لنكن واقعيين ! تهديدات محافظ محافظة حضرموت بإيقاف شحنات النفط المبرمة سلفا او حتى منع اي صفقات مستقبلية في ظل الوضع الراهن تظل مجرد أحاديث لاتمت للواقع بصلة. فالواقع باختصار يقول انك لازالت حتى الساعة تحت البند السابع، اي انك وقرارتك السياسية والاقتصادية والعسكرية ذات الصفة "السيادية " حسب أدبيات هذا البند اللعين لابد وان تمروا عبر بوابة اللجنة الرباعية بصفتها المفوض أمميا بتنفيذ مواد هذا البند، بل والموكل اليها حل الازمة برمتها. وهنا فان الحديث عن خطوة كهذه يقوم بها مسؤول لازال ينتسب للشرعية ذات الحكومة المسماة "حكومة تصريف اعمال " سوف تبقى مجرد حديثا للاستهلاك الاعلامي ولن تغادر يافطة "التلويح " يوما الى تطبيقها عمليا وللاسباب التي ذكرت..والمشكلة هنا تكمن دوما في وسائل الاعلام التي تحبذ الشبق العاطفي بعيدا عن التعاطي الموضوعي في تغطيتها لهكذا أحداث مماثلة. للعلم فقط! الحفاظ على واقعية الهدف ووضوح الرؤية هي من دفع بالانتقالي الى تلبية الدعوة السعودية وقبول الانخراط في حوار مع الشرعية. فمنطق المرحلة وواقعها يقول : عليك إنتزاع مطالبك وتحقيق اهدافك عبر الحلول السياسية وتحت اشراف الرباعية..وإلا ما حاجة مكون قوي كالانتقالي يمتلك حضورا جماهيريا واسعا ونفوذا عسكريا يشمل معظم جغرافيا الجنوب في الذهاب للجلوس مع شرعية متهالكة اثخنتها ملفات الفساد واللصوصية؟! . لكنها بالتأكيد تبقى القراءة السليمة لواقعية المشهد وحيثيات المرحلة في كيفية التعاطي مع محيطك بمسؤولية ونضج هي من جعل قيادة الانتقالي تجنح الى طاولة الحوار السياسي رغم تفوقها عسكريا بدليل جبهة الضالع التي عجز الحوثيون في اقتحامها على مدى أشهر من المعارك المستمرة هناك.بينما عجزت قوات الشرعية في تحريكها جبهتي نهم وصرواح. عموما..وجدت تصريحات المحافظ البحسني ضالتها وآتت اكلها في لفتها الانظار الى إستحقاقات ومطالب حضرموت ومقدمة ذلك كانت شحنة وقود إماراتية عاجلة والبقية تتبع .. رائع جدا وليس غريبا ابدا من شخص وطني وصاحب حذق وكياسة سياسية كاللواء فرج البحسني هذا التوقيت وهذه الخطوة ! يعني من البداية هي! كانت رسالة مطلبية موجهة للتحالف وان بدت مغلفة بتهديدات مرسلة الى شرعية المنفى .. والاروع كان عنوانها الظريف: " وأنته يا فهيم! أفهم "...