عندما يطالب أبناء الجنوب باستعادة الهوية يستعرض بعض الأخوة الشماليين بتوجيه سلاحهم الفتاك "هل أنت يمني"؟ وللأسف نجد بعض النشطاء الجنوبيين يتلكأون لا يجيبون: بلا أو نعم. بل يقولون نحن جنوبيون ويرددونها دون الإفصاح بذلك. لا أدري لماذا كل هذا التحرج والتهرب، لماذا لا يكون الجواب نعم أو لا. شخصياً أقولها بكل اللغات أن الجنوب العربي ليس له صلة باليمن، ولم يكن يوماً جزء من اليمن على مر التاريخ والأزمنة، ولا يعني أننا أكبر من اليمن أو نحتقر اليمن أو في نفوسنا مثقال ذرة من الكبر والعنجهية لكننا نريد أن نصحح مفاهيم التاريخ ونعيد الحق إلى نصابه ونسمي الأسماء بمسمياتها. كما أنه من المعيب أن يحاول البعض الإستخفاف وتسطيح اسم الجنوب العربي ويعتبر هذا المسمى من صنيعة الإستعمار وأن هوية الجنوب العربي وثيقة خطها البريطانيون. لأنه لا يوجد لليمن أي دلائل تذكر لا في ساحل عدن ولا في تلال المهرة، بل أن الجنوب كان يطلق عليه العرب في الأزمان الغابرة اسم "الجنوب العربي" وكذلك البحارة والرحالة الذين كانوا يسيرون القوافل التجارية بين الهند وجزيرة العرب ودول القرن الإفريقي وصولاً إلى شمال أفريقيا وأوروبا، كان الاسم السائد المتعارف عليه هو الجنوب العربي. والإنجليز لا يطمسون المعالم ويغيرون وقائع التاريخ بل يحتفظون بكل المسميات، وهنا نحب أن نذكر الجميع أن البحر العربي لا يزال دليل واضح ودامغ ونستطيع إسكات تلك الأفواه التي لا تقرأ التاريخ جيداً ولا تفقه بحدود الجغرافيا، فالعرب سابقاً أطلقوا عليه "البحر العربي" ولم يسمى بالبحر اليمني، ولا تزال الشواهد شاهدة فأجدادنا عندما كانوا يهاجرون إلى الشمال حالياً كانوا يقولون سنذهب اليمن أو فلان أتى من اليمن، والبعرة تدل على البعير، فالجنوب العربي اسم ضارب في أعماق التاريخ وحافظ عليه الإنجليز لأنهم يحترمون التاريخ ولا يطمسون الحقائق ولا يأتون بمسميات جديدة من خزائنهم. بل أن نشطاء جنوبيين وجهوا عدة رسائل أثناء حكم الرئيس صالح لأعضاء في البرلمان البريطاني ومجلس العموم بعنوان اليمن الجنوبي المحتل، وناشدوا بريطانيا بحكم أنها كانت تحتل اليمن الجنوبي وكان الرد نحن لم نحتل دولة اسمها اليمن الجنوبي بل احتلينا دولة اسمها الجنوب العربي، فإذا أردتم استعادة أرضكم يجب أن تعرفوا هويتكم أولاً. الخلاصة: كانت تحاك المؤامرة ضد الجنوب منذ مطلع ستينات القرن وتم احتلال الهوية الجنوبية رسمياً منذ فجر 1968م ويمننة الجنوب، حيث تم وضع أول لبنة لتكريس الإحتلال وتذويب الهوية الجنوبية العربية تحت مسمى اليمن، إلى أن وصل الحال بالساسة في صنعاء أن يقولوا بكل وقاحة الجنوب فرع عاد للأصل، وأكثر من ذلك وصلت الحماقة لدى بعض جحافل القبائل بالقول أن الجنوب أرض يمنية وأن الذين يقطنونها دخلاء أتوا من الهند والصومال. أخيراً: نصيحة لكل من لا يزال يغرد في سرب اليمن الجنوبي أو جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية أن لا يتعب نفسه كي لا يصاب بالخيبة والإحباط فالاسم القادم للدولة الجنوبية هو الاسم الصحيح والتاريخي "الجنوب العربي" مع تمنياتنا لأهلنا وأشقائنا في اليمن كل الخير والإستقرار في يمنهم السعيد!!