كم هي الحياة مؤلمة وقاسية للغاية عندما تجيد الظلام الدامس مع دخولك لمنزلك، لا ومع دخولك لدورة المياة ولا تجيد فيها قطرة تطفي بها حرارة جسدك، هل تبوح أنفاسنا لشد الرحال من مديريتا الشرقية إلى مدينة ذات تطور وجمال المكلا، لنرحل في طريق تلك المدينة، لكن العجيب في الأمر إننا لا نستطيع الوصول إليها في الوقت المناسب و السريع لأننا متأخرين ما بعد التاسعة مساءً، لذلك إنقطع الطريق المؤدي لمدينة المكلا، رغم المحاولات للعبور إلا أن المرابطين وقفواً سداً منيعاً لمنع محاولاتنا، بقى لنا مسارين لا ثالث لهمًا إن نرجع إلى مديريتا أو نغير المسار إلى المكلا، طبعاً استكملنا طريقنا إلى المكلا من الطريق البعيد و المتعب إلى نبضات القلب طريق أرياف غيل باوزير، لا يكفي وقودنا للوصول إلى المكان المشد إليه، توقفنا إلى محطة تعبئة الوقود و ظننا إنه بإمكاننا تعبئة الوقود حتى نستطيع الوصول إلى المكلا، لكن عامل تلك المحطة أيقظني من وهمي قائلاً ببساطة لهجته البدوية: "ماشي عنحا بترّول روح ثم عند داك قدٍيم" ذهبنا من محطة إلى محطة ولم نجيد الوقود، توقفت السيارة في مكان خالي من السكان مكان دامس لا نسمع فيه إلا أصوات الكلاب فقط تعلوا في ذالك المكان، لا نعلم إننا في أي مكان وكيف وصل بنا الحال إلى هنا، تقبلنا ذالك الواقع المرير، ماذا علينا أن نعمل غير الصبر، إذا قررت السفر خارج الدولة تلقى المعاناة تعانقك بإستمرار لا جوازات وطريقة استخراجه صعبة جداً لا سيما مع إغلاق المطارات لفترة طويلة نتيجة الحرب الوهمي و الحصار المفروض في محافظة أمنه مأمنه خالية تمامًا من أي مشاكل أمنية، وإذا ذهبنا للأسواق لم نستطيع شراء ما يسد رقمنا بسبب أرتفاع الأسعار وتدهور العملة المحلية أمام العملة الأجنبية، يكفي بما فيه الكفاية أشقائنا الكرام هل الجود جاءوا لمساعدتنا أو للانتقام منا، السؤال يطرح نفسه..؟.