كتب/ علي منصور مقراط كم احترام هذا الشعب الجبار المكافح الذي يخرج بالآلاف المؤلفة إلى ساحات النضال السلمي يبحث عن دولته المستقلة التي اختطفت أو راحت من بين يديه في اليوم المشؤوم 22مايو من العام 90م اليوم الذي أعلنت فيه قيادة الحزب الاشتراكي اليمني الحاكم للجنوب انذاك الوحدة مع الشمال وأنهت اسم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وعلمها ورفع علم الدولة الوليدة اوالفتية الجمهورية اليمنية من قبل آمين عام الاشتراكي الأستاذ علي سالم البيض والرئيس الشمالي السابق الراحل علي عبدالله صالح.
حسنأ احترام هذا الشعب الجنوبي اوجزء منه الذي خرج إلى شارع مدرم بمعلا عدن لتوجيه رسالة وفاء لدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة فقد وجد نفسه كالغريق الذي يتعلق بأي شيء لكي ينجو من الغرق.
ومع المشهد الذي سمي بمليونية الوفاء لايمثل المشاركون فيه 10/.من شعب الجنوب إلا إنني أكرر احترامي واعتزازي بهم والذي لايحترم الناس من أهله ونسيجه الاجتماعي ويحاول الاستخفاف والتقليل من شأنهم لن يحترم ولا أحد يعتبره ويعبره.
شخصيأ مع شعب الجنوب والذي يريده شعب الجنوب نحن معه كما أجاب السياسي العميق د.ياسين سعيد نعمان . يعرف القاصي والداني أن المجلس الانتقالي الجنوبي الذي صار يسيطر على العاصمة السياسية المؤقتة عدنولحج وربع من ابين بالحديد والنار هو من دعاء إلى مليونية الوفاء للإمارات فقد أصبح الحاكم الفعلي لمحافظتين وربع محافظة جنوبية وأقل من ذلك والثابت أن المشاركين من المحافظتين والربع لم يتعدى الحضور منهم كما أسلفنا عشرة بالمئة وهناك مشاركة رمزية ضئيلة من إحدى المحافظات لاتستحق الذكر.
واللافت أن الانتقالي الذي يرى نفسه حامل قضية شعب الجنوب وحضي يومها بتأييد شعبي لابأس فيه الواضح أن شعبيته تدنت بشكل تدريجي متسارع عندما تجاوز الخطوط الحمراء والصفراء والبيضاء وأمر بتوجيه السلاح في وجه الجنوبيين ضد قيادة وقوات شرعية الرئيس هادي المعترف بها محليأ واقليميأ ودوليأ وضد الجنوبيين وتحت مسميات واتهامات لااول ولا آخر لها من الفساد إلى الإصلاح والقاعدة والإرهاب والدواعش. وبدعم وسلاح الدولة التي حشد الآلاف اليوم لتوجيه رسالة وفاء وشكر وعرفان لها سفكت الدماء الزكية الغالية وأزهقت الأرواح المحرمة للجنوبيين الذين قتلوا بعضهم البعض الأيام الماضية ومازالت الدماء تسفك في مشهد لم يكن في الحسبان. حقيقة لم نكن نتوقع أن يتقاتل الجنوبيين فيما بينهم ابدأ ويستحضرون صراعات الماضي المرعب وعادهم لم يحققون هدف الشهداء والجرحى في استعادة الدولة الجنوبية. لم نتوقع ذلك بعد أكثر من ربع قرن من الزمن عانوا فيها من وطأة القتل والبطش والذل والتنكيل والانتهاكات التي مورست من نظام الشمال بعد اجتياحه للجنوب صيف 94م واستبيحت أراضيه ونهبت ثرواته وشردت قياداته ونخبه إلى منافي الشتات وحكم على بعضهم بالإعدام والسجون ومنهم اللواء عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي. ومن نافل القول أن الأحداث المؤسفة والصراع الداخلي الجنوبي الدامي الذي عصف بالجنوب ومازالت تداعياته الخطيرة مستمرة فقد خلف آثار مأساوية كارثية مهولة تحتاج إلى وقت طويل وعقول كبيرة لتضميد الجروح الغائرة وإخماد الفتنة.
