اصدرت مكونات الحراك الجنوبي بيانا هاما في الذكرى الثانية عشر لإنطلاقة الحراك الجنوبي والثورة الجنوبية وجاء في البيان الذي تحصلت صحيفة عدن الغد على نسخة منه تأكيد مكونات الحراك الجنوبي بإن الشعب الجنوبي كان ولازال حليفاً وفياً ومخلصاً لعاصفة الحزم التي دمرت إحلام الغزاة الحوثيين نص البيان كما ورد :
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى :((فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ)) صدق الله العظيم ياشعب الجنوب العظيم في الداخل والخارج,, في هذا اليوم التاريخي المجيد يوم7-7-2019م الذي تحييون فيه الذكرى الغالية على قلوب ثوار الجنوب وهي الذكرى الثانية عشرة لإنطلاقة المارد ..الحراك الجنوبي في ساحة الحرية بخورمكسر من قلب عاصمة التاريخ والنور والمقاومة والثورة عاصمة الجنوب عدن, في هذا اليوم انطلقت طلائع الشعب الجنوبي من المتقاعدين العسكريين والمدنيين والنشطاء السياسيين مدشنين محطة تاريخية جديده شكلت رأس الحربة في مقاومة الإحتلال اليمني البغيض ,إن إحياء هذه الذكرى تحمل معاني عظيمة , فانتم تجسدون فيها أروع معاني الوفاء عندما تنكر البعض لهذا الوفاء, وإنها ليست مجرد ذكرى تحيونها بل تحيون فيها كل معاني الشهادة وتثمنون فيها تضحيات أولئك الشهداء الذين قدموا أرواحهم والجرحى دمائهم رخيصة في سبيلها. تلك التضحيات التي كانت ولا زالت تشكل طاقة لاتنضب ,ودافعاً حقيقياً لمسيرتكم الثورية الخالدة .. وبعد مضي 12 عاماً ,ها انتم لازلتم في الساحات والميادين كما عهدناكم لم تتغيروا ولم تبدلوا مواقفكم ولم تهادنوا , ولم تهرولوا وراء المغريات وكنتم دوماً رهاننا الحقيقي الذي لا نعول إلا على الله ثم عليكم فيه, و نستمد دوماً قوتنا من تضحيات شهدائنا وثبات مناضلينا, ومن وحي صمودكم الأسطوري ايها المناضلون نستمد العزم على المضي قدماً بعد 12 عاما من إنطلاقة البداية. اليوم بتواجدكم هذا, تعطون لهذه الذكرى معاني متجدده ,وتؤكدون تمسكم بالإرادة السياسية الجنوبية التي تم أعلانها يوم 21 مايو عام 1994م يوم إعلان فك الإرتباط تجسيداً لإرادتكم في رفضكم الضم والإلحاق وطمس الهوية الجنوبية ومؤامرة تهدف لإزالة وجودكم كشعب وهوية من جغرافيا المنطقة والعالم. ولتؤكدوا مجدداً تمسككم بشرعية هذا القرار المُستند للإرادة السياسية الجنوبية التي عُبر عنها كخيار إستراتيجي لا رجعة عنه. وفي زمن التحولات الكبيرة والمتغيرات المعقدة نجح الحراك الجنوبي الصامد والمثابر في فرض قضية شعبنا وسنظل نتمسك بها بعيداً عن التحول الى مجرد أداة بيد أي دوله . ونتلمس طريق خلاصنا بحذربعيد عن الوصاية أو الإستخدام المؤقت في لعبة المصالح والصراعات الأقليمية والدولية التي لن تكسبنا قضية بل ستصادر القضية. إن رحلة الحراك الجنوبي كانت رحلة شاقة وصعبة ولكنها هي الطريق الصحيح ,رحلة المعاناة التي ظهرفيها معادن المناضلين رجالا ونساء ,وثبات مواقفهم التي لاتتزحزح ولاتتغير بتغيُر الأحداث والمواسم السياسية الطارئة ولم تستجب للإغراءات ولا للإملآت ,فطوبى لكم ايها الصامدون ,وبوركتم ايها القابضون على الجمر ,نحني لكم الهامات لثباتكم وصلابة وجسارة وشجاعة مواقفكم الثابتة والراسخة رسوخ جبل شمسان.
