تقرير / عبدالله جاحب . معركة شبوةالجنوبية التي دارت رحالها من مركز المحافظة ( عتق) ، وصولاً إلى أبواب أكبر منشأة حيوية اقتصادية في اليمن لتصدير الغاز " بلحاف "في مديرية رضوم أحد مديريات المحافظة شبوة . وانتهت بانتصار القوات الشرعية اليمنية المعترف بها دوليا وإقليميا . معركة شبوةالجنوبية أعتبرها الكثيرون بأنها معركة ( مصيرية ) ، وسوف تغيير كثير من الملامح والمعالم على خارطة الأزمة اليمنية التي تدور معطياتها وتقلباتها منذ أربع سنوات ونيف ، ولم تشهد استقراراً في الملامح والمعالم في معطيات الأحداث والوقائع على الأرض . لم تقتصر معركة شبوة على الطابع العسكري ، وإنما خذت منحدر ومنعطف مغايرة تماماً ، ومنحدرات سياسية ودبلوماسية ، شكلت قفزة نوعية في التموضع العسكري والسياسي والدبلوماسي للقوات الشرعية اليمنية المعترف بها دوليا وإقليميا . بينما شكلت تهديد خطيرا لقوات المشروع الانفصالي المتمثل بالمجلس الانتقالي الجنوبي في جنوباليمن . تلك المعركة ( شبوة ) ، كانت بمثابة رسم خارطة الطريق الى الجنوب واستقلاله، إذا كان الحسم والنصر من نصيب القوات المسلحة التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي ، حيث انه كان يعول عليها كثير ومن جوانب ونواحي متعددة الأبعاد والاستراتيجيات والأهداف ، التي من شأنها رسم خارطة الطريق الى الجنوب واستقلاله . قد تكون وجههت الحكومة الشرعية اليمنية ، صفة و" لطمة " قوية وقاسية ، للمجلس الانتقالي الجنوبي أخذت جوانب ونواحي وإبعاد متعددة تعدت حواجز المعركة العسكرية في ارض الواقع ( الميدان ) . وبذلك يرى الكثيرون بأن معركة شبوةالجنوبية بمثابة الضربة التي قصمت ظهر المجلس الانتقالي الجنوبي سياسيا وعسكريا . هل انتحرت النخبةالشبوانية في معركة شبوة :~ النخبةالشبوانية جهاز امني جنوبي شكل في محافظة شبوةالجنوبية بدعم وإسناد القوات المسلحة الإماراتية المتواجدة في جنوباليمن والمناطق المحررة ، ويخضع بطريقة مباشرة للقوات الإماراتية المتواجدة في منشأة بلحاف الحيوية في مديرية رضوم في محافظة شبوة ، التي تتاخذ من المنشأة مركز التحكم والقيادة والسيطرة لها ، وتحت مظلة وغطاء المجلس الانتقالي الجنوبي . تعتبر النخبةالشبوانية جهاز امني لحفظ الأمن والاستقرار الداخلي ، ومكافحة الإرهاب ، وانشاء كمنظومة تدرب وتعد لذلك ، ولم يكن يوم من الأيام قوة قتالية،تاخذ تابع وصيغة وصبغة المعارك القتالية ( العسكرية ) . فقد كانت المنظومة ( النخبة ) عبارة عن مشروع يهدف إلى اخذ مكان واستبدال قوات الأمن ( الداخلية) في المحافظة ، وليس للعمليات الاقتتالية المسلحة صبغة ( الجيش) . حيث يرى كثير من المحللين العسكريين ان النخبةالشبوانية جهاز امني لا يملك انفاس القوات المسلحة الاقتتالية في معارك ومتارس القتال في العتاد والسلاح والاعداد والتكتيك والخبرة على أرض الواقع . فقد كان الزج بقوات النخبة الشبوانية في معركة شبوة بمثابة الإنتحار والهالك . حيث ان الخبرة والتكتيك والصبغة والطابع العسكري القتالي، ما كان يفتقد له في تكوين تلك القوات الأمنية منذ بدات بذور وغرس التكوين لها . فكانت النتيجة في نهاية المطاف الإنتحار والهالك العسكري . معركةشبوة ( صراع ) الكبار والتخلي عن الصغار :~ رمت معركة شبوةالجنوبية وفضحت وأسقطت الكثير من الأوراق التي كانت تحت الطاولة ، وتطبخ على نار سياسية وعسكرية هادئة ، فما حدث في محافظةشبوة أفصح وبشكل جليا ماوراء الوجوه والاقنعة السياسية والعسكرية في الأزمة اليمنية شمالا وجنوباً . فكانت اللعبة أكبر بكثير من الأطراف المتسارعة ، واشرس من القوات المتنازعة في الرقعة الجغرافية الجنوبية . وحملت معالم وملامح مشروع وصراع الدول العظمئ ، ونزاع وتناحر الكبار في الساحة والمشهد الحنوبي . معركة شبوةالجنوبية هو المفتاح الذي فتح صراع الكبار ونزاع وتناحر المصالح . شبوة المحافظة النائمة والواقعة على تخوم حقول النفط وابار الغاز . وفيها أكثر من ثلاثة حقول نفط تصدر مايقارب خمسه الف براميل يومياً تقريباً ، وبها أكبر وأعظم منشأة حيوية اقتصادية في اليمن والشرق الأوسط ، ويتصارع عليها أكثر من خمس دول عظمى تحلم في تحالفات وتفاهمات تحفظ وتضمن تواجد الاستثمارات والشركات التي تعج بها المحافظة، ولا يعرف ساسها من رأسها منذ عقود من الزمن والحقب الماضية . فكانت معركة شبوةالجنوبية في المقام الأول صراع عروش الكبار والتخلي عن الصغار . هل رسم التحالف خارطة الأقاليم في اليمن : ~ افصحت معركة شبوة عن سقوط مشاريع كانت على وشك البزوغ والظهور ، وعلى شفه حفره سياسيا وعسكريا، وبين قوسين وأدنى من ذلك . ولكن معركة شبوةالجنوبية يبدو أنها نفضت غبار ذلك، ورمت به في سلة المهملات الدولية والإقليمية . فقد كان لمعركة شبوة الدور البارز في إيضاح بعد الصور الضبابية المخيمة على المشهد والأزمة سياسيا وعسكريا منذ اربع سنوات ونيف ، وهي تكبت الأنفاس على أرض الواقع . فكانت معركة شبوة وبكل ماحملته، وفي طياته بانة ملامح ومعالم رسم خارطة الطريق الى الأقاليم ، وقد يرمي التحالف العربي بكل ثقلها ووزنها إلى ارساء قواعد وأسس دولة الأقاليم ، وكل الشواهد والمعطيات والأحداث التي حملتها معركة شبوة تنذر بذلك دون ادنى شك في ذلك . فهل كانت معركة شبوةالجنوبية هي الطريق الى خارطة الطريق الى دولة الأقاليم في اليمن .