يخطى ألف مره من يعتقد القتال الذي شهدته عدنوأبينوشبوة مجرد سحابة صيف وتعود الأمور التي نصابها أومن ينتظر أن مشاورات جده الحالية واللاحقة ستحسم الأوضاع وتصلح بين الجنوبيين أنفسهم. ماحصل ليس بالسهل. الانتقالي انتصر اوكما يرى أنصاره وأبواقه الإعلامية ونشطاءه من على منصات التواصل الاجتماعي. الحقيقة أنه تعرض لأكبر هزيمة مخزية. بعد اجتياحه المعسكرات والمؤسسات ومنها القصر الرئاسي السيادي لشرعية معاشيق الرمزية الأخيرة لرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي إلى اقتحام بيوت المسئولين والقيادات العسكرية والأمنية والمدنية في انتهاكات سافرة لحرمات البيوت ونهبها والمعروف أن معظم هؤلاء القيادات ينتمون إلى محافظة أبين والبعض من شبوةوعدن ويافع. ارتكب الانتقالي أو قواته حماقات وجرائم انتهاكات كبيره جدا فقد تسبب اليوم في تشريد مئات الآلاف من سكان الجنوب قيادات سياسية وعسكرية وأمنية وحكومية وإعلاميين ونخب أكاديمية ونشطاء حتى الجنود طردوا من معسكراتهم التي أصبحت خاوية على عروشها بعد نهبها وتشليحها بما فيها ديوان وزارة الدفاع في معسكر بدر .
حتى المحافظات التي تحت سيطرة الانتقالي أفرغت من سلطاتها المحلية أبين بدون محافظ محافظها اللواء أبوبكر حسين الذي قادر إلى السعودية مجبرا بعد شنت عليه أبواق من نشطاء الانتقالي حملات مسعورة وهو الذي بذل أقصى جهوده لتجنيب أبين الجريحة ويلات الصراع وبقي كما قال الكاتب السياسي في الانتقالي محمد بن ناصر العولقي على مسافة واحدة مع الجميع لكن الوضع كان أكبر من أي جهود ونذكر أنه ايضأ أي المحافظ قائد للواء 15مشاة وقائد للمحور وحرص على عدم مشاركة جنود اللواء في القتال ومع ذلك لم يسلم من تهم الخيانة لمجرد أنه التقي ببعض الضباط من القوات القادمة من شبوة. وفي عدن فضل نجل الرئيس الشهيد الخالد سالمين محافظ عدن البقاء في منزلة تجنبأالصدام مع أطقم قوات الانتقالي فيما عاد محافظ لحج المناضل اللواء أحمد عبدالله التركي إلى المحافظة اليومين الماضيين بعد رحلة علاجية قصيرة إلى ألمانيا وأظن انه سيواجه تحديات وصعوبات. لكن الرجل المنفتح وسعة صدره قد يتغلب على بعضها. وماذا بعد أمام القوى السياسية الجنوبية الفاعلة والمجلس الانتقالي والشرعية فرص متاحة لإعادة لملمة النسيج الاجتماعي ولم شمل الجنوبيين من خلال الدخول في حوار جنوبي لايستثني أحدأ.
وأن يتنازلوا لبعضهم البعض وعلى الانتقالي أن يبادر بإيقاف الحملات الإعلامية التي يشنها مناصريه باستهداف الأطراف الأخرى وعلى رأسهم الشرعية التي يتعرضون لتهم لا أول ولا آخر لها ومنها الشتم والتخوين بالعمالة والخيانة ووصلت إلى اعتبارهم اخو نجيين وإصلاح وقاعدة ودواعش ولم يتوقف هولأء من التحريض والشحن على المناطقية والعنصرية والجهوية والقروية لإغراق الجنوب في مزيد من الدم والفوضى والعنف والكراهية والانتقام وتصفية الحسابات مع الخصوم .
حوار العقول هو الحل والمخرج من المأزق والنفق المظلم الذي دخلة الجنوبيين والذي سيؤخر تقرير المصير باستعادة الدولة أن لم تضيع. عليهم التحرك في طريق الحوار السلمي وترك البنادق وحقن الدماء فلن يأتي الخارج لنا بحلول ويصلح أمورنا. أعيدوا عنوان التصالح والتسامح والتعايش وكفى نزق وحماقات. وقبل فوات الأوان. كونوا بحجم الجنوب وبحجم المسؤولية التاريخية وأنقذوا مايمكن إنقاذه حتى لاتندموا بعد ولن يفيد الندم والله الموفق وللحديث بقية ودمتم والوطن بالف خير (رئيس تحرير صحيفة وموقع الجيش السكرتير الإعلامي لوزارة الدفاع - عدن )