يا أحرار وحرائر الجنوب,,
لقد مرت الساحة الجنوبية والساحة اليمنية خلال السنوات الماضية بمتغيرات مهمة أهمها إزاحة رأس نظام الإحتلال اليمني المتمثل بالمخلوع الديكتاتور علي عبدالله صالح وحكم أسرته بعد ماسمي بثورة التغيير ,وبموجب المبادرة الخليجيه وعقد مؤتمر مايسمى بالحوار اليمني بصنعاء بموجبها وكل هذه الأحداث كان هدفها واحد ووحيد وهو إحتواء القضية الجنوبية ووأد تطلعات شعبنا في الحرية والإستقلال وإستعادة دولته الجنوبية المستقلة . وتعقدت الأوضاع ودخلت أجنحة نظام الإحتلال اليمني في صرعات المصالح والنفوذ على السلطة والثروة, وأستولى الحوثيون على السلطة وأسقطوا محافظاتهم وصولاً إلى صنعاء بمعونة وتحالف من المخلوع صالح,ولم يكتفوا بذلك, بل قادتهم شرورهم وأطماعهم لغزو الجنوب في عام 2015م , مما دفع بالجنوبيين للمقاومة ,هذه المقاومة الاسطورة المباركة التي زلزلت الأرض تحت أقدام الغزاة الحوثيين والعفاشيين وأجبرتهم خلال فترة وجيزه على جر ذيول العار والخزي والهزيمه وأعادتهم إذلاء الى حدود دولتهم الجمهورية العربية اليمنية بعد تضحيات جسيمه قدمها الجنوبيون. واليوم نرى تخريجات جديده وتأسيس جديد لعودة وإستمرار الإحتلال ومباركة لهذا الغزو عبر مشاريع مغلفة تتمثل عبرتحالف الأحزاب اليمنية القذرة وجلسات برلمان البركاني وإجراءات حكومة معين عبد الملك. وعبر مايسمى بجولات المفاوضات الاممية.
ايها المناضلون والمناضلات,
إن شعبنا الجنوبي كان ولازال حليفاً وفياً ومخلصاً لعاصفة الحزم التي دمرت إحلام الغزاة الحوثيين والعفاشيين ,ولازال الجنوبيون يقدمون التضحيات الجسيمة في كل الجبهات على الرغم من تردي الاوضاع في المحافظات الجنوبية المحررة وعدم الإلتفات اووضع معالجات ناجعه لمشاكلها ,حيث لازالت تعاني من غلاء فاحش للمعيشة و إضطراب الأمن وسوء الخدمات في مجالات الكهرباء والصحة والتعليم وعدم انتظام رواتب الموظفين والمتقاعدين وتدنيها رغم مرور أكثر من 4 سنوات على تحريرها ,ولم يقف التحالف العربي موقفاً واضحاً في الإستجابة لتطلعات شعب الجنوب المشروعة في إستعادة دولته,على الرغم من ان تحالفهم مع الأحزاب اليمنية وواجهات مؤسساتهم العسكرية والقبلية لم يفض إلى تحرير ولو محافظة شمالية وأحدة بعد مضي أكثر من 4 أعوام من عاصفة الحزم. وكانت الفرصة أكثر من مواتية لتقديم نموذج جديد في المناطق المحررة . إن هذه الأحزاب قد أسهمت في خلق دورات من أزمات سياسية وإقتصادية وإجتماعية ومعيشية لاتنتهي حت طالت أدق تفاصيل حياة الناس المعيشية اليومية من الغذاء إلى التنقل لأنها كانت ولا زالت جزءاً من منظومة الإحتلال اليمني..وراعيه ومهتمه فقط بمصالحها الذاتيه البعيده عن أي هم وطني أو إنساني. من كل ماتقدم يظهر جلياً بإن هذه الاوضاع وإستمرار الإرتهان لها لن يفضي إلى أي مخرج يفكك الغازها. وعليه فإننا ندعو دول التحالف العربي إلى إعادة قراءة حقائق الواقع اليوم كماهي ووضع الحلول الناجعة والجذرية لها حتى تسهم في أمن وإستقرار المنطقة ومكافحة الإرهاب وحماية مصالحها والعالم من خلال الآتي:-
أولاً- ندعودول التحالف العربي والجامعة العربية والاممالمتحده إلى دعم تفاوض ندي بين الجنوب والشمال على قاعدة فك الإرتباط بطريقة سلمية وحضارية تجنباً لإراقة مزيداً من الدماء وخلق جولات جديده أو إستمرار الصراع وخلق مزيد من المعاناة للشعبين الجارين بعد أن أثبتت كل التطورات إستحالة فرض الحلول من خلال إستمرار نفس النظام اليمني تحت مايسمى بالوحدة اليمنية التي لم تعد سوى يافطه جوفاء.وأثبتت جولات المحادثات في مختلف عواصم العالم صدق رؤيتنا هذه.
