هز القتال المكثف مدينة الحديدة الساحلية التي يسيطر عليها المتمردون الحوثيون، مما أسفر عن مقتل العشرات بينما حذرت الأممالمتحدة من أن الأطفال في البلد الذي مزقته الحرب يواجهون "جحيمًا حيًا". ويأتي سفك الدماء على الرغم من الضغوط الدولية المتزايدة لإنهاء صراع دام سنوات وراح ضحيته الآلاف ودفعت الدولة الفقيرة في شبه الجزيرة العربية إلى حافة المجاعة. لقى 53 متمردا من الحوثيين مصرعهم وأصيب العشرات في معارك وغارات جوية على مدار ال 24 ساعة الماضية في الحديدة؛ وفقا لمصادر طبية في المدينة الساحلية. وقال مسؤولون عسكريون؛ إن طائرات التحالف نفذت عشرات الغارات الجوية في وقت مبكر لدعم القوات الموالية للحكومة الشرعية في قتال يبدو أنه يقترب من الجامعة الرئيسية في المدينة الساحلية. وأفادت وسائل الإعلام الحوثية عن غارات جوية في الحديدة، لكنها لم تذكر عدد القتلى والمصابين. حيث إنَّ ما يقرب من ثلاثة أرباع واردات البلاد تتدفق عبر الحديدة، حيث يتم نقلها برا إلى مناطق أبعد شمالًا.
"جحيم المعيشة للأطفال" حذر صندوق الأممالمتحدة للطفولة (اليونيسف) من أن الهجوم على مدينة الحديدة من شأنه أن يهدد حياة اليمنيين في جميع أنحاء البلاد الذين يعتمدون على ميناء المساعدات الإنسانية. وقال في مؤتمر صحفي في العاصمة الأردنية "اليمن اليوم جحيم حي -ليس من 50 إلى 60 في المائة من الأطفال- بل إنه جحيم حي لكل فتى وفتاة في اليمن".
"الصراع في اليمن" ووصفت الأممالمتحدةاليمن؛ وهي أفقر بلد في العالم العربي منذ فترة طويلة، بأنها أكبر أزمة إنسانية في العالم، وحذرت من أن 14 مليون شخص في جميع أنحاء البلاد يواجهون مجاعة وشيكة. كما إنها تجددت اشتباكات الحديدة؛ بعد ساعات من إعلان الحكومة الشرعية أنها مستعدة لاستئناف محادثات السلام مع الحوثيين المدعومين من إيران؛ مرة آخرى. جاء العرض بعد دعوة مفاجئة من الولاياتالمتحدة لإنهاء حرب اليمن، بما في ذلك الضربات الجوية التي شنها التحالف. وفقًا لمنظمة الصحة العالمية ، قُتل ما يقرب من 10000 شخص في النزاع، رغم أن بعض منظمات حقوق الإنسان قدرت أن عدد القتلى قد يكون أعلى بخمس مرات.
"بطيئة في التصرف" ناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس؛ وقف العنف لسحب اليمن من "الهاوية المُميتة". وطالبت نجمة هوليود "أنجلينا جولي" المبعوثة الخاصة لمفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين؛ بوقف فوري لإطلاق النار في اليمن. وقالت في بيان لها؛ "كمجتمع دولي كنا بطيئين بشكل مخزي في التحرك لإنهاء الازمة الإنسانية الأشد فتكًا في اليمن". وأضافت؛ جولي: "لقد شاهدنا الوضع يتدهور إلى درجة أن اليمن الآن على شفا المجاعة التي من صنع الإنسان نفسه، وتواجه أسوأ أزمة صحية في العالم؛ منذ عقود". مؤكدة؛ إن: "الطريقة الوحيدة لتمكين اللاجئين من العودة إلى ديارهم وتقليص أعدادهم في جميع أنحاء العالم، هي إنهاء النزاعات في بلدانهم". حيث إن المحاولات المتعددة لإيجاد حل سياسي للصراع اليمني فشلت، وانهارت محادثات السلام التي تدعمها الأممالمتحدة بين الحوثيين والحكومة الشرعية في سبتمبر، بعد أن رفض المتمردون السفر إلى جنيف ما لم تضمن الأممالمتحدة عودة كل من وفدهم بأمان إلى صنعاء وإجلاء المقاتلين المصابين. قال مسؤولون حكوميون يمنيون؛ إن التحالف أرسل أكثر من 10000 جندي جديد نحو مدينة الحديدة التي خاضها القتال ولا يزال يتجدد في أرجاءها، والتي استولى عليها المتمردون الحوثيون في عام 2014 إلى جانب العاصمة -صنعاء- اليمنية. فتدخلت المملكة العربية السعودية وحلفاؤها في الحرب في العام التالي لدعم الرئيس اليمني "عبدربه منصور هادي" الذي فرت حكومته إلى مدينة عدن الجنوبية.