تناقلت وسائل التواصل خبر استعداد المنتخب الوطني الأول وإقام معسكر بمدينة المكلا ، وهو في حقيقة الأمر تكرار الأخبار سابقة عن احتضان مدينة المكلا لمعسكرات المنتخبات اليمنية ، نتيجة للإستقرار الأمني بمدن ساحل حضرموت ونجاح المعسكرات السابقة ، وسعي أبناء حضرموت من أجل المعسكرات المقامة على مدينتهم ، لعكس صورة إيجابية عن حضرموت السلام والوئام. لسنا ضد الإستضافة ، لأن الحضارم جبلوا على الضيافة و كرمها ، و توارثوا ذلك كابر عن كابر ، ولكن المحزن أن المنتخبات الوطنية تأتي إلى المكلا تكاد تخلو من لاعبي حضرموت ، إلا فيما ندر ، وكان أمر إختيارهم حصل على استحياء ، لأنه من المخزي أن يجتمع في بعض المرّات أكثر من 40 لاعبا ً من محافظات مختلفة ، بعضها ترزح تحت وطأة الحرب ، ولايوجد لاعب من حضرموت صاحبة الأرض ، بل أن البعض يردّد أنه يكفينا شرف الاستضافة ، والإستقبال والتوديع للوفود وإلتقاط الصور التذكارية ، وتدوين عبارات الثناء التي لم تغيّر شيئا ً في واقعنا.
غياب أسماء لاعبي حضرموت عن المنتخبات الوطنية ، ليس وليد اللحظة ، فخلال السنوات يكون حظ كرة حضرموت ممثل واحد فقط ، وازدحام الكشف بالإداريين الحضارم ، مع أن الكرة تتدحرج يوميا ً على ملاعب الفرق الشعبية ، وتقام الدوريات ، وسط زخم إعلامي لنجوم من ورق ، لم يجرأ الأكثرية منهم على مزاحمة أبواب المنتخبات ، وإثبات أن المواهب الحضرمية قادرة على التمثيل الجيد ، وإن كنا نشكك في إجحاف حق بعض اللاعبين من الإنضمام ، لكن الواقع يؤكد على اضمحلال اللاعبين الذين لايشكك في أحقية انضمامهم أحد. الموضوع لايحتاج إلى حلقات نقاش وورش عمل ، لن تخرج بحلول عملية على أرض الواقع ، لأنه من المعيب أن تضم حضرموت 41 ناديا ، ولم تقدم على الأقل خمسة لاعبين جاهزين للمنتخبات ، والمعيب أن يتواجد بمحافظتنا من فطاحل التدريب ، ولكن أين الإستفادة منهم لبناء قواعد للتدريب ، وأين هي مخرجات كأس حضرموت السادسة لكرة القدم ؟ من رأيي أن كرتنا تعيش عصر الزخم الإعلامي على حساب المستوى الفني ، ولا ضير أن يكون اختيار لاعب وحيد من حضرموت ردا ً للجميل ، وإسكات تساؤلات الشارع الرياضي الحضرمي ..