- ثانياً- ندعو دول مجلس الأمن إلى مراجعة مواقفها على ضؤ التطورات المهمة والخطيرةعلى أرض الواقع التي أثبتت بالملموس بإن المضي في هذا النهج القسري المفروض على شعب الجنوب دون الاخذ بعين الإعتبار مصالحه وطموحاته في إستعادة دولته المستقلة , لن يفضي الا الى مزيدٍ من الفوضى وعدم الإستقرار في منطقه هامة جدا وحساسه لمصالح دول العالم.
- ثالثاً - إن الأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية والإجتماعية وتردي المعيشة وتراجع الخدمات وإنتشار الأوبئة وإزدياد البطالة وتفشي الفساد والوصول إلى أسوا حالة انسانية في العالم. أصبحت هي السمة التي طبعت مرحلة ماسمي بالجمهورية اليمنية منذ قيامها وعلى مدى 29 عاماً منذ22 مايو 1990م وإن لا أمل في إستمرار تبنيها.
رابعاً - إن لا مخرج أما م دول العالم في مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحده سوى الإنصات لصوت والإنصياع لرغبة شعب الجنوب المُعبر عنها في الساحات والميادين من خلال 14 مليونية . المتمثل في مطلبه الشرعي في إستعادة الجنوبيين لدولتهم الجنوبية المستقلة بحدودها التاريخية يوم الإستقلال 30 نوفمبرعام 1967م , التي ستُشكل عودتها خير ضمان للسلم والأمن والإستقرار ومكافحة الإرهاب في المنطقة كما كانت في الماضي.
- خامساً - ندعو منظمات الاممالمتحده والمنظمات الدولية والإنسانية إلى إيلاء المزيد من الإهتمام لسكان الجنوب ونقل مقراتها إلى عاصمة الجنوب عدن حتى تكون على مقربة من معاناة شعب الجنوب..
في الختام نتوجه بالتحية والإجلال إليكم يا احرار وحرائر الجنوب بأسمى آيات العرفان لمواقفكم الصلبه وثباتكم وتمسككم بهدفكم النبيل المتمثل بالتحرير والإستقلال رغم كل التآمرات والمصاعب ورغم كل مانال شعبنا من قتل وعنف مستمر وتدمير ممنهج لحياتكم ومعاناة يومية متواصلة وما لحق بأسركم من قهر وظلم وتنكيل..إلا أن كل هذه الأهوال لم تنل من عزمكم أو تكسر إرادتكم أو تغير من معدنكم الأصيل . عهدنا لكم ياشعب الجنوب بأن نظل أوفياء لآمالكم وتطلعاتكم المشروعة,مهما تعاظمت الضغوطات, وصوتاً معبراً عنكم وعاكساً لإرادتكم ,ملتحماً بهمومكم , نفرحُ لفرحِكم ونحزنُ لحُزنِكم , حتى يجعل الله لشعبنا مخرجاً. رحم الله شهداء الجنوب الأبرار وأسكنهم فسيح جناته الشفاء العاجل لجرحانا الحرية لكل أسرانا في زنازين الغزاة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته مكونات الحراك الجنوبي العاصمة عدن:-7-7-2019م