أصدرت جمعية علماء اليمن الموالية للنظام الحاكم بيانا أفتت فيه بعدم جواز الخروج على الحكام، واعتبرته أمرا محرما شرعا سواء كان بالقول أو بالفعل، وذلك في وقت تشهد فيه البلاد منذ عدة أشهر مظاهرات حاشدة للمطالبة برحيل الرئيس علي عبد الله صالح الذي يحكم البلاد منذ 33 عاما. كما أفتت الجمعية في ختام أعمال مؤتمرها العلمي بصنعاء الذي دام طيلة ثلاثة أيام، بحرمة المظاهرات والاعتصام شرعا وقانونا لما تحمله من مخالفات للشرع.وكان الرئيس صالح قد دعا أمس الأربعاء جمعية علماء اليمن إلى بيان الحكم الشرعي تجاه من وصفهم بالرافضين للحوار والسلم والخارجين عن الشرعية الدستورية، في إشارة إلى الثائرين على نظامه من الجيش والشعب.
ودعا بيان صادر عن المؤتمر العلمي للجمعية أبناء الشعب اليمني كافة "إلى الوفاء بالبيعة لولي الأمر، وأكدوا حرمة الخروج على ولي الأمر، وأن الخروج على الحكام محرم شرعا سواء كان بالقول أو بالفعل".
ودعا البيان من سماهم الخارجين عن الشرعية إلى ترك التمترس في المدارس والمنشآت العامة والخاصة، ورفع المظاهر المسلحة من المدن والطرق. في المقابل دعا علماء الجمعية ولي الأمر إلى العمل على إزالة المظالم والتوجيه بسرعة البت فيها.
كما دعا بيان علماء اليمن كافة من وصفهم بالخارجين عن الجماعة من مدنيين وعسكريين، للرجوع إلى وحدة الصف ولم الشمل والوفاء بالعهد، وإلا اعتبروا في حكم الفئة الباغية، وحث الجميعَ على الاعتبار من أوضاع الدول التي قامت فيها ما يسمى الثورات وكيف هي الآن تعاني من انفلات أمني ونزاعات مسلحة، حسب البيان.وتوجه العلماء بالدعوة إلى جميع الأطراف اليمنية لرفع المظاهر المسلحة وتحقيق الأمن والاستقرار والاحتكام إلى العقل والجنوح للسلم والجلوس إلى طاولة الحوار للخروج بحلول للأزمة.
إشادة صالح وقد أشاد الرئيس صالح بالنتائج والتوصيات الصادرة عن المؤتمر العلمي لجمعية علماء اليمن، وقال إنها تأتي في مصلحة البلاد التي تمر بأزمة خانقة بسبب تعنت "بعض الأطراف السياسية والممارسات الخارجة على الدستور والقانون لأولئك الانقلابيين والرافضين للديمقراطية والمتمردين على الشرعية الدستورية بهدف الوصول إلى السلطة رغما عن إرادة الشعب".
وقال صالح خلال استقبال لوفد من الجمعية التي يرأسها مستشار رئيس الجمهورية لشؤون القضاء محمد بن إسماعيل "إن هذه الظروف تفرض على العلماء أن يقولوا كلمة الحق، وأن يقدموا النصح لأولئك الذين لا تهمهم مصلحة الوطن ومصالح أبنائه".
يشار إلى أن "جمعية علماء اليمن" تضم في عضويتها جانبا كبيرا من علماء اليمن، وهناك علماء آخرون يشكلون ما يسمى "هيئة علماء اليمن" التي يرأسها الشيخ عبد المجيد الزنداني رئيس مجلس شورى التجمع اليمني للإصلاح (أكبر أحزاب المعارضة وعضو تحالف اللقاء المشترك). وتنظر "الهيئة" لأعضاء "الجمعية" على أنهم علماء السلطة وموالون لها.
وحثت الجمعية أبناء الشعب على الالتزام بالبيعة المنعقدة في ذمتهم، وأكدوا حرمة سفك الدماء وإزهاق الأرواح والتسبب في ذلك.
رفض مطلق عبرت أوساط عديدة في اليمن عن رفضها للفتوى التي صدرت اليوم في ختام مؤتمر جمعية علماء اليمن بالعاصمة صنعاء ونصت على عدم جواز المظاهرات السلمية في الطرق العامة والأحياء السكنية وأكدت حرمة هذا الأمر شرعا وقانونا.
