نخوض بالسياسة ونختلف وتتباين وجهات النظر وهذه سنة الحياة العصرية المريضة ، لكن يجب أن نقول خيرا في مصالح الناس وعدم أذيتهم أو نكون السبب في تعاستهم وشقائهم وحرمانهم من حقهم بالعيش الكريم . تأخر دخول الشحنة الإماراتية المجانية من وقود محطات توليد الكهرباء في عدن 59 ألف طن ديزل إلى رصيف ميناء الزيت بالبريقة لتأخر صدور تصريح دخول السفينة من قيادة التحالف العربي بميناء جدة السعودي ، وكذلك مطارات الجنوب في عدن وسيؤن وسقطرى والمكلا تخضع لرقابة وقيادة مطار جدة السعودي والتصاريح تصدر منه لجميع شركات الطيران من وإلى اليمن . ظلمت الإمارات كثيرا في اليمن لأنها كانت متواجدة وحاضرة على الأرض، وتم تحميلها ظلما وعدوانا مسؤولية عرقلة السفن والطائرات من وإلى المطارات والموانئ اليمنية بصفة عامة . كنا نسمع قبل سنوات عن سرقات لوقود الكهرباء في عدن ، وهي ظاهرة موجودة على أرض الواقع ، ولكن بعد البحث والتحري تبين أن السرقة تتم من قبل جهات عليا بالشرعية الفاسدة ، عن طريق الإعلان عن مناقصات بكميات تصل لي 56 ألف طن متري من وقود الديزل بينما الكميات الحقيقية الواصلة لمحطات توليد الكهرباء تصل لنصف ما تم الإعلان عنه ولدينا الوثائق التي تؤكد ذلك . كلنا يعلم بأن التاجر العيسي مستحوذ على خزانات مصفاة عدن بعقود تأجير من الشرعية الفاسدة ، ولديه كميات كبيرة من الوقود للاستهلاك المحلي أو يعيد تصديرها للقرن الإفريقي وبقية الدول ، وكل ذلك يتم بتصاريح من المملكة العربية السعودية لدخول وخروج السفن ، وإن كانت لديك الأدلة الدامغة على تلك السرقات قدمها للمشرف العام على المنحة السعودية والملف اليمني صديقك السفير السعودي محمد آل جابر . كما تعلمون بأن الشحنة الإماراتية المجانية التي وصلت قبل شهر تقدر بي 30 ألف طن ديزل وهي غير كافية إلا لي 15 يوم من تشغيل المحطات بقدرتها المتوسطة التي تنعكس على تدني القدرة التوليدية والزيادة الكبيرة بالأحمال بسبب الحر الشديد الذي وصلت فيه الأحمال إلى 500 ميجا وات ، إضافة إلى خروج نهائي للمحطة القطرية 60 ميجا بسبب رداءة الديزل الذي لم يتطرق إليه أحد غيري ، وحذرت عبر صحيفة عدن الغد من الكارثة قبل وقوعها للمحطة القطرية ، والآن تحتاج لأكثر من ستة مليون دولار لصيانتها مع تبديل تالف اجزاء التوربينان . تعثرت الشركة الأوكرانية الوهمية عن الإلتزام بتأهيل غلايات محطة الحسوة البخارية المقرر لها 6 أشهر وها نحن داخلين على العام الثالث ، نفاذ وقود المازوت الخاص بها وبمحطة المنصورة الذي أدى إلى إنحسار القدرة التوليدية من 85 ميجا إلى 20 ميجا ، وقد تعهد الأشقاء الإماراتيين بتوفير منحة مجانية بي 20 ألف طن مازوت خلال الأيام القليلة القادمة بإذن الله تعالى . لن تدخل بواخر أو سفن للموانى اليمنية أي كانت نوعها وحجمها بدون إذن مسبق من السعودية ، ونشكر الأشقاء الإماراتيين على إسعافهم لنا عندما تخلى الكل عنا في الشدة والعسرة ، منحونا سفينة ضخمة من وقود الديزل 59 ألف طن ديزل تكفي لأكثر من شهر بإذن الله تعالى ، تفريغها يستغرق ثلاثة أيام تقريبا ، وتم تشكيل لجنة رقابية من مهندسين وفنيين لإدارة المنحة الإماراتية للإشراف المباشر على المنحة التي لن تكون الأخيرة بإذن الله تعالى . المعضلة الأخطر وهي لو نفذت شركات الطاقة المشتراة التي هددت من سابق حكومة معين بسبب تراكم مستحقاتها لعام كامل ( مديونيتها على الحكومة الشرعية ) دون دفعها ، ستضطر لوقف تشغيل جميع محطاتها الأربع وخروج 175 ميجا وات من الشبكة وإنهيار منظومة كهرباء عدن بصورة مأساوية ، حينها ستصبح المنحة الإماراتية دون فائدة . ولهذا أتمنى من الحكومة أن تقوم بواجبها الأخلاقي تجاه شعبها وتسدد ما عليها او تقنع الشركات إلى ما بعد شهر أكتوبر حينها تكون الأحمال قد إنحسرت بسبب دخول فصل الشتاء .