نعم ولولا أحداث 1986 التي غيرت كثير من مسارات المؤامرة والخطط المرسومة ضد الجنوب وشعبه وموقعه وثرواته وارضه والتي كشفت أوراق أمور هامة داخل هيكل السلطة في الجنوب وقد تكون جاءت بالصدفة ولم يقراوها جيداً ممن يسمون أنفسهم القادة الجنوبيون المجربون علما بأن من كانوا يصنعون الأحداث ومسيطرون على مفاصل القرار السياسي الهام ومتواجدون وسط كواليس السلطة في الجنوب وفي المعادلة برمتها هم الشماليون الذين كانوا يديرونها بحنكة عمالة سياسية خارجية وداخلية وإقليمية امتزجت وتوافقت على أن يظل الجنوب معلقاً ومربوطاً بصراعات داخلية أمنية واقتصادية وحتى جهوية وتحت مشروع حظر استخراج الثروات الطبيعية وهذه حقيقة طغت على المشهد في تلك المرحلة وعلى أن يتم تصفية القادة الجنوبيون بداية من قادة الاستقلال وحتى آخر عنصر جنوبي شارك او ساهم في إرساء حالة الأمن والاستقرار في الجنوب وللاسف هذا المخطط الذي تم تنفيذه وبدقة متناهية وكان سيستمر حتى يتم تصفية اخر وطني جنوبي قارع الاستعمار القديم والجديد ولولا أحداث المتغيرات في العالم وأهمها سقوط المظلة الروسية والمعسكر الشرقي بمنظومتها الاشتراكية الكاملة وتبعات التصدع في دور الرأسمالية في الغرب.. وإذا بحثنا جيداً في مسببات ما حدث في الجنوب وما أوصلنا إلى هذه الحالة المزرية هم النزقيون ثم أولاً كيف نجحت أساليب المناكفات السياسية بين الجنوبيون أنفسهم التي زرعوها الأعداء في الجنوب قبل اتفاقية الوحلة وبعد التوقيع عليها وكيف عندما اضاعوا زمام قرارهم وماهو دور القوى التقليدية في الشمال وفي الإقليم التي جعلت من الجنوب ان يستهدف أرض وإنسان وثروة وموقع لانهم يدركون جيداً أن هذه الأصول الثلاث إذا تمكن منها الجنوب واستحوذ عليها سيكون دولة قوية في المنطقة لها شأن كبير قد تغير من واقع المنطقة بكاملها فكريا وسياسياً ومواقف ثم كانوا حينها ايضا لم يقدروا على احتلال الجنوب عن طريق القوة العسكرية أو القبلية أو الطائفية برغم العديد من المحاولات المتكررة التي فشلت وانهارت على أول خط من الحدود الجنوبية ولم تمكنهم حتى كثافتهم السكانية أو قوة مشائخهم الجهوية أن يحققوا أي نصر على الجنوب ولم يتم السيطرة على سنتيمتر واحد لكن ظلت استراتيجية حرب الاستنزاف قائمة وبدعم إقليمي ودولي مكشوف ولقد صنعت الأحداث هزيمة ونكبة للجنوب والسبب قياداته الراكنة على غطاء اسيادهم الروس وحتى تمكنوا أعداء الجنوب من تحقيق أهدافهم الخبيثة حيث انتظرت كثيرا حتى تم وصول أخر فوج من الثوار الاغبياء إلى صنعاء حاملين الجنوب على ظهورهم ويسيرون على أطراف اصابع اقدامهم وفعلا حدث ذلك وعاد الفرع إلى الأصل ومن خلال قنوات رسمية وشعارات وطنية مزيفة قضت على الجنوب واهله وقطعت اراضيه ونهبت ثرواته وحتى اليوم كانت صنعاء قد استعملت سياسة النفس الطويل وفتح صدرها لكل غبي جنوبي وصل اليها ممن كانوا يناضلون زيفا وكذبا ودجلا وخداعا وتطرفا ومنحت لهم القصور والفلل والسيارات والمال وحتى وفرت لهم الملاذ الآمن حتى يصلوا البقية الباقية وفعلا وصلوا صاغرين وانتهت المسرحية باخر مشهد محاكمات واصدار احكام الاعدام وتحت بند الخيانة العظمى والتآمر على الوحدة اي الوحلة ومن هنا دخل الجنوب في دائرة كبير من التهواهان السياسي والعسكري والامني ثم خسر دماء الشهداء من القادة المعاصرين والمقاولون الميامين والسياسيون المخضرمين وخسر الارض والثروة والسيادة وها هو اليوم يرزح تحت هيمنة وسطوة وعنحهيو الاحتلال الجديد وهمجية الثوار الجدد وبلاطجية العصر الحديث وتشكيلات متنوعة من الذين يتعاطون مع الاحداث كلا من وجهة نظره الضيقة. وهناك من يدفع بالأمور إلى الصدام والمواجهة ويدخلون الجنوبيون في دوامة الصراعات والاقتتال من جديد والذي يدفع الثمن هو الشعب الجنوبي الذي لايزال يعيش غفوة النوم الطويلة داعما مؤيدا لمكونات ليست سياسية أو عقلانية في معالجة الوضع العام للوطن والمواطن وانما قيادات هوشلية لايحتملها عقل ولا منطق ولا فهم ولا نريد أن نقوله هنا هو أننا لازلنا نعيش ظروف الماضي القاسي والاليم ولم تستفيد من ماضينا الذي المفروض أن يكون ناصية تفاهمنا وقبلة توجهاتنا وتجمعنا حول وحدة الهدف والمصير والا سيظل الوطن هكذا موغل بالازمات والمشاكل والمستفيد ذيول التآمر كانوا مكونات جنوبية أو أحزاب دينية متعصبة وطائفية عفنة وقبلية طاغية وأحزاب تدعي التقدمية أو أطراف ريدكالية وكلها شمالية . ولن يخرج الجنوب من مربع الاحتلال الفكري والعصبي القديم والحديث وسوف تضيع الثروة وهي الهدف لكل هؤلاء المتصارعين أما الشعب لا احد ينظر إليه يموت جوعا وشتاتا وغربة داخل وطنه ولو لا حكمة الاخ الرئيس هادي ورزانة عقلة كنا اليوم في خبر كان ولا وجود لشمال أو جنوب نسأل من الله له التوفيق في قيادة سفينة الوطن وايصالها الى شاطئ وميناء الامان والله المستعان.