تساؤلات وتحذيرات وقد أثار بيان جمعية علماء اليمن استفسارات كثيرة لدى الناشطين والعلماء والثوار الذين أكدوا أن الممارسات الوارد تحريمها في البيان يقوم بها النظام وجنوده ومن يسمون بالبلطجية ثم ينسبونها إلى المعارضة والثوار ظلما وعدوانا. ويشير الناشط الحقوقي عضو اللجنة الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات "هود" عبد الرحمن برمان إلى أن توقيت الفتوى جاء بناء على طلب من الرئيس علي عبد الله صالح لمن سماهم "علماء البلاط الجمهوري". من جهته أكد عضو الهيئة العليا لحزب التجمع اليمني للإصلاح الإسلامي المعارض زيد الشامي أن بيان جمعية العلماء لا يمت لرأي الشرع بصلة وإنما يعكس رأي الأمن القومي والنظام. من جهتها هاجمت الناطقة باسم المجلس الوطني لقوى الثورة الشعبية حورية مشهور بيان جمعية علماء اليمن واتهمت أعضاءها بتوظيف الدين الإسلامي توظيفا غير سليم يحقق للحاكم ما تشتهيه نفسه. وأشارت في حديث للجزيرة نت إلى وجود علماء ثقات في اليمن وخارجه وعلى رأسهم رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يوسف القرضاوي الذي أفتى بحق الناس في تغيير الحاكم المستبد بالطرق السلمية. أما الناطق الرسمي باسم لجنة الحوار الوطني محمد الصبري فيرى أن التظاهر السلمي حق طبيعي تؤكده الشرائع السماوية والقوانين والمواثيق اليمنية والدولية، وتساءل: من الذي جمع هؤلاء العلماء في صنعاء، هل اجتمعوا طواعية أم بأمر من الرئيس؟ وخوفا من صدور فتوى تبيح هدر دماء الثوار حذرت "هيئة علماء المسلمين" التي يرأسها عبد المجيد الزنداني من خطورة استخدام الفتوى ذريعة لسفك الدماء وذكرتهم بمغبة ذلك في الدنيا والآخرة. لا ضغوط لكن نائب رئيس الدائرة الإعلامية لحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم عبد الحفيظ النهاري نفى وجود أي ضغوط على علماء اليمن. . . .واعتبرت أوساط دينية وسياسية أن بيان جمعية علماء اليمن الموالية للنظام الحاكم بمثابة "فتوى حرب" تشرع منع المظاهرات السلمية بالقوة المسلحة، حيث لاحظت تلك الأوساط أن اللغة الأمنية كانت واضحة على بنود البيان العشرة التي تضمنت تحريما قاطعا للتظاهر السلمي واعتبرته نوعا من البغي والتعدي على محارم الله . وأكد للجزيرة نت أن البيان في توصياته جاء منسجما مع النصوص الدستورية باعتبار أن الشريعة الإسلامية مصدر جميع التشريعات
وأضاف أنه ليس هناك أي تعارض مع الدستور ولا ضغوط على العلماء الذين انطلقوا في بيانهم من القول الفصل وبيان موقف الشريعة مما يحدث من فتنة وتشخيص موضوعي لما يحدث في اليمن وانطلاقا من مقاصد الشريعة باعتبار أن ذلك مرتبط بوفاء الشعب للبيعة التي منحوها لرئيس الجمهورية في الانتخابات الرئاسية
و قد عقدت "جمعية علماء اليمن" مؤتمرها بدعوة من الرئيس علي عبد الله صالح الذي دعاهم إلى إصدار فتوى بشأن التطورات الجارية والرافضين للحوار السلمي والخارجين عليه
ونقلت قناة سهيل المعارضة عن مصادر مطلعة حضور مدير الأمن القومي طارق محمد عبد الله صالح الجلسة الختامية للمؤتمر للضغط على العلماء في صياغة بيان يستلهم رغبات السلطة في قمع التظاهرات السلمية . كما نص البيان على حرمة الاعتداء على المعسكرات والجنود وحرمة التعدي على المنشآت الخدمية والممتلكات العامة والخاصة وسفك الدماء والتعدي على المساجد بالتمترس فيها .
وأكد البيان حرمة تضليل الشباب والزج بهم في أعمال العنف ووفقا للغة البيان فإن ما يحصل اليوم في المحافظات اليمنية لا يعد جهادا بأي وجه من الوجوه. كما حرم البيان الاعتداء على الأعراض والاستهانة بها بالسب والقذف والتشكيك في النوايا والمقاصد والتهديدات والتصوير المسيء