في هذه الحلقة من حلقاتنا ال100 رجال في صميم المعركة الوطنية نتحدث عن الشخصية الوطنية والسياسية البارزة الأستاذ سالم صالح محمد أحد أهم قادة النظام والدولة الجنوبية الوليدة التي انتزعت الاستقلال من الاستعمار البريطاني في ال30 من نوفمبر 67م ومن قيادة دولة الجنوب آنذاك جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية التي وقعت على الوحدة اليمنية الاندماجية مباشرة في 22 مايو 90م .لست بحاجة إلى العودة إلى تفاصيل السيرة الذاتية للمناضل وسياسي تاريخي بمستوى اسم سالم صالح الذي دخل المعترك السياسي مطلع ستينيات القرن الماضي قبل الاستقلال مع الحركات الشبابية الطلابية. حيث تبوأ مناصب قيادية كبيرة منها مأمور المديرية الغربية وتضم آنذاك 8 مديريات من يافع العليا إلى السفلى والساحل خنفر جعار كانت عاصمتها. سالم صالح مناضل تاريخي من الرعيل الذهبي الأول الذين صنعوا تاريخ بسلبياته وايجابياته شغل منصب وزير الخارجية لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية خلفاً لمن أطلق عليه ثعلب الجزيرة العربية السياسي الدبلوماسي الداهية الشهيد البطل الخالد محمد صالح مطيع وهو أي مطيع صديق سالم ورفيق دربة ومن نطاق جغرافي واحد. لكن عندما يغضب البعض من سالم صالح يستحضر تلفيق تهم ومزاعم أن سالم من رضوا وسكتوا على تصفية مطيع ليحل موقعة وهذه أباطيل استخباراتية تستخدم في الماضي في إطار الحرب النفسية أتذكر وأنا الكاتب الصحفي المتطفل على تاريخ قيادات الجنوب الكبيرة أن سالم صالح شغل منصب سكرتير اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني الحاكم للجنوب آنذاك. وبعد مأساة 13 يناير الدامي المشؤومة 86م كان سالم المؤهل الوحيد لقيادة الحزب والدولة المنكوبة بعد تصفية معظم قيادات الصف الأول ظهر يومها الرجل وكنت أتابعه عبر شاشة تلفزيون عدن حزينا وأطلق على لحيته كان يتحدث عن المجزرة وكيف خرج إلى جوار اللجنة المركزية للحزب بالفتح والتقي بالمناضل سيف صالح سالم والذي قال المعروف بشجاعته حسناً اختلف من تبقى من قيادات الحزب على قيد الحياة عن تنصيب سالم صالح أمينا عاما للحزب من أصحاب المثلث بعد أن شردت قيادات محافظتي أبين وشبوة إلى شمال الوطن. ورغم أن يافع قدمت كوكبة من الشهداء الذين نزلوا من الجبال وشكلوا فرق انتحارية للوصول إلى خور مكسر والمعلا والنواهي وحتى الفتح ومن كان لهم الدور الحاسم في الصراع إلا أن أي يافع أقصيت من جميع المناصب السيادية الحساسة وبدلاً من اختيار سالم صالح محمد أمينا عاما للحزب الحاكم تم استحداث منصب أمين عام مساعد له وذهبت المناصب لحضرموت والضالع وردفان والصبيحة من الأمين العام البيض ورئيس مجلس الشعب الأعلى حيدر العطاس ورئيس الوزراء د.ياسين سعيد نعمان ووزير الدفاع العميد صالح عبيد احمد ونائبة رئيس هيئة الأركان العامة العميد هيثم قاسم طاهر ووزير الداخلية صالح منصر السييلي ووزير أمن الدولة سعيد صالح سالم وحتى محافظ عدن ناجي عثمان تم أقصاه. وقائد القوى الجوية والدفاع الجوي علي مثنى هادي وقائد القوى البحرية علي قاسم طالب والاثنان من الضالع وقائد سلاح الدروع العميد عمر سالم بارشيد ونواب رئيس هيئة الأركان قاسم يحي وعمر العطاس ومثنى سالم ومحمد هيثم ومدير دائرة العمليات الحربية العقيد صالح علي زنقل ونائبة العقيد علي ناجي عبيد ووزير الخارجية د. عبدالعزيز الدالي. عموما ونعود إلى ضيف حلقتنا أبا خلدون الذي عين بعد إعلان الوحدة عضو في أول مجلس رئاسي للجمهورية اليمنية الجديدة ومع اشتعال الأزمة حاول التاني والبقاء في صنعاء وأول من قدم مقترح بمشروع نظام الفدرالية لكن قوبل بالرفض من القوى الشمالية وتعرض لحملة تخوين وتهم لاطائل لها. وبعد حرب صيف 94م الظالمة التي اجتاح فيها الشمال الجنوب. انتقل سالم إلى المنفى وعاد بعد سنوات بصحبة الرئيس السابق الراحل علي عبدالله صالح الذي وضعه مستشاراً له لكن الرجل الذي عاصر المراحل النضالية والتجارب لم يستطع البقاء متفرجاً للجنوبيين وهم يعانون من ظلم ذلك النظام الظلامي البائد فترك منصب المستشار وعاد إلى منفاه. في تراجيديا الأحداث المتسارعة من العام 2015م لم يزاحم على المناصب التي تشبع بها وخاض تجاربها وبقي يراقب المشهد الضبابي ونادرا مايبدي رأي أو تصريح لكنه متابع لكل الأحداث التي عصفت ومازالت تعصف باليمن شمالا وجنوبأ عن سيطرة المجلس الانتقالي لم يتحدث وعن الأوضاع الماساوية في عدن لم يقدم أي مبادرة أو مشروع للخروج من النفق. يقينا سالم صالح محمد نختلف معه أو نتفق يعتبر أهم وأبرز شخصية تاريخية عريقة في يافع. اسمه محفور في أعماق التاريخ ويتصدر القائمة دون منافس. لكن مشكلة يافع المعقدة والمزمنة أنها لا تقف مع رموزها وعقولها بل يأتي لك الحمقى والمراهقين والجهلاء ليتطاول على كبارهم أمثال سالم صالح لكن الرجل يستقبل ذلك الطيش بابتسامة ساخرة مسك الختام كنت قبل أيام في زيارة منزل سالم صالح بصحبة محافظ أبين اللواء أبوبكر حسين في زيارة لولده الدكتور خلدون الذي استقبلنا بنفس البشاشة والابتسامة لوالده وكنت طوال الساعتين التي قضيناها في رحاب ذلك البيت الأنيق اتفحص في أرجاء الديوان الواسع اتخايل أمامي صورة الرجل التاريخي المعاصر سالم صالح محمد أطال الله في عمره ومتعة بالصحة والعافية اكتب هذه السطور فجر يوم الأربعاء من شقه اسكنها في أرض اللواء في قاهرة المعز بمصر الكنانة وإلى هنأ وللحديث بقية وتكتفي بهذا القدر من الحلقة نستودعكم أيها القراء بحفظ الله ورعايته ودمتم والوطن بالف خير.