالمين تبلغ من العمر اثناعشر ربيعا ..ومن ذا الذي لايهزه الربيع وازهارة والعود واوتارة .. كانت خزانة بنت سالمين تدرس بمدرسة التواهي الابتدائية ..في الصف الرابع ..وفي احد الأيام نشب صراع بين خزانه وزميلتها في الصف واشتد النزاع بينهما وببراءة الاطفال تفاخرت خزانة بأبيها سالمين .. قائله الا تعرفين ..بأن أبي الرئيس ليحتدم الصراع والملاسنه على أشدة .. وعلى إثرة تحركة مرشدة الصف إلى المديرة لتستدعيهما المديرة ..لمعرفة سبب المشكلة ثم طلبت من خزانة سالم ربيع علي تقديم الاعتذار لزميلتها ..إلا ان خزانه رفضت ذلك فصرفتهما المديرة وواعده ايهما من انها ستجلس معهما غدا .. وقد صادف ذلك وجود احد المواطنين اجاء ليلتزم على ابنته وقد سمع حديث المديرة مع ابنة الرئيس سالمين وكان هذا المواطن يعمل لحساب امن الثورة ومقرب من ربيع .. فبعث لربيع عن فحوى القصه ومادار بين المديرة وابنته خزانه .. وبعدما علم سالمين بالقصه اتصل في وقت متأخر من الليل بوزير التربيه والتعليم ..ومدير مكتب التربيه والتعليم والوكلاء… ابلغهم انه يريد منهم غدا حضور الطابور الصباحي بمدرسة التواهي الابتدائية .. وبالفعل حضروا جميعهم وعلى رأسهم سيادة الرئيس سالمين ..الذي وقف على المنصه بجانب مديرة المدرسة الاستاذة امينه مسعد… وبعد فقرات الطابور طلب سالمين الإذن من مديرة المدرسة ..ليتحدث ...حيث قال جئتكم اليوم كولي امر ابنتي خزانة لكي التزم عليها واقدم اعتذاري عن مابدر منها من سلوك مشين تجاة المديرة .. تفاجأ الجميع الوفد ومرافقيه والمديرة من حديث الرئيس سالمين… ثم استدعى ابنته للمنصه وكانت مطأطأت الرأس وقد اعتراها الخجل والندم ..ثم طلب منها بحزم ان تقبل رجلي مديرة المدرسة وتطلب منها العفو والسماح ..فتقدمت خزانة وانحنت ثم رنت لتقبل رجلي الاستاذة امينه التي اجهشت بالبكاء والنحيب وبصوت مسموع ..لتحتضن خزانة وتقول فديتك وفديت ابيك زعيم العدل ورفيق الكادحين ..وهنا ينفجر الطابور بالبكاء و بالتصفيق والاعجاب .. الا ليت شعري ان ابيت يوما في ظل حكم وعدل سالمين ..وكلما عاتبوني زاد حبي فيه .. رحل سالمين ..وبالله عليك ياشاب بوس التراب لغبر ..اصله شباب ..من دمهم ذي سال نصنع شراب اسمه شراب الحرية .. بقلم محمد صائل مقط ..